عشاق سوريا الاسد
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
عشاق سوريا الاسد
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
عشاق سوريا الاسد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عشاق سوريا الاسد

منتدى رياضي شبابي ثقافي منوع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكتاب الاسود للمخابرات الامريكية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
boss
boss
admin


عدد المساهمات : 591
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : منتدى ريادة الترفيهي
المزاج : رايق

الكتاب الاسود للمخابرات الامريكية Empty
مُساهمةموضوع: الكتاب الاسود للمخابرات الامريكية   الكتاب الاسود للمخابرات الامريكية I_icon_minitimeالسبت يونيو 18, 2011 9:52 pm

صدر حديثا في باريس عن دار “نوفو موند” كتاب حافل بالمعلومات حول جرائم وكالة المخابرات الأمريكية تحت عنوان “الكتاب الأسود للمخابرات الأمريكية” من تأليف الكاتب الفرنسي المتخصص في مجال الاستخبارات غوردون توماس. ومع ان الجرائم متنوعة فهو يجمعها في ثلاث: أولاها الاعتداء على حقوق الأشخاص سواء أكانوا أمريكيين أم أجانب (عبر وسائل متعددة وأسباب متعددة). والثانية تخص الدول والأمم الأجنبية، إذ خلال 60 سنة تدخلت الوكالة وغيرت المسار التاريخي في العديد من دول العالم. والمسألة الثالثة تتعلق بمبدأ المسؤولية التي تتعارض مع مبدأ الفعالية، وتتضمن هذه المسألة كل النتائح غير الإرادية، ولكن المُنْتَظَرة للحركات والعمليات السرية.
هو شي منه كان يعتبر في مارسيليا بطلاً لدى العمال
يورد الكاتب أنه في سنة ،1947 حذر السفير الأمريكي في فرنسا جيفيرسون كافري حكومته من أن النفوذ السوفييتي يمكن أن يتمدد بفضل الحزب الشيوعي الفرنسي وقلعته النقابية المنيعة CGT (الكونفيدرالية العامة للعمل) وعبَّر السفير الأمريكي عن حزنه لأنّ المسؤولين النقابيين الذين يتصدون لسيطرة الشيوعيين على نقابة CGT ليسوا قادرين لأسباب مالية على تنظيم مجموعات معارضة فعّالة. وهكذا ففي سنة ،1947 وحين دعا الشيوعيون الفرنسيون إلى إضرابات ضد مشروع مارشال الأمريكي، قامت وكالة الاستخبارات بهجومات مضادة سرية. وهكذا “قامت، عن طريق الفيدرالية النقابية الأمريكية، بضخّ أموال للاشتراكي ليون جوهو Léon Jouhaux الذي قام بانشقاق، مع القوة العمالية Force ouvrière عن نقابة CGT التي كان يهيمن عليها حينها الحزب الشيوعي الفرنسي”. ويعترف جورج ميني George Meany رئيس الفيدرالية النقابية الأمريكية في ما بعد كيف أنّه موّل انشقاق النقابة التي كانت خاضعة للتأثير الشيوعي: “دفعنا لهم أموالا، أتينا لهم بأموال من النقابات الأمريكية، ونظمنا مكاتبهم وبعثنا لهم بالمعدات”. يبدو الأمر غريباً من كون الأمريكيين يمولون الاشتراكيين، ولكن المؤلف يرى أنه من بين القوى السياسية الثلاث التي كانت قوية آنذاك: الشيوعيون والديغوليون والاشتراكيون، كان الاشتراكيون الأقرب إلى الأمريكيين. يعلّق المدير السابق لقسم الشؤون الدولية في وكالة الاستخبارات الأمريكية على سياسة محاربة اليسار من خلال اليسار بقوله: “ كان الأمر من عمل جاي لوفيستون مساعد دافيد دوبينسكي في النقابة الدولية لعمال النسيج، وباعتباره زعيم الحزب الشيوعي الأمريكي فإن لوفيستون كان يعرف بشكل كامل عمليات التغلغل والاندساس في الخارج. في سنة 1947 قامت الكونفيدرالية العامة للعمل، وهي شيوعية، بإعلان إضراب أوشك أن يشُلّ الاقتصاد الفرنسي. فكان ثمة تخوف من استيلاء الشيوعيين على السلطة. في هذا السياق التاريخي تدخل لوغيستون ومساعده إيرفين براون. وبفضل الأموال التي قدمتها نقابة دوبينسكي تم إنشاء نقابة القوة العمالية، وهي نقابة غير شيوعية. وحين نضبت الأموال، تم الالتجاء إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية. هكذا بدأ التمويل السريّ للنقابات الحرة، والذي انتشر بعد فترة وجيزة في إيطاليا. من دون هذا التمويل كان تاريخ ما بعد الحرب سيتخذ مساراً آخر مختلفاً”. وقد سمحت الأموال التي كانت تدفعها وكالة الاستخبارات، والتي تبلغ مليون دولار سنويا، للحزب الاشتراكي بتشكيل قاعدة انتخابية في الوسط العمالي. يورد الكاتب أن التظاهرات العمالية لم تكن عنيفة في باريس قياسا بمدينة مارسيليا، وبالفعل كان حيويا بالنسبة للسياسية الخارجية الأمريكية أن تكون مقبولة في هذه المدينة، رأس الجسر لإمدادات مشروع مارشال نحو أوروبا. وحين قام الناطقون الرسميون باسم الحزب الشيوعي الفرنسي بتحميل الاخوة غيريني Guérini مسؤولية العنف الذي تعرض له المستشارون البلديون، وكذا مقتل عامل من عمال تصنيع المعادن، لم يجد غاستون ديفير، وهو زعيم اشتراكي من مارسيليا، ما يقوله سوى أن “العلمين الأمريكي والبريطاني اللذين كانا يخفقان فوق بلدية مارسيليا تم اقتلاعهما من قبل العصابات الشيوعية، نحن الآن نعرف ما الذي يستطيع الشيوعيون أن يفعلوه”، وبعد أيام قليلة “قام النائب الشيوعي الفرنسي جون كريستوفول باتهام عصابة غيريني بكونها تدين بالولاء للحزبين الديغولي والاشتراكي في مارسيليا. وعلى الرغم من تكذيب ديفير للأمر، فقد قام نائب شيوعي آخر بتذكيره بأن قريباً من عائلة غيريني يشتغل مدير تحرير الصحيفة الاشتراكية “لوبروفونسال”. تمخض التعاون ما بين الاشتراكيين ووكالة الاستخبارات الأمريكية عن قيام هذه الأخيرة بإرسال عملائها ومتخصصيها في الحرب النفسية، الذين كانوا يتعاملون بطريقة مباشرة مع زعماء المافيا الكورسيكيين عن طريق الإخوان غيريني. وقد قدم العملاء الأمريكيون السلاح والأموال إلى العصابات الكورسيكية كي تستطيع تكسير الإضراب الذي كانت تقوم به نقابة العمال الشيوعية، وكذلك تهديد الزعماء النقابيين. ووصل الأمر إلى تصفية العديد من العمال. وهنا لعبت الحرب النفسية دورها الكاسح في زعزعة المطالب العمالية: “فقد كان متخصصو الحرب النفسية الأمريكيون يوزعون منشورات وملصقات وبرامج بروباغاندا في الإذاعات موجهة إلى العمال. ووصل الأمر بالحكومة الأمريكية إلى التهديد باستعادة حمولة 65000 كيس من الطحين مرسلة إلى مارسيليا إذا لم يوقف عمال الموانئ إضرابهم على الفور. وقد تسبب الفقر والعنف في إرغام عمال مارسيليا على وقف إضرابهم وهو ما فعله رفاقهم في مدن فرنسية أخرى”. وقد كانت النهاية “السعيدة” لإيقاف الإضراب تتمثل في أنه “في عشية أعياد الميلاد من سنة ،1947 وصلت 78 عربة قطار إلى محطة مارسيليا محملة بالطحين والحليب والسكر والفواكه. وكان وصولها وسط تصفيقات من قبل تلاميذ فرنسيين يحملون أعلاما أمريكية”.
خرج الإخوة غيريني أقوياء من هذا الموقف، أي تكسير الإضراب، وأصبحوا زعماء المافيا الكورسيكية. ولكن قوتهم ستزداد بأسا سنة 1950 مع إضراب عمّال الموانئ في مارسيليا، حيث أرسوا سيطرتهم على الموانئ. وقد “خلق تأثيرهم السياسي وبسط سيطرتهم على الميناء شروطا مثالية لتطوير مختبرات الهيروين في الوقت الذي كان فيه عرّاب المافيا الإيطالي الأمريكي لوكي لوشيانتو يبحث عن مورّدين جدد”. مارسيليا كانت منذ قرن “بوابة الشرق” وعبرها كان يعبر السلاح الموجه إلى الهند الصينية، أما “هو شي منه”، الذي شارك في تأسيس الحزب الشيوعي الفرنسي فقد كان يعتبر في مارسيليا بطلا لدى العمال. وفي يناير/ كانون الثاني من سنة 1950 قرر العمال مقاطعة السفن التي تنقل المعدات إلى أرض المعارك. وفي الثالث من شهر فبراير/ شباط من سنة 1950 نشرت النقابة العمالية المقربة من الشيوعيين بيانا يطالب بعودة الجنود من الهند الصينية لوضع حد لحرب فيتنام. وقامت بإضراب كبير قاطعت فيه كل ما له علاقة بالحرب. هنا تتدخل وكالة الاستخبارات الأمريكية لتقويض هذا الإضراب، بفضل مليونين من الدولارات قدمتهما وكالة الاستخبارات الأمريكية، قام إيروين براون، مسوؤل الفيدرالية النقابية الأمريكية، بإحضار عمال “صُفْر” (آسيويين) من إيطاليا قاموا بإفراغ الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة ونجحوا في تكسير الإضراب، بينما كان النقابيون الفرنسيون مهددين جسديا بالتصفية.يرى الكاتب أن الاستخبارات الأمريكية من خلال منحها الأموال للمنظمات الكورسيكية سهّلت عمليات التهريب، وأصبحت المنطقة مختبر أمريكا للهيروين. أولى المختبرات افتتحت سنة ،1951 بُعيد شهور فقط من سيطرة المافيا على الميناء. أما الاشتراكي الفرنسي غاستون ديفير ومن خلاله الحزب الاشتراكي فقد خرجا منتصِرَيْن من إضرابات 1947 و،1950 وقد “ظلّ ديفير من سنة 1953 إلى سنة ،1986 تاريخ وفاته، عمدة مدينة مارسيليا. إذن فقد ساهمت الاستخبارات الأمريكية في نشر الهيروين والمخدرات في مارسيليا وفرنسا ومن خلالهما في العالم”. وبحسب تحقيق أجراه المكتب الفيدرالي الأمريكي لمحاربة تجارة المخدرات فإن كورسيكيي مارسيليا أصبحوا أكبر المموّنين للولايات المتحدة الأمريكية. لقد قاموا خلال خمس عشرة سنة بربط حقول الأفيون في تركيا بسوق نيويورك للهيروين. (...) في سنة ،1965 كانت عصابة مارسيليا تُديرُ خمساً وعشرين مختبرا تنتج شهريا ما بين 50 و150 كيلوجراماً. و”بارتيليمي غيريني، أكبر تجار الهيروين في مارسيليا، لم يتعرض أبدا للإزعاج، وعلى الرغم من أهميته في وسط المافيا في مارسيليا فقد كان محميا من طرف علاقاته السياسية. احتكر الإخوة غيريني تجارة الهيروين في مارسيليا خلال أكثر من عشرين سنة، فارضين منعاً كلياً على المتاجرة به في فرنسا. لكن في أواسط الستينات عرفت عائلة غيريني أفولها إثر أخذ بالثأر، وبسرعة توقف الحصار الذي كانوا قد فرضوه على المتاجرة المحلية بالهيروين، فاستطاع الفرنسيون أن يتذوقوا هيروين مارسيليا الشهير”.
الوكالة تحمي مجرمي الحرب النازيين
في 15 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من سنة 1949 أصدرت فرنسا طلبا لإيقاف كلاوس باربي Klaus Barbie، المتهم من قبل المحكمة العسكرية في مدينة ليون الفرنسية ب”ارتكاب جرائم حرب”. ولكن هذا الشخص ثبت أنه يشتغل مع فرع مستقل عن المخابرات الأمريكية على الرغم من ماضيه، وهو مكلف بالصراع السري ضد الشيوعيين تحت أوامر فرانك فيسنير، وهو فرع سيتم إدماجه سنة 1952 في إدارة عمليات وكالة الاستخبارات الأمريكية. يقول الكاتب إنه من الصعب تصديق قيام الأمريكيين عشية الانتصار على النازية، أي سنة ،1945 بتجنيد قدامى المجرمين النازيين. لكن المعادلة مع كل هذا بسيطة جدا وهي أن الأمريكيين انتصروا على النازيين بدعم من السوفييت، ويمكن لهم الآن هزيمة السوفييت بمساعدة من قبل قدامى النازيين. “من هو الأفضل من هؤلاء، الذين هم في غالب الأحيان لا وظيفة لهم ولا مصدر عيش، من يُراكِم تجارب مهنية صلبة عن المعلومات الاستخبارية ويُراكم أيضا حقدا شرسا على الشيوعية؟” ويرى الكاتب أنه في نظر كبار المسؤولين الأمريكيين الذين لا يتقنون اللغة الألمانية ويجهلون التاريخ الأوروبي، ولا يعرفون كيف يمكن التعامل مع الامبراطورية السوفييتية. صحيح أن الرئيس ترومان وضع سنة 1945 قواعد لهذا التعامل مع النازيين السابقين، إذْ إنه استثنى المتحزبين العاديين واكتفى بمقاطعة “مجرمي الحرب الكبار”. وهو موقف ضبابي فيما يبدو من أول وهلة، ولكنه يسمح، وهنا مربط الفرس، ب”تجنيد عدد كبير من العلماء والمهندسين الألمان لوضعهم في خدمة الولايات المتحدة الأمريكية. في الحرب الباردة التي بدأت شراراتها تنطلق بين القوتين الكبيرتين، ليس من الوارد على الأمريكيين أن يتركوا في خدمة الروس هذه الأدمغة التي نقلت ألمانيا إلى مستوى متقدم من البحث في ميدان الصواريخ”. لا حدود “للعبقرية” الأمريكية حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحها، وليس أدل على هذا من تجنيد الجنرال رينهارد غيهلن Reinhard Gehlen وهو مسؤول سابق للاستخبارات الألمانية على رأس شبكة من “ألمان جيّدين” ظلوا في ألمانيا الديمقراطية وكانوا مستعدين للتجسس على الروس لمصلحة أمريكا. وعلى الرغم من تحفظات العديد من المسؤولين والضباط الذين حاربوا النازيين فإن وكالة الاستخبارات الأمريكية تبنت، ومنذ يوليو/ تموز ،1949 شبكة غيهلن والتي ستتشكل حولها وكالة الاستخبارات لألمانيا الفيدرالية الحديثة العهد. ولكن ما لم يتفطن له الأمريكيون أو يأخذوا له حسبانا هو أن الروس اخترقوا، ومنذ البدء، شبكة غيهلن وهو ما جرّ بعض الإخفاقات لعمليات سرية أمريكية لاحقة.كلاوس باربي إذن هو مجرم حرب من الدرجة الثانية مقارنة مع غيهلن، النازي المتوسط. باربي انخرط في المخابرات النازية من سنة 1933 في الشبيبة الهتلرية وانطلاقا من سنة 1940 وإلى 1942 اشتغل في امستردام وكُلّف التجسس على الأوساط الثقافية وعلى اليهود، سنة 1942 تم نقله إلى ليون الفرنسية رئيساً لقسم الاستخبارات النازية وأيضاً مديراً للغيستابو Gestapo وهناك لُقّب ب”جلاّد مدينة ليون” وقد اشتهر بتعذيبه وقتله للزعيم جون مولان Jean Moulin منسق المقاومة الداخلية الفرنسية، واشتهر أيضا بمداهماته الأولى للاتحاد العام ليهود فرنسا (فبراير/ شباط 1943). عند نهاية الحرب غادر ليون في أغسطس/ آب من سنة 1944 قبل سقوط المدينة، تاركا بزّته العسكرية الراقية ومتخفيا في ثياب جندي بسيط. اعتقلته القوات الأمريكية واستطاع الهرب ودخل في السرية. وبعد الكثير من عمليات التخفي يلتقي في فبراير/ شباط 1947 عميلاً سابقاً يدعى جوزيف مريك سبق له أن اشتغل معه في مدينة ديجون الفرنسية. مريك ينشّط شبكة مخبرين تشتغل لفائدة دائرة (مكافحة التجسس العسكري الأمريكي) وهي شبكة ستخضع سريعا لوكالة الاستخبارات الأمريكية. التحق باربي بهذه الشبكة واعترف لها بكلّ ماضيه النازي، وهو ما دفع دائرة مكافحة التجسس العسكري الأمريكي إلى أنْ تُسطر في شأنه تقريراً إيجابياً: “هو شخصٌ شريف، على المستوى الفكري والشخصي في آن واحد. إنّه نازي مثاليّ تعرضت أفكاره للخيانة من قبل نازيي السلطة”. هكذا أصبح باربي من الآن فصاعداً عميلاً أمريكياً وشخصاً بعيداً عن الشبهات. ولكن بعد تزايد الضغوط الفرنسية اضطر باربي إلى اللجوء إلى أمريكا اللاتينية. سنة 1951 استقر في بوليفيا وبدأ حياة تبدو هادئة واشتغل في إدارة الأعمال. هذا ما كان يبدو، ولكن الأمر كان يتعلق في حقيقة الأمر ب”شبكة من النازيين القدامى التي امتدت في كل أمريكا الجنوبية”. ولكن باربي لم يكن محظوظا، في كل حياته، إذْ تم اكتشافه من قبل الزوجين كلارسفيلد Klarsfeld صائدي النازيين القدامى في البيرو سنة ،1972 ولكنه استطاع الهرب. يبدو أنه استفاد في بوليفيا من حماية قوية، إذ إنه كان يتدخل كوسيط في عمليات شراء الأسلحة. وفي سنة 1980 حصل على بطاقة الأجهزة الخاصة البوليفية، وبدأ يدير جيشاً صغيراً من الفاشيين الجدد قدموا من العالم بأسره، وكان هذا الجيش الذي أطلق على نفسه اسم “خاطبو الموت”، يعمل، بالتناوب، مع الجيش ومع اتحاد تجار المخدرات. وفي سنة 1982 سقطت الطغمة العسكرية الحاكمة في لاباز ومع سقوطها سقطت الحماية عن باربي. وفي بداية سنة 1983 تمّ اعتقال باربي بتهمة ال”تهرب ضريبي”، وتم تسليمه إلى الحكومة الفرنسية التي كانت قد قدّمت مذكرة لتسلمه. “كان يتوجب الأمر انتظار ما يقارب الأربعين سنة لتسلم هذا المجرم”.مقابل الفوائد التي جنتها وكالة الاستخبارات الأمريكية من تجنيد هذا العميل، فإن أمريكا اللاتينية والديمقراطية خسرت الكثير. “بتجنيدها للعميل باربي لم تقم الولايات المتحدة الأمريكية فقط باعتراض وعرقلة العدالة في الكثير من الدول، بل ساهمت أيضا في زرع “بذور فاسدة” في كل أمريكا الجنوبية. وإذا كان التاريخ السري للنازيين القدامى المنفيين لدى العديد من الديكتاتوريات العسكرية ليس معروفاً بشكل كامل، فإنه من الراجح أن الكثير منهم، مثل باربي، ساعدوا هذه الأنظمة الديكتاتورية من خلال معرفتهم القمعية”.
الوكالة تقلب نظام مصدق في إيران
الكثير لا يعرفون أن ثمة ثلاثة أشخاص تحمل أسماء روزفيلت Roosevelt وكيرميت Kermit والجد ثيودور Théodore وأيضاً العم فرانكلين Franklin، ولكن كيرميت يظل هو اللغز الوحيد، في هذه العائلة، والتاريخ ظلمه، ضمن من ظلم، على الرغم من أنه كان “الشخصية المفتاح في العلاقات ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط أثناء الحرب الباردة. الرجل المفتاح في وكالة الاستخبارات الأمريكية قبل أن يلتحق بالصناعة البترولية، وأصبح صديقا حميما لأمراء عرب، وأدار الأمور من وراء الستار في “اللعبة الكبرى” الشرق الأوسطية. ولكن الإنجاز الأكبر لكيرميت يظل هو “ضربة معلم” في إيران سنة 1953.
يكتب غوردون توماس: “في بداية سنوات الخمسينات بدأت الحركات القومية الإيرانية في البرلمان الإيراني تنتقد توزيع الريع النفطي، وانتهى الأمر بإعدام رئيس الوزراء الذي كان مواليا لبريطانيا سنة ،1951 وحلّ مكانه الزعيم الوطني محمد مصدق الذي قام بتأميم شركة النفط الإيرانية البريطانية. لم يتأخر موقف البريطانيين الذين ذهب بهم الغضب إلى درجة محاولة زعزعة مصدق، وبدأوا حصارا على صادرات النفط الذي يمنع البلد من عائداته. هنا قام الشاه، وهو مُوال للغرب، بإقالة مصدق، ولكن البرلمان الإيراني أعاده على الفور”.السياق التاريخي لم يعُدْ يُساعد بريطانيا على القيام بحركة سياسية كبرى ضد الزعيم مصدق: “بريطانيا التي خرجت من الحرب الكونية الثانية منهوكة القوى، يديرها زعيم كاريزمي ولكنه عجوز، ونستون تشيرشل، كانت على وعي بأنها لم تعد تهيمن على الوضعية، وبالتالي طلبت تدخل الولايات المتحدة الأمريكية”. الظروف الأمريكية كانت ملائمة، حسب المؤلف. فقد انتخب الأمريكيون رئيسا جديدا وهو إيزنهاور، الذي كان، على خلاف سابقه، متحمّسا لحركة سرية، لقلب مصدق، الذي كان من أنصار سياسة عدم الانحياز، وإذن فهو متهم، في المنظور الأمريكي، بالتعاطف مع الشيوعيين. من هنا جاء مشروع أجاكسAjax ، الذي صاغته وكالة الاستخبارات الأمريكية، ويروم “قلبا شبه قانوني” لمصدق من خلال التحكم والسيطرة على الرأي العام الإيراني وعلى البرلمان. وحين سيصل التذمّر إلى نقطة اللاعودة يقوم الشاه بخلع رئيس الوزراء ويكون قراره مدعوما ومُقوّى من قبل إضرابات وتظاهرات شارع “تلقائية”، وحينها سيتم استبدال مصدق بجنرال مُوال للغرب. ولكن الشاه لم يقبل على الفور وأظهر ترددا واضحا على الرغم من تطمينات المبعوث الأمريكي حينها وهو الجنرال نورمان شوارتزكوف Norman Schwartzkopf (أب الجنرال الذي كان رئيساً لأركان الجيش الأمريكي في حرب العراق الأولى 1991).الرغبة الأمريكية في الإطاحة بمصدق إذن كانت واضحة. ولكن يبدو أن تصرفات ومواقف مصدق عجّلت من تصميم الأمريكيين على الحسم. إذ انه بدأ مفاوضات تجارية مع السوفييت لتعويض الحصار البريطاني. وهو “ما جعل منه حليفا للسوفييت في نظر الأمريكيين”.العملاء الإيرانيون لكيرميت روزفيلت طلبوا مبلغ 5 ملايين دولار لتنفيذ العملية. وعلى الرغم من شكوك مصدق في الأمر وعلى الرغم من هروب الشاه إلى إيطاليا فإن روزفيلت استطاع تجنيد وتحريك مضربين ومتظاهرين دُفِعت لهم أموال كبيرة كما استطاع استمالة قطاعات واسعة من الجيش، وكانت أول مرة تختار فيها الولايات المتحدة، باسم محاربة الشيوعية وفي تناقض مع سياستها، بطريقة مباشرة وشبه مفتوحة، قلب حكومة شرعية في بلد أجنبي، مؤثرة على تاريخه بشكل جذري. لكن العملية عادت بأهمية قصوى على الولايات المتحدة: إذ اعتبرت “نجاحاً كبيراً منح وكالة الاستخبارات الأمريكية مكانة المنظمة التي لا تقهر وأظهرت الرغبة في تجريب الأمر في مناطق أخرى ساخنة من الكرة الأرضية”. وما أن مُنح كيرميت ميداليات الاستحقاق على نجاحه في إيران حتى وجد على الطاولة قضايا تنتظر منه التدخل، مسلسل الانقلابات ها هو قد بدأ، طُلب منه على الفور تنفيذ انقلاب في أمريكا الوسطى. من الآن فصاعدا يكتب المؤلف: “سيسود نظام الشاه الموالي للغرب من هذه السنة إلى سنة ،1979 بفضل دعم اقتصادي وعسكري أمريكيين، وبالاعتماد على شرطة سريّة قاسية لا ترحم، كان مقتُ المواطنين لها يزداد يوما بعد يوم، والمهم في الأمر هو أن الاستغلال البترولي أصبح الآن في أيدي الأمريكان والبريطانيين، وبعد أن اطمأن الشاه إلى استتباب الأمر عاد من إيطاليا ونظم استعراضاً كبيراً جداً في شوارع طهران”. و”من بين الحشود كان ثمة رجل يبلغ الحادية والخمسين من العمر، يلقي نظرات حادة على الامبراطور، كان الأمر يتعلق بآية الله الخميني”.


تأليف: غوردون توماس
ترجمة وإعداد: بشير البكر
عن الخليج الإماراتية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://reada.syriaforums.net
 
الكتاب الاسود للمخابرات الامريكية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سامر المصري يدعم الفلسطينيين من نيوجرسي الامريكية
» ...................... من هم العرب في الكتاب المقدس.....................
» قطر: مظاهرات تهاجم الجزيرة وتطالب بإسقاط "حمد" وتندد بقمع القوات الامريكية للمتظاهرين
»  الرئيس الأسد يلتقي أعضاء المكتبين التنفيذيين لاتحاد الكتاب العرب ونقابة الفنانين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عشاق سوريا الاسد :: القسم العام :: اعرف عدوك-
انتقل الى: