عندما يصبح النكد الزوجي مزمناً ، فيكون خوفاً مقيماً في بيت الزوجية إنه يسيطر على العلاقة القائمة وعلى نفوس من في البيت في مثل هذا الجو يسهل دخول الأمراض الجسدية والنفسية معاً .
والدارج بين الناس هو أن المرأة هي صانعة النكد ، وهذا لايعني أن الرجل مسالم، إنما يعني أن المواقف النكدة لاتعلق في نفس الرجل كثيراً ، وفي المقابل فإن المرأة هي أكثر اعتناء بالتفاصيل ،وأكثر انتباهاً إلى كل مايمكن أن يجلب الاستياء والنكد.
ماذا تفعلين إذا ماجمعت في اليوم الواحد ثلاثة أسباب لخلق النكد؟
أمامك خياران: إما أن ترفعي لواء الحرب وتهددي باستخدام كل الأساليب المتاحة ،وإما تختلقي لزوجك الأعذار التي ربما لايستحقها أحياناً ، باعتبار أنك تؤثرين العيش في سلام ولو على حسابك.
أي الخيارين تفضلين عموماً ؟ ولكن لماذا التعامل مع الأمر وفق قاعدة الأبيض والأسود ،ألا يتسع الأمر لخيار ثالث ؟
فمثلاً عندما يعود زوجك متأخراً ،إلى البيت ،بإمكانك أن تنتظريه حتى يأتي ، ثم تنهالين عليه باللوم والأسئلة ذات النبرة العالية والعتاب الثقيل ... وبإمكانك مثلاً أن تفتحي له الباب ثم تذهبين إلى النوم ، وفي الصباح تكونين قد نسيت الأمر تماماً ... وفي الحالة الثالثة تستطعين استقباله وتركه ليرتاح ومن ثم تسألينه عن سبب التأخير ، مع بعض العتاب الخفيف تبعاً لمايستحقه الوضع...
إذاً هناك حالة عقلانية تكون فيها المرأة متوازنة ،فهي لاتضيع حقها من جهة ، ولاتكدر حياتها وحياة زوجها وعائلتها من جهة ثانية ... وماذا لومرت مناسبة زوجية خاصة ولم ينتبه الزوج إليها فماذا تفعلين؟
ستفكرين في أن تجعليه يندم أيما ندم ، وستقررين عدم قبول أي عذر ،وثم تقررين أن تعيريه بتلك الواقعة طوال حياته.
وستقومين بتذكيره بالأمر ثم تنسين الأمر نهائياً وكأن شيئاً لم يكن، أو سيكون بالحوار ،إذ ستقولين له إن مايعنيك في الأمر ليس الهدية بقدرما هو الموقف ومن هناك ينطلق حوار هادئ على قاعدة «المهم ماسيأتي ، لامامضى »...