كثر التحليل والمحللون حول ما نشر في موقع ويكيليكس من وثائق، فمنهم من شرّق في تحليله ومنهم من غرّب، ولكن في الحقيقة ما يثير الدهشة كثيراً ليس هذه الوثائق وهذه الضجة حولها، ولكن الذي أثار الدهشة هو أسئلة بعض المحللين وغيرهم،
لماذا لم تذكر إسرائيل في هذه الوثائق، وهذا السؤال يطرح التساؤل التالي ما الأمر الذي يريد هؤلاء أن يعرفوه عن إسرائيل وقد يزعج هذا الكيان الإرهابي المصطنع؟ فإسرائيل منذ نشأتها الاحتلالية الاستعمارية العنصرية إلى الآن لا يوجد أمر فاحش وسيئ ومجرم وإرهابي إلا وقامت به عبر وسائل الإعلام المختلفة دون أن يرف لها جفن، فهي تمثل ويكيليكس دائماً ومفضوح منذ نشأتها، وكل ذلك علناً وأمام الأعين والشاشات وأمام ناظر المجتمع الدولي وغيره، فلا داعي أن نذكر بجرائمها القديمة، من دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا، فهي صاحبة الغسيل المتسخ ودائم الوساخة، فهل نريد أن نعرف أنها ترتكب المذابح علناً بحق العرب في فلسطين ولبنان الخ..
أم إنها صاحبة السلاح النووي في المنطقة ولا تنكر ذلك وتستعمل اليورانيوم المنضب ضد البشر والشجر والحجر وتقتل وتدهس أطفالاً أمام الشاشات وتسجن مجلس نواب بكامله وتأسر (11) ألف عربي، وتسرق أعضاء الشهداء العرب الفلسطينيين، وتتجسس على الحلفاء وغيرهم وتقوم باغتيالات دائماً مثلما قتلت سفير الأمم المتحدة الكونت برنادوت واحتلال أراض عربية، فإسرائيل هي عارية تماماً أمام الكل ومكشوفة عبر كل وسائل الإعلام العالمية ولكن ما تثير الدهشة ليس عدم وجود وثائق حول إسرائيل فهي عارية وتمشي عارية منذ نشأتها ولاتهتم بذلك حتى إنها قامت بجرائم ضد المجتمع الأميركي نفسه علناً وبمعرفة الجميع.
ولكن المثير للدهشة هو أن نندهش من عدم وجود وثائق تخص إسرائيل وهل العالم بحاجة إلى هذه الوثائق؟
وقد يكون عدم نشر هذه الوثائق شفقة بالآخرين، لأنه سواء وقع الحجر على البيضة أم البيضة على الحجر، فالمكسور هو البيضة ولكن من الممكن أن نقول: ماذا نستخلص من وثائق ويكيليكس؟ ولا داعي لأن نقلق ولا داعي لأن نقلق راحتنا كثيراً، كيف ولماذا سربت ولماذا إسرائيل غير موجودة؟
الأهم هو ما الدروس المستخلصة مما نشره ويكيليكس ويمكن أن تستخلص أن أميركا قوة عظمى لا تهتم إلا بمصالحها أولاً ثم مصالحها ثانياً وثالثاً ومن الممكن أن تقتل أبناءها من أجل الحفاظ على مصالحها.
- العالم بالنسبة لأميركا ثروات ومصالح، ولا صداقات لها ولا حلفاء، والرهان عليها دائماً خاسر.
- أمن إسرائيل أولاً وأخيراً.
- شرعية أي قرار من أي نظام رسمي يجب أن يكون نابعاً من مصالح شعبه ووطنه وأمته.
- حتى أميركا هل تفاجئ العالم بها أم إنهم نسوا الهنود الحمر وهيروشيما وناغازاكي وفيتنام وتدمير العراق وأفغانستان، ألم تقل رايس في حرب تموز إن هذه الحرب مخاض لشرق أوسط جديد.. إذاً الأميركي والإسرائيلي مفضوحان ولسنا بحاجة لويكيليكس ليوضح ذلك.
وباعتقادي إن أهم من التفكير بما نشره ويكيليكس هو اتفاق العرب لمصالحم ومصالح شعوبهم والتفكير في إعادة الاعتبار لفكرة الأمن القومي العربي الذي يتلاشى تماماً والتفكير جدياً لمجابهة ما يخطط لهذه المنطقة من مشاريع فتنوية، وتفتيت المنطقة أكثر وأكثر وكي لانعود ونترحم على ما نشره موقع ويكيليكس حالياً.
ونقول ليتنا بقينا على ويكيليكس (1) أياً كان هذا الويكيليكس عسلاً أم سمّاً أم بعض السم في كل العسل.