الفرق بين اليسير والقليل :
أن القلة تقتضي نقصان العدد، يقال: قوم قليل وقليلون، وفي القرآن "شرذمة قليلون"
يريد أن عددهم ينقص عن عدد غيرهم وهي نقيض الكثرة، وليست الكثرة إلا زيادة العدد،
واليسير من الأشياء ما يتيسر تحصيله أو طلبه، إلا ترى أنه يقال: عدد قليل،
ولا يقال: عدد يسير، ويقال: مال يسير، لأن جمع مثله يتيسر.
الفرق بين الكثير والوافر:
الفرق بين "الكثير" و"الوافر": أن الكثرة زيادة العدد، والو فور اجتماع آخر الشيء حتى يكثر حجمه،
ألا ترى انه يقال كردوس وافر والكردوس عظم عليه لحم ولا يقال: كردوس كثير،
وتقول: حظ وافر، ولا تقول: كثير، فهذا يدل على أن الكثرة لا تصح إلا في ما له عدد،
وما لا يصح أن يعد لا تصح في الكثرة.
والفرق بين "الجم" و"الكثير":
إن الجم الكثير المجتمع،
وقال أهل اللغة: جمة البئر الماء المجتمع فيها،
والجمة من الشعر سميت جمة لاجتماعها،
واجمع الفرس إذا أرحته ليستجمع قوته،
ويجوز أن يكون كثيرا غير مجتمع.
اللهو واللعب
الفرق بين اللهو واللعب:
انه لا لهو إلا لعب، وقد يكون لعب ليس بلهو،
لأن اللعب يكون للتأديب كاللعب بالشطرنج وغيره،
ولا يقال لذلك: لهو، وإنما اللهو لعب لا يعقب نفعا،
وسمي لهوا لأنه يشغل عما يعني،
من قولهم: ألهاني الشيء أي شغلني.
المزاح والاستهزاء
الفرق بين المزاح والاستهزاء:
إن المزاح لا يقتضي تحقير من يمازحه المرء ولا اعتقاد ذلك،
ألا ترى إن التابع يمازح المتبوع من الرؤساء ولا يقتضي ذلك تحقيرهم ولا اعتقاد تحقيرهم،
ولكن يقتضي الاستئناس بهم، والاستهزاء يقتضي تحقير المستهزأ به واعتقاد تحقيره.
والفرق بين لمزاح والهزل:
أن الهزل يقتضي تواضع الهازل لمن يهزل بين يديه،
والمزاح لا يقتضي ذلك، ألا ترى أن الملك يمازح خدمه وان لم يتواضع لهم تواضع الهازل لمن يهزل بين يديه،
والنبي صلى الله عليه وسلم يمازح
ولا يجوز أن يقال: يهزل.
ويقال لمن يسخر: يهزل
ولا يقال: يمزح.
الفرق بين الخلة والصداقة:
أن الصداقة اتفاق الضمائر على المودة
فإذا اضمر كل واحد من الرجلين مودة صاحبه فصار باطنه فيها كظاهره سميا صديقين،
والخلة الاختصاص بالتكريم
ولهذا قيل:
إبراهيم خليل الله لاختصاص الله إياه بالرسالة وفيها تكريم له،
ولا يجوز أن يقال الله خليل إبراهيم لأن إبراهيم لا يجوز أن يخص الله بتكريم،
وقال أبو علي رحمه الله تعالى:
يقال للمؤمن انه خليل الله،
وقال علي بن عيسى:
لا يقال ذلك إلا لنبي لأن الله عز وجل يختصه بوحيه
ولا يختص به غيره،
والأنبياء كلهم أخلاء الله.
الفرق بين الصفوة والصفو:
أن الصفو مصدر سمي به الصافي من الأشياء اختصارا واتساعا،
والصفوة خالص كل شيء،
ولهذا يقال: محمد "صلى الله عليه وسلم" صفوة الله
ولا تقول: صفو الله.
فالصفوة والصفو مختلفان وان كانا من أصل واحد.
الفرق بين الاصطفاء والاختيار:
إن اختيارك الشيء أخذك خير ما فيه في الحقيقة أو خيره عندك،
والاصطفاء اخذ ما يصفو منه ثم كثر حتى استعمل أحدهما موضع الآخر
واستعمل الاصطفاء في ما لا صفو له في الحقيقة.
الفرق بين الإظهار والإفشاء والجهر :
إن الإفشاء كثرة الإظهار، ومنه أفشى القوم: إذا كثر مالهم
ويقال: فشا الخير في القوم أو الشر إذا ظهر بكثرة، وفشا فيها الجرب إذا ظهر وكثر،
والإظهار يستعمل في كل شيء ألا ترى
انك تقول: هو ظاهر المروءة،
ولا تقول: كثير المورءة.
والفرق بين الجهر والإظهار:
أن الجهر المبالغة في الإظهار، ألا ترى انك إذا كشفت الأمر للرجل والرجلين
قلت: أظهرته لهما، ولا تقول جهرت به إلا إذا أظهرته للجماعة الكثيرة فيزول الشك
ولهذا قالوا: "أرنا الله جهرة" أي عيانا لا شك معه،
وأصله رفع الصوت يقال: جهر بالقراءة إذا رفع صوته بها،
وفي القرآن: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها"
أي بقراءتك في صلاتك، وصوت جهير: رفيع.
وأصل الجهر إظهار المعنى للنفس، حيث يظهر المعنى للنفس بظهور الصوت.
الفرق بين العقب والولد:
إن عقب الرجل أولاده الذكور والإناث وأولاد بنيه من الذكور والإناث،
إلا انهم لا يسمون عقبا إلا بعد وفاته.
الفرق بين الولد والسبط:
إن اكثر ما يستعمل السبط في ولد البنت،
ومنه قيل للحسن والحسين رضي الله عنهما: سبطا رسول الله "صلى الله عليه وسلم"،
وقولنا سبط يفيد انه يمتد ويطول،
وأصل الكلمة من السبوط وهو الطول والامتداد،
ومنه قيل الساباط لامتداده بين الدارين،
والسبط: شجر سمي بذلك لامتداده وطوله.
الفرق بين البعل والزوج:
أن الرجل لا يكون بعلا للمرأة حتى يدخل بها،
وذلك إن البعال النكاح والملاعبة،
ومنه قوله عليه السلام: "أيام أكل وشرب وبعال".
وأصل الكلمة القيام بالأمر،
ومنه يقال للنخل إذا شرب بعروقه ولم يحتج إلى سقي:
بعل، كأنه يقوم بمصالح نفسه.
الفرق بين الصاحب والقرين:
إن الصحبة تفيد انتفاع أحد الصاحبين بالآخر،
ولهذا يستعمل في الآدميين خاصة فيقال: صحب زيد عمرا، وصحبه عمرو،
ولا يقال: صحب النجم النجم أو الكون الكون،
وأصله في العربية الحفظ،
ومنه يقال: صحبك الله وسر مصاحبا أي محفوظا،
وفي القرآن "ولا هم منا يصحبون" أي يحفظون.
وكلمة القرين تفيد قيام أحد القرينين مع الآخر والجري على طريقته وان لم ينفعه،
ومن ثم قيل للبعيرين يشد أحدهما إلى الآخر: قرينان.
الفرق بين المولى والولي:
أن الولي هو المعان والمعين
تقول: الله ولي المؤمنين أي معينهم
والمؤمن ولي الله أي المعان بنصر الله عز وجل،
ويقال أيضا: المؤمن ولي الله والمراد أنه ناصر لأوليائه ودينه،
ويجوز أن يقال: الله ولي المؤمنين بمعنى انه يلي حفظهم،
كولي الطفل المتولي شأنه، ويكون الولي على وجوه،
منها: الحليف المعاقد، ومنها ولي المرأة: القائم بأمرها،
ومنها ولي المقتول: الذي هو أحق بالمطالبة بدمه.
والمولى على وجوه: هو السيد والمملوك والحليف
وابن العم والأولى بالشيء والصاحب.
الفرق بين الدهر والمدة:
أن الدهر جمع أوقات متوالية، مختلفة كانت أو غير مختلفة،
ولهذا يقال: الشتاء مدة، ولا يقال: دهر لتساوي أوقاته في برد الهواء وغير ذلك من صفاته،
ويقال للسنين دهر لأن أوقاتها مختلفة في الحر والبرد وغير ذلك.
الفرق بين الزمان والوقت:
أن الزمان أوقات متوالية مختلفة أو غير مختلفة، فالوقت واحد،
وهو المقدر بالحركة الواحدة من حركات الفلك،
وهو يجري من الزمان مجرى الجزء من الجسم، والشاهد
أيضا انه يقال: زمان قصير وزمان طويل ولا يقال: وقت قصير.
الفرق بين العام والسنة:
أن العام جمع أيام، والسنة جمع شهور
ويجوز أن يقال: العام يفيد كونه وقتا لشيء،
والسنة لا تفيد ذلك، ولهذا يقال: عام الفيل،
ولا يقال: سنة الفيل، ويقال في التاريخ: سنة مائة وسنة خمسين،
ولا يقال: عام مائة وعام خمسين، إذ ليس وقتا لشيء.
الفرق بين الناس والورى:
أن قولنا: "الناس" يقع على الأحياء والأموات،
والورى الأحياء منهم دون الأموات، وأصله من ورى الزند يرى إذا اظهر النار،
فسمِّى الورى ورى لظهوره على وجه الأرض،
ويقال: الناس الماضون، ولا يقال الورى الماضون.
الفرق بين الجماعة والملأ:
أن الملأ الأشراف الذين يملئون العيون جمالا والقلوب هيبة،
وقال بعضهم: الملأ الجماعة من الرجال دون النساء، والأول الصحيح
وهو من: ملأت، ويجوز أن يكون الملأ الجماعة الذين يقومون بالأمور
من قولهم: هو مليء بالأمر إذا كان قادرا عليه،
والمعنيان يرجعان إلى أصل واحد وهو الملء.
الفرق بين النفر والرهط:
أن النفر الجماعة نحو العشرة من الرجال خاصة ينفرون لقتال وما أشبهه،
ومنه قوله عز وجل: "ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض" ثم كثر حتى سموا نفرا وان لم ينفروا،