[size=24]منذ أيامها الأولى أولت الفضائيات العربية اهتماماً واسعاً بالرياضة كركن أساسي من أركان البث التلفزيوني اليومي،
وفي مرحلة لاحقة أضحى للرياضة قنواتها المتخصصة التي يربو عددها اليوم على العشرين فضائية تبث مختلف أشكال وألوان الرياضة العربية والأجنبية، وكان من الطبيعي أن يتطور أداء التعليق الرياضي العربي، خاصة وأن عدداً كبيراً من معلقينا الرياضيين العرب يساهمون في نقل مباريات كأس العالم على نطاق واسع، إلا أن الوقائع تشير إلى عكس ذلك، إذ ما زال عدد من المعلّقين العرب يعتمدون –وسنفترض أنهم يفعلون ذلك عن حسن نيّة- على التحليلات والتعليقات التي هي أشبه ما تكون بزوايا الأبراج في الصحف والمجلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية الصباحية، بعيداً عن التعليق والتحليل العلميين، فكثيراً ما نسمع من معلقينا العرب ملاحظات على غاية من الجديّة تشير إلى تفاؤلهم بكون فريقهم يلعب يوم الاثنين على سبيل المثال لأن هذا اليوم هو يوم سعد بالنسبة لهذا الفريق لأن معظم المباريات التي لعبها في هذا اليوم فاز فيها، أو تشاؤمهم لأنه يلعب يوم الخميس لأنه في مثل هذا اليوم قبل عشرين عاماً خسر مع نفس الفريق المنافس وبالتالي فإن فرصته بالفوز هذا اليوم تبدو معدومة؟؟؟ وهذا النوع من التعليقات على بساطته الظاهرة ينطوي على الكثير من الخطورة على المتلقّين، خاصة وأن شريحة واسعة من هواة المتابعة التلفزيونية للمباريات الرياضية قد لا يكونون على درجة كافية من الوعي كي يقولوا إن هذا الكلام محض هراء بل يتعاملون معه وكأنه حقيقة واقعة، وهذا الأمر يحيّد تماماً أي كلام عن مستوى تحضير الفريق والجهود التي بذلها للوصول إلى ما وصل إليه.. ونسمع نفراً آخر من معلقينا يبدي تفاؤله في الشوط الثاني من المباراة لأن المرمى الواقع على يمين الشاشة أكثر استيعاباً للأهداف من المرمى الواقع على يسارها لأسباب يعيدها المعلّق إلى الفأل الحسن للمرمى اليميني!!! وبالتالي فإن فرصة الفريق ستكون كبيرة لتسجيل الأهداف، أما الجهود المبذولة على أرض الملعب والتحضير الجيد والتحليل العلمي فلا وجود لها في قواميس هؤلاء المعلّقين الذين يستحقون الإيقاف الكامل عن التعليق لمدة عام كامل (أسوة بالأندية التي يفتعل لاعبوها أو جمهورها الشغب) كلما عمدوا إلى تحويل المباريات الرياضية إلى ميادين للدجل والشعوذة دون أي شعور بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في توعية جمهور الرياضة .
[/