إن العرب قوم فاسدون مفسدون فوضويون.. لا يمكن تحضرهم ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وإعادة تقسيم دولهم إلى وحدات عشائرية وطائفية.. ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي الديمقراطية والحرية, ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرت
ها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها. قبل أن تغزوها أميركا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها هذا ما قاله السياسي والمنظر البريطاني اليهودي الأصل الأميركي الجنسية /برنارد لويس/.
وبحسب محللين فإن مشروع تفتيت المنطقة العربية قديم جديد يرجع إلى حقبة التسعينيات واعتمد بشكل رئيسي على استغلال حاجات الناس وشراء ذمم الآخرين وبث النزعة الطائفية بين مختلف المذاهب، ففي عام 1905 صاغ اللورد هنري كامبل رئيس وزراء بريطانيا وثيقة كامبل والتي تتضمن خطة غربية تتيح للحضارة الغربية استمرار السيطرة على العالم ولاسيما منطقة الشرق الأوسط وتقسيمه ونهب ثرواته.
كما نصت وثيقة «كيفونيم» الإسرائيلية الشهيرة عام 1982 وقبلها الوثيقة التي وضعتها هيئة أركان الحرب الإسرائيلية لعام 1956 - 1957 والتي وردت في كتاب «خنجر إسرائيل» للمؤلف الهندي كارانجيا على العمل على تنفيذ سيناريو يقوم على إحياء العداوات التاريخية بين شعوب المنطقة وإلباسها ثوباً دينياً وطائفياً ومذهبياً صارخاً.
ويرى مراقبون أن مخططات شرذمة المنطقة لم تتوقف يوماً بل ازدادت وتيرتها المحمومة في الآونة الأخيرة، فقد كشف القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطي الناتو الجنرال الأميركي المتقاعد ويسلي كلارك في مذكراته أن إدارة الرئيس جورج بوش وضعت استراتيجية عسكرية منذ عام 2000 تتضمن مخططات لتغيير نظم الحكم في المنطقة ابتداء بالعراق وانتهاءً بسورية ووفق صحيفة واشنطن بوست فإن الإدارة الأميركية باشرت تمويل مناوئين لسورية ومجموعة إرهابية مسلحة وقنوات فضائية بملايين الدولارات في عهد الرئيس السابق بوش عام 2005 واستمر التمويل في عهد الرئيس باراك أوباما.. هذا في حين أكد موقع «القوة العسكرية» الأميركي في تموز عام 2006 أن الولايات المتحدة تعمل على تحقيق «الخارطة الجديدة» لمنطقة الشرق الأوسط أو ما يعرف «بسايكس بيكو الجديدة» تلك الخارطة التي تقتضي اقتطاع مناطق من دول عربية وإضافتها لأخرى وإعادة أمجاد دول زائلة على حساب دول قائمة، ومن هذه التقسيمات التي تعمل الولايات المتحدة الأميركية على تحقيقها ما يسمى «الأردن الكبير» حيث ينص على إضافة إقليم الأنبار في العراق للأردن ليكون هو الوطن البديل لفلسطينيي الشتات والتقسيم الاستعماري الجديد المستهدف للبلاد العربية الأكثر تجزئة وتفكيكاً من خريطة «سايكس - بيكو» عام ١91٦ يتم بوسيلتين معاً وهما: الاحتلال واستغلال وإثارة النزاعات الدينية والإثنية والعرقية والقبلية وتغذيتها وتمويلها وإشعالها وإستقواء الانفصاليين بالقوى الأجنبية الاستعمارية والتي سرعان ما تقدم لهم دعمها السياسي والعسكري تحت مظلة الشرعية الدولية التي يسيطر عليها مجلس الأمن الدولي بينما نشر موقع «فيلكا إسرائيل» الاستخباراتي الإسرائيلي ما ذكر أنه تفاصيل خطة محكمة قال إن أطرافاً إقليمية متعاونة مع البيت الأبيض وضعتها بالتعاون مع السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان عام 2008 لزعزعة سورية بتمويل وصل إلى 2000 مليون، وفي السياق ذاته تؤكد مصادر مطلعة أن الرئيس /أوباما/ حدد في تقرير سري والذي يعرف باسم توجيهات الدراسة الرئاسية عام 2010 أربع دول عربية لتغيير أنظمة الحكم فيها بما يتماشى مع مصلحة أميركا و«إسرائيل» في آن معاً.
ويقول خبراء إن وزارة الخارجية الأميركية ومؤسسات أميركية أخرى تبث أكثر من 100 مليون رسالة يومياً على شبكات التواصل لتحريض معارضين لأنظمة تعتبر مناوئة لأميركا.
وفي شأن ذي صلة أشارت دراسة ألمانية إلى أن غالبية مراكز الحركات الانفصالية في المنطقة العربية توجد في الولايات المتحدة وتتمتع بوضعية قانونية وتحصل على دعم مالي من مصادر متعددة، منها ما يمكن تعريفه بمؤسسات شبه رسمية متخفية وراء ما يسمى المنظمات الحقوقية غير الحكومية.
والجدير ذكره أن صحيفة «افتنبوستن» النرويجية نشرت مؤخراً برقيات حصل عليها موقع «ويكيليكس» أظهرت أن الولايات المتحدة دفعت عشرات ملايين الدولارات إلى منظمات غير حكومية في مصر تعارض النظام، وجاء في برقية مسرّبة صادرة عن السفارة الأميركية في القاهرة عام 2007 أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية /يو أس أيد/ خصصت مبلغ 66 مليون دولار في عام 2008 و 75 مليون دولار في عام 2009 لبرامج مهمتها نشر ما يسمى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الزائفة.
إن دعوات واشنطن للإصلاح وتجييشها لشعوب المنطقة ليس إلا محاولة لامتطاء تطلعات الشعوب وتجنيدها لخدمة مخططات شيطانية تصب بشكل أو بآخر في مصلحة ما يسمونه أمن «إسرائيل» ويهوديتها المطلقة عبر نسف ثقافة المقاومة والممانعة وإراقة دماء الشعوب العربية وإغراقهم في أتون الحرب الأهلية.
والسؤال الآن لكل من يعمي عينيه عن حقيقة الولايات المتحدة ومن يدور بفلكها هو: أين كانت الولايات المتحدة وأبواقها عندما قتلت «إسرائيل» أكثر من 1400 مدني فلسطيني في غزة خلال عملية الرصاص المصبوب سنة 2008؟ وأين كانت عدالة البيت الأبيض عندما دمر الجيش الإسرائيلي نصف النظم المدنية الأساسية في لبنان وقتل أكثر من 1600 مدني لبناني؟