ولكي نرتقي بوعينا وبأدائنا وبرؤيتنا للأمور لأن الأمة وليست سورية وحدها أمام ساعة البقاء أو اللابقاء..
آن الأوان لنخرج من هروبنا كما من تثاؤبنا كما من حججنا واحتجاجاتنا لنقول الحقيقة كما هي ونقول: إن بعضنا تعامل مع الزمن بالفحم الحجري..
ولنقول للناس والناس يعلمون، أن بشار الأسد هو قلب. من جالسه وأصغى إليه ولامس دقات قلبه يدرك أين هم السوريون كل السوريين الذين يملؤون أحاسيسه وهواجسه وأحلامه.
ولنقول للناس: إنه عندما تسلم رئاسة الجمهورية كان المحافظون الجدد ينشبون أظفارهم في الأمة، وتحديداً من سورية التي لم تطأها قط لا أقدام بنيامين نتنياهو ولا حتى أقدام يوشع بن نون .
كان الشرق الأوسط الكبير وما يعنيه من استعادة للمسألة الشرقية مادام الرجل المريض أو (المرأة المريضة) هذه المرة هي الأمة العربية.
أجل أنتم السوريون الذين منعتم دونالد رامسفيلد من أن يحذو حذو غورو عند ضريح صلاح الدين فكان غزو العراق الذي اعتبر توطئة لغزو سورية بعدما كان العكس وارداً فكان على الأسد أن يدفع الثمن لأنه وقف ضد الاحتلال.
ثم كانت أحداث لبنان بكل سيناريوهاتها وخلفياتها وعقدها وحساسيتها بل وأهوالها لتعقبها الحرب الاسرائيلية ضد لبنان وماكانت تعنيه سورية في ذلك الحين.
ومتى كان لسورية أن ترتاح ومتى لم يكن لسورية ألا تكون حذرة ومتمهلة ومتريثة دون أن يعني هذا الدفاع عن الأخطاء وعن الذين يخطئون وعن الذين لم يدركوا ما يعنيه إيقاع الزمن واستراتيجية الزمن في هذا القرن.
وكلامي الآن للإعلام الذي دوره الآن أكبر مما نتصور.
الاعلام الذي ينبغي أن يخرج من الغرف المقفلة ومن المفاهيم المقفلة الآن زمن آخر ولعبة الخناجر قائمة على قدم وساق.
وفي سورية الآن وزير للاعلام ونحن واثقون من وعيه واستيعابه وقدرته على إطلاق ديناميكية حديثة ورؤيوية وإن في ظروف أكثر من أن تكون ضاغطة..
نعلم جيداً ما هو حجم المحتجين لكنهم سوريون وهم أهلنا.
وليسوا كلهم مضللين بأموال و(أحلام) ذاك الذي يعيش في قصر باريس لم يعش فيه حتى لويس السادس عشر (هذا إذا لم تروا كيف تقلد زوجته ماري انطوانيت).
وبأموال وايديولوجيات الأقبية..
بالطبع هناك مؤامرة على الأمة.
الإعلام الآن دوره أكبر وأهم من أي دور آخر، لا أن تتولى بعض الأقنية استنطاق الناس حول محبتهم للرئيس الشاب الذي كلنا ندرك أنه للجميع، قلبه للجميع دون استثناء وليست الصدمات الكهربائية هي الحل.
كما أنني شعرت بالهلع عندما سمعت إحدى الإذاعات تبث أغنية (يا معلمنا يابشار) فهل تخدم بشار الأسد وهل تخدم سورية والسوريين في هذا الوقت بالذات بتلك الطريقة التي لا علاقة لها لا بعقل الأسد ولا بحساسية الظروف ومقتضياتها..؟
اتصلت بأصدقاء إعلاميين وتمنيت عليهم أن يخرجوا من غرفهم.
وأن يتكلموا مع الناس بلغة الناس وأن يحاوروا ويكشفوا بمنأى عن المصطلحات التقليدية إياها.
إن الوطن العربي كله يعاد تركيبه الآن لتكون (أورشليم) هي قبة الشرق الأوسط.
ألا يحتاج هذا إلى صرخة.
أجل أن ندور كلنا من محيط المحيط وإلى خليج الخليج حول حائط المبكى ودائماً تحت عباءة حزقيال، اقرؤوا التوراة وما قالته في مدن سورية هل تركت حجراً على حجر؟
الذي يحدث الآن هو السيناريو التوراتي (والتلمودي).
فلنصرخ كلنا ولندرك كلنا أنه عندما يصيب سورية أي أذى فعلى الأمة والسلام والسلام مرة أخرى!.