لايزال الإيدز مصدر قلق الجميع، لأنه أحد أخطر أمراض العصر المتفشية على المستوى العالمي، حيث تسبب بوفاة أكثر من 35 مليون شخص، ومازال يحصد الكثير من الضحايا الجدد على الرغم من الحملات الصحية المكثفة، والترسانة الضخمة من الأدوية.
لذلك فإن كل المؤسسات الطبية العالمية مستنفرة من أجل محاصرة ومكافحة هذا المرض، الذي تحول إلى وباء يهدد عشرات الملايين في العالم، من كل الأعمار والأجناس والأعراق.. ولاسيما إذا علمنا أنه أيضاً ينتقل من الأمهات المصابات إلى أطفالهن.
ودلت الإحصاءات على إن عدد الإصابات يزداد سنوياً بنسبة تتراوح بين 14-16٪، حيث إن كل المحاولات العالمية التي بذلت لوقف انتشاره باء ت بالفشل.
فقد تحول هذا المرض من علة غير معروفة تصيب الرجال الخنثين في المدن الأميركية الكبيرة في مطلع الثمانينات إلى وباء عالمي، يصيب كل الفئات العمرية، والمجموعات الاجتماعية، في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء، مهلكاً القسم الأعظم من السكان في معظم دول إفريقيا.
وعلى الرغم من أن وباء الإيدز دخل في عقده الرابع إلا أنه أربك العلماء وحيرهم، وأبعدهم عن حلم الوصول إلى لقاح فعّال.
لذلك تبقى التوعية الصحية والوقاية هما السلاح الأمضى في معركة القضاء على الإيدز.. وهذا يفرض إدخال التثقيف الصحي إلى المناهج الدراسية، بغرض تنوير الأشخاص صغار السن بمخاطر وأسباب هذا المرض.
ويجب على المواطنين أن يعرفوا أساليب حماية أنفسهم من هذا المرض، ولاسيما الآباء والأمهات، فهم ملزمون بمعرفة كل الحقائق عنه، وإطلاع أولادهم على هذه الحقائق.
إن الأرقام الفلكية لانتشار مرض الإيدز تستدعي تسارع جهود ونشاطات المنظمات الدولية والمؤسسات الصحية للقيام بعمليات توعية وتثقيف حول هذا المرض.
وأصبح أيضاً لزاماً على الحكومات أن تضع برامجها الخاصة لمقاومة ذلك الخطر.. خطر الموت الاختياري بلحظة حب فاسد، أو حقنة مخدرات، أو قطرة دم تحمل هذا الفيروس اللعين.
المهمة تبدو سهلة عند التحلي بالقيم الأخلاقية.