admin boss
عدد المساهمات : 591 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 الموقع : منتدى ريادة الترفيهي المزاج : رايق
| موضوع: أردوغان وإعادة إنتاجه لمجازر أجداده بحق العرب والأقليات؟ الجمعة أكتوبر 21, 2011 11:02 pm | |
| ما مصلحة السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي في إعادة إنتاج مجموع المجازر التي ارتكبها أجداده, طوال قرون أربعة من حكمهم وتجبرهم في البلاد العربية, بحق الإنسانية عامة وبحق الأقليات الإثنية والمذهبية والدينية خاصة؟ ما هي مصلحته في ذلك بعد أن كان قد قطع شوطاً لا بأس به من علاقات تقوم على حسن الجوار والاحترام المتبادل مع عدد لا بأس به من الدول العربية وفي طليعتها سوريا, ومعروف الآن دوره شديد السلبيّة في تسليح العصابات المجرمة التي تقطع الطرقات الدوليّة وتمثّل بالجثث وتخطف الناس الآمنين من منازلهم وتزرع الطرقات بالعبوات الناسفة وتقصف المستشفيات العامة(المستشفى الوطني بحمص, مثالاً) بقذائف الآر بي جي وسواها؟ لكن, لم العجب؟ وبمعزل عن أن لا صداقات ولا عداوات دائمة في السياسة بل مصالح دائمة حسب المقولة الكلاسيكية, فإن المتابع لخطاب رجب طيب أردوغان خلال الخمس سنوات الفائتة يلمس بوضوح أن الرجل لا يفخر فقط بالمجازر التي ارتكبها أجداده بحق أتباع الديانات السماوية وغيرهم من أقليات إثنية, بل إنه يسعى جاهداً إلى إعادة إنتاج مجازر تلك الحقبة السوداء من التاريخ التركي, تحت غطاء إنساني تارة وحقوقي مرة أخرى, وبذريعة الإصلاح ومستحقاته دائماً, وكأنه مكلّف بملف الإصلاح في سوريا وغيرها من بلدان عربية! كل من اطلع, ولو قليلاً, على التاريخ التركي يعرف حقيقة وحجم المجازر الجماعية التي ارتكبها الأتراك بحق العرب وهي مجازر يندى لها جبين البشرية جمعاء, فمثلاً دشّن السلطان ياوز سليم الأول عهده في سوريا بذبح أكثر من أربعين ألف علوياً عقب معركة مرج دابق عام 1516, وكان هذا بداية الاحتلال العثماني البغيض للبلاد السوريّة التي قدّم سكّان سواحلها الأبجدية للعالم (للمزيد من المعلومات عن هذه الحقبة المُظلمة والجرائم التي ارتكبها العثمانيون يمكن للمهتم مراجعة كتاب "تاريخ الدولة العثمانية" لمحمد فريد بك, ص 74), وقبل أن تنقرض إمبراطورية أجداد رجب طيب أردوغان قامت بارتكاب أكبر مجزرة في التاريخ البشري على الإطلاق, إذ تمت تصفية أكثر من مليون ونصف مليون أرمنياً ماتزال تركيا حتى الآن تكابر على عدم الاعتراف بجريمتها تلك والاعتذار من ضحاياها, وبين هذه المجزرة وتلك ثمة اضطهاد وقمع مستمر للأكراد والمسيحيين والعلويين في تركيا العثمانيّة القديمة والجديدة على حد سواء؛ ومن نافلة القول أن لا أحد يعلم غير الله كم هي المجازر التي ارتكبها أجداد أردوغان بحق العرب في سوريا وسواها من بلدان ناطقة بالضاد خلال احتلالهم البغيض لها, هل نذكّر بشهداء السادس من أيار 1916في سوريا ولبنان!؟ هذا هو التاريخ الذي يفاخر به السيد رجب طيب أردوغان ويلهث جاهداً لإحيائه أينما حلّ وارتحل في البلاد العربيّة, ولا ندري أين وجه المفاخرة به؟! هل جانب المفاخرة كون ضحايا النازية الألمانية لم يفوقوا من حيث العدد ضحايا المجازر التي ارتكبها الأتراك بحق الإنسانية عامة والسوريين خاصة؟ من الصعب أن يبرّئ المؤرخون المنصفون رجب طيب أردوغان من المجازر التي ترتكب في سوريا على مدار الساعة بحق المدنيين والآمنين والعزّل وبحق قوى الجيش والأمن وعناصر حفظ النظام! وفي هذا السياق ووفق هذا المنطق من الصعوبة بمكان الفصل بين مجزرة ماسبيرو التي وقعت في القاهرة يوم الأحد في التاسع من الشهر الجاري, وذهب ضحيتها أكثر من خمسين قبطياً, عن زيارة أردوغان –غير البريئة- لمصر منتصف الشهر الفائت! فكل من تابع تلك الزيارة رأى كيف أن الرجل كان يقدم نفسه كزعيم عثماني "جديد" في المنطقة وليس بصفته صديقاً وجاراً للعرب؛ عدا انه ألقى في القاهرة خطاباً استفزازياً احتقر فيه الأقباط ومشاعرهم من جهة, وأشعر المتطرفين الإسلاميين بالهيمنة والتسلّط على شركائهم في الوطن من جهة أخرى! فهل يمكن لعاقل أن يغفل عن قوله في زيارته المشؤومة للقاهرة أن "السلطان العثماني محمد الفاتح، الذي فتح القسطنطينية، أنهى «حضارة سوداء»" في إشارة استعلائية ووقحة منه إلى احتلال القسطنطينية من قبل أحد أجداده وإذلاله للمسيحيين الأرثوذكس؟ وأين هذا الخطاب؟ في قاهرة معز الدولة الفاطمي وعلى مرمى حجر من معقل أقباط مصر الأرثوذكسيين الذين منحوا مصر اسمها, ومقربة من الاخوان المسلمين المصريين الذين يبدو أن هكذا خطاب فيه إهانة لمسيحيي العالم عامة ولأقباط مصر خاصة يطربهم!. والمراقب لتصريحات رجب طيب أردوغان بخصوص الأزمة السوريّة سيلحظ جيداً أن الرجل يسعى (ووزير خارجيته) بجد ونشاط لإشعال حرب أهلية في سوريا بالتعاون والتكافل مع فضائيات التحريض والفتنة من قبيل الجزيرة والعربية وأشباه دول مثل السعودية المنتجة الأولى للإرهاب الدولي المنظّم وإمارة قطر التي لا دين ولا مبدأ لها سوى النخاسة والقوادة السياسيتين. وكي لا يفهم كلامنا على غير ما نعنيه, بماذا سنفسر تصريحات السيد أردوغان(ووزير خارجيته) شبه المستمرة بخصوص الأزمة السوريّة؟ وهل يمكن أن نفهمها كمتلقين سوى أنها دعوات من قبله للشعب السوري على الاقتتال الطائفي والمذهبي والأهلي؟ وبماذا يمكن أن نفهم مدّه الإرهابيين والمجرمين والخارجين عن القانون في سوريا بالسلاح؟ لا نعلم بالضبط أين تكمن مصلحة أردوغان في إشعال حرب أهلية في سوريا, و لاندري إن كان يضمن ألاّ يكون هو أول المحترقين بأوارها ونارها إذا –لا قدّر الله- اشتعلت, لكن ما ندريه جيداً إن أردوغان اجتهد -عن غباء على الأرجح- في إقناع العالم أجمع أن أفضل حكم ديني (إسلامي ومسيحي) هو أكثر سوءاً من أي حكم علماني مستبد ومتسلّط, وربما هو أقنع الأتراك قبل سواهم بأن حزبه لم يعد صالحاً للحكم ولا لقيادة الأتراك خاصة في هذه الظروف الدقيقة(هذا ماباتت تعبّر عنه مقالات الكثير من الكتّاب والصحفيين الأتراك مؤخراً)؛ فما بالنا إذا ما أضفنا إلى ذلك كله أنه لا يختلف كثيراً عن أمير إمارة قطر, بمعنى أنه مجرد بيدق لدى الغرب والأمريكيين بشهادة أستاذه الراحل نجم الدين أربكان؟
فينكسhttp://www.fenks.net/Nodes/2386.php | |
|