عصبية الأطفال..كيف نحدّ منها..

تعد الأسرة المحيط الاجتماعي الذي يتأثر به الطفل، والطفل بطبعه يمكن أن يكون اجتماعياً يحب اللعب مع غيره من الأطفال, ويمكن أن يكون عدائياً انطوائياً عصبياً يظل بمفرده

والحالتان نصادفهما في حياتنا كثيراً، وقد كثرت التفسيرات وتعددت بتعدد وجهات النظر التي تنطلق منها التفسيرات، وهذا ما يمكن لمسه في النماذج التي نصادفها.‏

في الحالة الإيجابية التي ينخرط بها الطفل غالباً ما يكون أداؤه مرتبطاً بنظرة الأهل وأحياناً بطريقة المعاملة فإذا شعر بأنه محبوب من قبل أسرته فإنه يحس بالارتياح ويكون راضياً عن نفسه، أما في السلبية منها عوامل فيزيولوجية ونفسية تتداخل يكون فيها العامل الاجتماعي محرضاً يزيد منها أو يخفف من أعراضها إذا تم التعامل معها بطريقة إيجابية لأنه يشعر بحالة الرفض أو عدم اهتمام من أسرته فإنه يبدأ بالغضب وتظهر عنده بوادر العصبية.‏

في دراسة للأسباب التي تكمن وراء عصبية الأطفال تقف مجموعة من العوامل التي تصنف وفق اعتبارات تختلف من ظرف لآخر، وقد تتباين تبعاً لجملة من المعطيات التي حكمت النشأة الأولى للطفل لكن هناك ما يشبه الاجماع على تلك الأسباب، حيث تأتي بالدرجة الأولى خلافات أسرية بين الوالدين يشعر بها الأطفال، وقد يكون احد الأبوين عصبياً انفعالياً بطبعه فيقلده الطفل تلقائياً، وينتقل هذا السلوك إليه ويتصرف من خلاله، يضاف الى ذلك الدلال المفرط والزائد للطفل ففي معظم الأحيان يريد شيئاً لايستطيع الحصول عليه في نفس اللحظة فيلجأ إلى التصرف بعصبية ويصاحب ذلك عناد سرعان ما يتحول الى نمط سلوك، فيما يرى البعض الآخر أن قدوم طفل جديد إلى الأسرة من أهم أسباب العصبية فيشعر الطفل بأن أحداً أخذ مكانه، وبالتالي يصاب بضغط نفسي يؤدي إلى التوتر العصبي لديه.‏

ومن أهم أعراض العصبية التي تظهر عند الأطفال قضم الأظافر أو قيام الطفل بتحريك أحد ساقيه وهزّها بسرعة،وشد شعره أو رمي الأشياء والصراخ بصوت مرتفع جداً ، بالإضافة الى الكثير من الأعراض الأخرى التي تتبدى مظاهرها وأشكالها بصور تختلف من طفل لآخر، وأحياناً من أسرة الى أخرى بمعنى أن التأثير الأسروي ربما يكون هو الأقوى.‏

في مواجهة هذه الاحتمالات طفّت على السطح مجموعة من المقترحات ووصلت في بعض الأحيان الى مستوى اعتبارها جزءاً من العلاج الممكن أو المتاح للتعامل مع هذه الحالة، غير أن التعديلات اللاحقة في السلوك الناتجة عن تطور أنماط العيش وعلاقة الأسرة بأفرادها وضعت تحديات أكثر تعقيداً.‏

من أجل ذلك لابد من أن يتم العلاج من هذه الأعراض وفق تطورها، لكن الوقاية هي الأهم وتتجلى في تفهم الأهل لأطفالهم جيداً ولايقسون عليهم ويؤنبونهم بشدة ويصرخون بوجوههم حول سلوك معين قام به الطفل، ويجب عليهم اختيار الكلمات التي لاتؤدي إلى تفاقم الحالة لدى الطفل وازدياد عصبيته بل أن يكونوا مرنين معه، وعند اضطرارهم لمعاقبة طفلهم إخباره عن سبب العقاب، ومن المهم عدم التفرقة بين طفل وآخر في المعاملة، وأن يتم إيصال رسالة مفادها أنهم بسوية واحدة.‏