كان كولن باول يرمق ردة فعل الاسد وتعابير وجهه بعد ان رمى بورقة الشروط الاميركية المطلوبة من سوريا، ومنها قطع كل علاقة مع حزب الله وترحيل القادة الفلسطينيين من دمشق وتحت التهديد الاميركي لسوريا بانها ستصبح عراق آخر إن لم تلبي هذه الشروط .... وعلى غير عادة الزعماء العرب كان الرئيس الاسد قائدا تتمناه كل امة .. نظر الى الوزير باول وقال ... سوريا لا تخضع للتهديدات والاملاءات .. والقادة الفلسطينيين لن يرحلوا من سوريا إلّا الى فلسطين .. اهلا بك في سوريا مستر باول وغادر القاعة بدون مصافحة .. وهكذا كان الرئيس الاسد الرئيس العربي الوحيد الذي تحدّى العملاق الاميركي واصبح المطلوب رقم واحد للسياسة الخارجية الاميركية .. الانزعاج الفرنسي الشديد من الرئيس الاسد والكره الشخصي الذي كان يحمله له الرئيس الفرنسي شيراك كان له التأثير الكبير في الاتفاق الاميركي الفرنسي على الاطاحة بالرئيس السوري ورسم خارطة جديدة للمنطقة كلها .. وكان لقاء الرئيسين بوش وشيراك في اوروبا والاتفاق على القضاء عليه والاطاحة بنظامه .. وكان القرار 1559 هو المدخل وحصل بعدها الانفجار الكبير مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان وكان الاعتقاد انه مع خروج آخر جندي سوري من لبنان ستكون اول خطوة في سقوط النظام السوري الذي سينهار سريعا .. غير ان الاسد صمد ورغم حملة المحققين الدوليين لتوجيه الاتهام في الاغتيال الى سوريا ورغم هذا الحصار السياسي والاقتصادي على سوريا والذي شارك به بعض العرب للأسف كان لصمود سوريا التأثير في تغيير الاحداث في المنطقة الى غير مصلحة الاميركيين والاسرائيليين وخاصة مع التشديد على التحالف مع ايران ...... في تموز يوليو عام 2006 كانت الصدمة الكبيرة والغير متوقعة في قيام حزب الله وبكل جرأة على القيام بعملية عسكرية الى مقتل جنود اسرائيليين واسر آخرين وتبعها ما يعتبر اكبر نكسة في تاريخ اسرائيل مع استمرار القتال لمدو 33 يوما ومن دون اي قدرة لاقوى جيش في الشرق الاوسط على تحقيق ولو انتصار صغير على قوات حزب الله ومع سقوط صواريخ المقاومة في الداخل الاسرائيلي كان السقوط المدوي لنظرية ان اسرائيل دولة لا تقهر وهكذا اصبح السيد حسن نصر الله المطلوب رقم واحد لدى اعلى السلطات السياسية والعسكرية والامنية الاسرائيلية .. انتصار تموز يوليو كان السر الرئيس وراء كل ما نراه من احداث في سوريا وما سنراه في لبنان عمّا قريب مع صدور القرار الظني .. ومنذ العام 2006 بدأ التحضير الفعلي للقضاء على حزب الله والذي لنجاحه يستوجب القضاء ونهائيا على النظام السوري او اضعافه واخضاعه للمشيئة الاميركية بأي شكل كان تسهيلا للاميركيين في البقاء لفترة اطول في العراق وتسهيلا للاسرائيليين في القضاء على حزب الله من دون خوف وقلق من دخول القوات السورية للمعركة الى جانب حزب الله .. خلال الاسبوعين القادمين سوف يظهر الكثير من الاضواء فوق الساحة اللبنانية السورية والعراقية .. والجميع بانتظار قرار الحكومة العراقية في طلب التجديد لبقاء القوات الاميركية في العراق او طلب تنفيذ الانسحاب .. الرعب الحقيقي غدا بالنسبة للاميركيين والاسرائيليين هو ما بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق حيث سيكون بإمكان اية سيارة عسكرية ايرانية التحرك من طهران وتعبئة الوقود في بغداد ودمشق وصولا الى بيروت .. الجيش الايراني على الحدود الاسرائيلية مباشرة .. وقبل حدوث ذلك يجب ان يسقط الاسد ويجب القضاء على رجال نصر الله ولكن !!! ظهر جليا ان ان الاسد غير قابل للسقوط .. واصبح الهدف اضعاف النظام السوري الى اقصى حدود ورمي ورقة القرار الظني في وجه حزب الله وبعدها سون نشاهد البوارج الحربية للحلف الاطلسي على الشواطئ اللبنانية تقوم بتنفيذ قرار الامم المتحدة في تعقب قتلة الحريري والذي سوف يعقبه تدخل اسرائيلي لمساعدة قوات الاطلسي وما سينتج عنه من تدمير شامل للقرى الجنوبية وتهجير سكانه الشيعة بالتحديد وتوطينهم في منطقة اخرى وهذا ما يدعونا للشك بأن الجنوب اللبناني سوف يكون ومن ضمن الخطط الاسرائيلية للضم النهائي لدولة اسرائيل بعد تفريغه من السكان بإستثناء بعض القرى المسيحية والسنية .. هذا ما تفكر وتخطط له اسرائيل .. ولكن ماذا عن ما تفكر به سوريا وحزب الله وبالطبع وبدون ان ننسى ايران .. لنترك ذلك الى يوم آخر لأنه سيكون مرعبا اكثر ممّا يتخيله اي اسرائيليالاخبارية اللبنانية
كمال فياض