بعد أن خاض الجيش العربي السوري حرب التحرير في 6 تشرين الأول عام 1973م واضطر المحتل الصهيوني على إثرها الانسحاب من مدينة القنيطرة لم تسعفه الذاكرة الجمعية الأخلاقية
أن يترك المدينة إلا أطلالاً بعد أن دمر كل منازلها ومرافقها لتغدو مدينة أشباح برهن تدميرها الشامل عن عقلية إجرامية بشهادة زوار سجل مدينة القنيطرة التي زاروها بعد تحريرها ليطلعوا عن كثب على حجم الدمار للمدينة الشهيدة الحية التي لن يكتمل رجوع الروح إليها من دون عودة الجولان العربي السوري كاملاً .
ويبدو أن الصهيوني الغاصب للأرض السورية، الذي يمقت الحقوق العربية والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تنص صراحة على أن الجولان أرض عربية سورية ويجب عودتها إلى حضن الأم السورية، استمرأ صدور قرارات أممية تحت الفصل السادس فهولم يلب القرار 194القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين ولابمتطلبات الدولة الفلسطينية التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة عام 1947م والانسحاب من الأرض اللبنانية المحتلة التي نصت أيضاً قرارات أممية على عودتها للبنان،وتدعمه في كل ذلك سياسات ازدواجية المعايير التي يمارسها الغرب خدمة للكيان الإسرائيلي الذي يرفض العودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967،الأمر الذي يثبت باستمرار أن مااحتل بالقوة، وبدعم من كل الدوائر الاستعمارية لايسترد إلابالقوة فعودة الجولان العربي السوري أمر غير قابل للتفاوض في السياسة السورية.
وقد أثبتت مسيرات العودة في 15أيار و5حزيران الماضي رعونة وإجرام ساسة الاحتلال، فعندما يعرف أولئك القتلة أن المتظاهرين عزل،فلماذا ذلك القتل بالعشرات ومئات الجرحى، ألأن الكيان يعتقد أن المئات من الشبان التواقين لملامسة ثرى الجولان سوف يهزمونه في مسيراتهم تلك، أم إنه يجب أن يقتل أبناء العرب كلما سنحت له الفرصة؟
ومنذ أيام قليلة طالعتنا وكالات الأنباء بنيته بناء جدار عازل بطول أربعة كيلومترات لعزل الجولان وأهله في مجدل شمس عن رؤية ربا الوطن الأم ،وسواء أكان جداراً عازلاً أم حقل ألغام أوأسلاكاً مكهربة فأرض الجولان ومياهها الثرة لابد عائدة مهما تمادى المجتمع الدولي في انحيازه اللاأخلاقي للكيان المحتل لأن خطا التحرير التي خطتها سورية بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد مازالت في ضمائر كل الشعب السوري، وسورية قلب كل عربي حر، تتصدى اليوم لأبشع مؤامرة استعمارية تهدف في مجمل ماتهدف إلى تخليها عن حقوقها في أرضها وعن أصدقائها في إيران والمقاومة اللبنانية وعن فكرة السلام المبني على استعادة الأراضي العربية المحتلة والجولان الذي ضمته إسرائيل في 4 كانون الأول 1981م لاستهداف السيادة السورية .
وعندما رفع القائد الخالد علم سورية على ربا القنيطرة المحررة كانت السيادة السورية تستكمل عباءتها وبردتها،لما هرعت الجماهير السورية تغني حناجرها فرحة بتحرير المدينة وتهتف لتحرير الجولان كاملاً، وهناك على الطرف الآخر لدى المحتل الصهيوني كان آلاف المستوطنين يتحضرون للعودة إلى مواطنهم الأصلية في أوروبا وغيرها، وقد راح حكام إسرائيل يزعمون أن إبقاءهم للجولان تحت الاحتلال هو لعدم تعريض الأمن الإسرائيلي للخطر وأحياناً زعم بعضهم ومنهم شمعون بيريز وإيهود باراك أن إسرائيل دولة صغيرة ولايضير الدولة العربية وسورية أن تحافظ على الجولان ،وتفنيداً للشق الأول لماذا التمرينات العسكرية للجبهة الداخلية الإسرائيلية ضد مضاعفات سقوط الصواريخ، مادام العدو الصهيوني يعد الجولان درعاً لأمن كيانه، وفي هذا السياق تحديداً كان رد القائد الخالد على وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر،أما إن الجولان قطعة صغيرة ويجب على سورية التخلي عنه كما يتمنى ساسة إسرائيل فإن الجولان كل حبة تراب فيه تساوي وزنها ذهباً في نظر كل سوري.
لقدأسرفت إسرائيل في حروبها وعدواناتها ومؤامراتها على السيادة السورية ووحدتها الوطنية، فالفتن الناعمة لن تضع سورية على طاولة الابتزاز والتطبيع المجاني، فمجلس الأمن الذي يتحرك بشكل سريع ضد الدول العربية والذي لايتحرك في قضايا تخص إسرائيل لن يفلح هو والقوى التي تحركه في فرض سيادة إسرائيل سياسياً ولااقتصادياً على المنطقة ولا فرض شرق أوسط جديد، ولاالاحتفاظ بالأراضي العربية المحتلة في الجولان وجنوب لبنان وفلسطين المحتلة.
.