هي الحقيقة بين معرفة ونكران.. مفهومان ينطبقان على ما تقوم به كل من القيادة الروسية ونظيرتها الأميركية إزاء حقيقة ما يجري في سورية من أحداث.
الإدارة الأولى تعي حقيقة ما يجري من أحداث داخلية في سورية.. ومن يخطط ..والهدف من وراء ذلك.. وأكدت مرارا وتكرارا أن الوضع السوري شأن داخلي ولا يجب التدخل به من أي طرف خارجي.. فيما الإدارة الثانية تعي حقيقة ما يجري وتغض الطرف.. ففي غرفها المظلمة خطط لما يجري.. ومن خزائن المال لديها خرج كم هائل من الشيكات لدعم ما يسمون أنفسهم معارضة..ومع انجلاء الصورة أكثر وأكثر.. بقيت روسيا مصرة على مساندة الحق.. حيث أعلنت خارجيتها أن موسكو لا تخطّط لإجراء لقاءات رسمية مع ممثلين عن ما يسمى المعارضة السورية، مشيرة إلى أن وجودهم في موسكو يأتي في إطار زيارات خاصة.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن الناطق باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش قوله «إن الزيارة المفترضة للشخصيات التي تقدم نفسها على أنها معارضة سورية تجري بمبادرة من الجمعية الروسية للتضامن والتعاون مع شعوب آسيا وأفريقيا»، مؤكداً أنه لن تجري معهم أي لقاءات بمشاركة رسمية من روسيا.
بمقابل الإصرار الروسي على دعم الحق .. برز موقف أميركي يؤكد انها ماضية قدما في غيها.. ويكمل ما قامت به سابقا من تقديم دعم مادي لما يسمى معارضة سورية..
الموقف الاميركي الجديد تجلى في دعوة السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون الإدارة الأميركية إلى تقديم المساعدة إلى المجموعات التي تعارض الحكومة السورية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن بولتون في شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي خلال جلسة استماع حول السياسة المستقبلية للولايات المتحدة في سورية وإيران وحول البرنامج النووي الإيراني.. علينا تقديم أي مساعدة نعتقد أنها قد تقدم عوناً إلى المتظاهرين ولو كان الأمر عائداً إلي لقدمت المساعدة إليهم علناً وسراً منذ سنوات عدة.
دعوة بولتون ليست بالمفاجئة ولا بالجديدة.. فقد كانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أفادت استناداً الى مواد لم تنشر سابقاً تلقتها من ويكيليكس بأن وزارة الخارجية الأميركية قامت بتمويل المعارضة في سورية بشكل سري.
وتشير الوثائق الدبلوماسية التي سربها موقع ويكيليكس الى أن الولايات المتحدة قدمت منذ عام 2006 ما لا يقل عن 6 ملايين دولار الى المعارضة السورية والى قناة «بردى» التلفزيونية المعارضة والتي يوجد مقرها في لندن.
إذاً هي الحقيقة واحدة .. ساطعة كنور الشمس.. لكن المشاهدة تختلف من شخص لآخر، كل حسب مزاجه.. فالبعض يحسها وان كانت خلف الغمام.. فيما الآخر يحاول حجبها بغربال..