ذكر موقع "فيلكا" الاستخباراتي الإسرائيلي أنه وفي وقت متأخر من ليل الثلاثاء , خرجت ثلاث سيارات من مرآب فندق أوشين سبعة في شارع الأميرال تفضيل بالقرب من ساحة السلطان أحمد في اسطنبول، كانت السيارات تحمل لوحات دبلوماسية ومن نوع هامر فضية اللون ومتماثلة الشكل تحمل عدداً من الأشخاص الهامين.
عبرت السيارات الثلاث ساحة تقسيم بعد التفت في الشوارع التي تدور من ثلاث جهات حول فندق مرمرة الرائع المطل من طبقاته العليا على مضيق البوسفور، ثم دخلت مباشرة إلى المرآب السفلي الطابق الرابع تحت الأرض، حيث نزل الدبلوماسيون الأميركيون وعلى رأسهم جيفري فيلتمان من السيارة الأخيرة، بينما نزل مندوبي مجلس الأمن القومي والسي آي إيه ومساعديهما من السيارة الثاني ومن الثالثة نزل مسؤول مكتب الاستخبارات الأميركية في دمشق والقائم بالأعمال هناك تيم بيرنز.
حمل المصعد الخاص بكبار الزوار الفريق الأميركي على دفعتين بينما كانت المخابرات التركية التابعة لمكتب حماية رئيس الوزراء التركي تفرض طوقاً مشدداً غير مرئي على طوابق الفندق وعلى مداخله وعلى الشوارع المحيطة به.
في الطابق التاسع - الأجنحة الملكية نزل الفريق الأميركي وتوزع المرافقون على جوانب الممرات في حركة اعتادوا عليها، بينما أكمل فيلتمان ومسؤولي مجلس الأمن القومي والمخابرات المركزية إلى الجناح رقم 910 أي & بي، حيث كان بانتظارهما على باب المدخل أمل مدللي مستشارة سعد الحريري في واشنطن وصديقة جيفري فيلتمان الحميمة والوسيط التركي طلعت جيم المقرب من التيار الطلباني في حزب العدالة والتنمية وممثل رجال الأعمال في المجلس المركزي للحزب الحاكم، تقدم فيلتمان وعرف مستقبليه على مرافقيه بعد أن صافح كل من رياض الشقفة المرشد العام لحركة القاعدة - طالبان سورية وقبله على الوجنتين على طريقة الرجال العرب حين يلتقون الأصدقاء الحميمين.
بعد دخول الوفد الأميركي بدقائق وصل السوري محمد غزوان المصري وهو رجل أعمال مقيم في تركيا منذ عقود ويعتقد على نطاق واسع بأنه رجل الاتصالات المخابراتية بين الإخوان الطلبانيون في سورية وبين الأميركيين والإسرائيليين وهو أيضاً مفتاح علاقات الإخوان الطلبانيون مع أوساط بعض البازار التركي المتطرف دينياً الذي ضغط بقوة التمويل وبقوة الإمساك بالمنظمات الخيرية التابعة لحزب العدالة والتنمية لدفع أردوغان لاتخاذ موقف متوافق والاتفاق الأميركي - السعودي الإخواني القاضي بإقامة حكومة سورية جديدة بعد قلب النظام يكون عمادها الأساس هو حركة الإخوان الطلبانيون في سورية وبعض المثقفين المتأمركين وبقايا الموالين لعبد الحليم خدام وشخصيات شامية وحلبية موجودة في الداخل السوري وتعمل الآن في صمت على دعم الانتفاضة الشعبية السورية ضد حكم حزب البعث الذي تبين بأن قياداته المحلية في بعض المحافظات هم رؤوس التحرك ضد النظام بعد أن نخر الفساد عظام الحزب ومفاصله.
انتهى الاجتماع بعد سبع ساعات تخللتها وجبة فطور صباحية بين رفاق السلاح جيفري فيلتمان وصحبه ورياض الشقفة وصحبه وبنتيجة الاجتماع التفصيلية توافق كلا الطرفين على ما يلي:
تعهدت الولايات المتحدة الأميركية بالضغط على كل من تيار المستقبل اللبناني ورئيسه سعد الحريري وعلى الطرف الإسرائيلي ممثلاً ببندر بن سلطان لكي يتوقف مرتزقة كلا الطرفين في سورية عن التحرك في سياق منفصل عن تحركات الإخوان الطلبانيون الذين اثبتوا أنهم قادرون على تجيير التيار الديني الشعبي في سورية لمصلحة الانتفاضة الحالية، بينما فشل رجال بندر وسعد الحريري العاملان في سورية من خلال شخصيات محدودة، بينما الإخوان يملكون قدرة التأثير على المئات من رجال الدين وأئمة المساجد في كافة المدن السورية وقد اثبتوا في بانياس وسيثبتون في حمص قريباً بأنهم قادرون على تحرير المدينة من السلطة السورية بقوة السلاح إن لزم الأمر.
تعهد فيلتمان أيضاً بأخذ وجهة نظر رياض الشقفة عند تركيب السلطة الجديدة في سورية بعد قلب النظام لناحية إبعاد جماعة البيانوني وجماعة العطار - السباعي عن الحكومة السورية المقبلة وترك الأمور الداخلية لإخوان طالبان في سورية لرياض الشقفة وحده دون أي تدخل أميركي.
يتعهد الأميركيين بالإبقاء على أمير قطر ثابتاً على موقفه الحالي المناهض لصديقه الحميم على المستوى الشخصي بشار الأسد والتأكيد على بقاء الملف السوري في قطر بيد رئيس الوزراء وزير الخارجية الصهيوني الهوى حمد بن جاسم .
الإيعاز لبندر بن سلطان للتنسيق مباشرة مع الإخوان على الأراضي السورية بدل الوقوع في فخ جر الإخوان الطلبانيون إلى مواقف سيعتبرها أنصارها والشعب السوري مواقف متخاذلة من إسرائيل في حال ذهاب النظام السوري إلى الهجوم على إسرائيل لإيقاف الانتفاضة الشعبية في الداخل.
يؤكد رياض الشقفة على أنه ملتزم شخصياً وجماعته أيضاً بكل فروعها وأقسامها المتصارعة بالبقاء على العهد القائم مع الأميركيين منذ العام 1981 والقاضي بحفظ مصالح الأميركيين في سورية وفي المحيط الذي لها تأثير فيه.
قدم فيلتمان ضمانات مكتوبة يتعهد من خلالها باسم الإدارة الأميركية بالإبقاء على موضوع اتفاقية السلام السورية الإسرائيلية مؤجلة إلى حين قيام السعودية بتوقيع اتفاق مماثل قبل سورية.
يتعهد فيلتمان بالإبقاء على الضغط الإعلامي بالمستوى الحالي وزيادته لكي يمكن الإخوان من أخراج ملايين المتظاهرين في كل محافظة وتغطية الأعمال المسلحة التي ستقوم بها حركة الإخوان الطلبانيون في المحافظات التي لا تتمكن من خلال التظاهر من السيطرة عليها.
توافق الطرفان على أسماء الحكومة السورية المؤقتة التي ستقود مرحلة انتقالية تلي عمليات اغتيال شخصيات النظام السوري الحالي وعلى رأسهم رئيس الجمهورية والعميد ماهر الأسد ورامي مخلوف وشقيقه حافظ واللواء علي المملوك ورئيس الأركان السوري واللواء قائد الحرس الجمهوري واللواء قائد الفرقة الرابعة وعدد كبير من رجال الدين المسلمين الداعمين للرئيس بشار الأسد، والعديد من قادة الحكومة والأمنيين الذين يستند عليهم النظام السوري للدفاع عن نفسه.
وقد أطلق فيلتمان صفارة البدء بالاغتيالات في سورية بالتزامن مع القيام بعمليات داخل المدن تضرب الأمن والمدنيين وتزلزل النظام وتدفعه إلى الإحساس بالفشل والضعف والوهن.
أبدى فيلتمان إعجابه بالطريقة التي بنت خلالها حركة الإخوان الطلبانيون شعبيتها في سورية من خلال جمعيات خيرية وجمعيات دينية شعبية وشخصيات علمانية يدعمهم أثرياء موالون في العلن للسلطة وفي السر للسعودية ولم تعلن تلك الجمعيات الخيرية الدينية حتى الساعة عن انتمائها وإنما لا تزال تلعب لعبة الوقوف على التل.
فيلكا - الأربعاء 13-04-2011
نقلا عن موقع شام برس
رد مع اقتباس