الأضرار البالغة للتلفزيون ثلاثي الأبعاد
في وقت أجمعت فيه آراء الخبراء في كبريات الشركات التكنولوجية العالمية على أن الاستظهار ثلاثي الأبعاد للصور التلفزيونية والسينمائية والحاسوبية، سوف يمثّل عنوان التطور المقبل في أجهزة الترفيه، أثبتت الاختبارات الطبية أن لهذه التقنية أضرارها الطبّية الكثيرة على الجسم البشري. ومن بين أكثر هذه الأضرار انتشاراً، الإصابة بالصداع والشعور بالوهن أو الانحطاط الجسمي وفقاً لما توصل إليه البروفيسور مارتن بانكس الباحث في طب العيون بجامعة كاليفورنيا في بيركلي.
يقوم بانكس الآن بإجراء بحوث متواصلة لابتكار نظارات جديدة للرؤية ثلاثية الأبعاد تعتمد تقنية جديدة يمكنها أن تستبعد مثل هذه الأخطار.
وليس الدكتور بانكس هو أول من يكتشف أضرار المشاهدة ثلاثية الأبعاد، بل سبقه إلى ذلك بعض الخبراء المتخصصين من أمثال الطبيب الأميركي “الدكتور فيس” المتخصص بالتخطيط الكهربائي للقلب والذي يحذّر من أن هذه التقنية الجديدة تنطوي على أضرار بليغة لصحّة العين والدماغ والجسم بأكمله. وأدرج كل هذه الأخطار على مدوّنته التي تحمل عنوان drwes.blogspot.com.
وكان فرع شركة سامسونج الكورية في أستراليا قد أشار إلى أخطار مشاهدة التلفزيون ثلاثي الأبعاد في بيان صحفي أصدره في شهر أبريل الماضي حذّر فيه من أن بعض الناس قد يعانون من الصرع المفاجىء أو التسرّع في ضربات القلب أثناء مشاهدة صور التلفزيون ثلاثية الأبعاد. ونصح البيان كل إنسان له تاريخ شخصي أو عائلي مع مرض الصرع أو عدم انتظام نبض القلب، أن يراجع الطبيب المختص قبل التفكير في شراء جهاز تلفزيون ثلاثي الأبعاد.
ونصح البيان مستخدمي هذه التقنية بالتوقّف عن ذلك عند ظهور أي من الأعراض الصحّية التالية والإسراع لمراجعة الأطباء المختصّين: الَحوَل المفاجىء في العينين حتى لو كان مؤقتاً، الشعور بالدوار المفاجىء، الرجفة غير الطبيعية للعينين أو العضلات، التشوّش الذهني، الشعور بالغثيان، الفقد الجزئي للذاكرة، الشعور بالتشنّج.
ونظراً لأن الأطفال غير مؤهلين لملاحظة هذه الأعراض، فإن من الضروري أن يتكفّل الأبوان بسؤال أطفالهم حولها، وخاصة لأن الأطفال أكثر استعداداً للإصابة بهذه الانحرافات الصحية عند متابعة الصور التلفزيونية ثلاثية الأبعاد.
ويقول البيان إن مشاهدة الصور ثلاثية الأبعاد يمكن أن تؤدي أيضاً إلى اضطراب في حركات الأطراف وعدم التوازن أثناء المسير. واتضح أن مستخدمي هذه الأجهزة اعتادوا على الشعور بضرورة الابتعاد عنها لفترات استراحة قصيرة ومتكررة حتى يخفّ تأثيرها الجسمي الضار على صحتهم. وينصح الخبراء بالتوقف الفوري عن المشاهدة عند الشعور بأي من الأعراض المذكورة.
وينصح الخبراء أولئك الذين يعانون من حالات الاضطراب العقلي والذهني والمصابين بداء الأرق أو الذين يتعاطون الكحول بعدم مشاهدة صور التلفزيون ثلاثي الأبعاد على الإطلاق. ويقولون إن المشاهدة من مسافة قريبة جداً من جهاز التلفزيون ثلاثي الأبعاد قد تؤدي إلى أضرار كبيرة في حاسة النظر. وينبغي أن تكون أقرب مسافة للمشاهدة أكبر بثلاث مرات على الأقل من ارتفاع شاشة التلفزيون، وأن يبقى محور النظر عمودياً على الشاشة. ويجب الانتباه أيضاً إلى أن ارتداء نظارات الرؤية ثلاثية الأبعاد لفترة طويلة يسبب الصداع والدوار أو الشعور بالتعب والوهن الجسمي. وإذا ما شعرت بأي من هذه الأعراض، فإن من الأفضل التوقف عن المشاهدة فوراً