الأدمن الحر الادارة
عدد المساهمات : 1768 السٌّمعَة : 17 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 45 الموقع : سوريا الاسد
| موضوع: أبطال الثقافة الجُدد الأربعاء يناير 05, 2011 12:13 am | |
| كثر الفقهاءُ، فقهاءُ التقليد وليس فقهاء الاجتهاد الذين يريدون الاغلاق على العقل فوق ماهو مُغلق عليه. إذ كيف سنصنع مسرحيةً أو رواية أو قصيدة. والجَهَلةُ المكفولون من التخخان يديرون جوائزنا – يصيرون بغمضة عينٍ وتفتيحها المسؤولين عن كشف المبدعين؟
والذي يطقِّق هنا هو:كيف يرى الجامدُ المتحرِّكَ؟.. بل كيف يحسُّ الجاهلُ بالعلم ؟. عقلنا المعرفي كأنَّه في غيبوبة.
ما الذي ينقص عقلنا فنصنع نهضتنا؛ ماذا يفعله الجهلةُ بنا- بحاضرنا ومستقبلنا ولا نحدُّ من سلطاتهم, من سطوتهم؟...أينَ أبطال الثقافة؛ أينَ أبطال العلم؛ أبطال الأدب؛ أبطال المسرح؛ أبطال الموسيقا؛ أبطال الرسم؛ أبطال المعرفة التحررية؟؟...أينَ..أين؟. سؤالٌ نضعه بين يدي د- رياض عصمت وزير الثقافة وهو كاتب مسرح وقصة ونقد وفكر- أي ابن الكار. فلا يتمُّ هضم عقلنا, ويتمُّ نفيه على إنَّه عقلٌ بدائي ومتوحِّش. يكفي أنَّنا نعيش انحطاطاً معرفياً؛ تارةً فضائي وتارة برِّي, وتارةً شرقي وتارة غربي ونحن آباء العلم والمعرفة بعد اليونانيين. إلى متى يستبدُّ بنا الغرب والقطب الواحد معه فنبقى خاضعين لسلطاته القهرية, لتعاليه وغطرسته وهو ينظر إلينا بأنَّنا متخلِّفون وكسولون ومتقاعسون وغير متمدنين وقاصرين عقلياً.
لماذا لاننتج ثقافتنا ومعرفتنا؟.. قرنٌ كامل مضى وفوقه عقدٌ من قرن جديد ونحن مستهلكون (جيدون) لثقافة القمع – بل للطبيعة القمعية للثقافة الأوروبية التي تتعامل معنا كقُطَّاع طرق ولصوص تحاول تدجيننا بنظامها الشمولي الاسترقاقي. ثقافة قمع تذهب إلى تعميم الشتيمة والسباب بدل النقد, فصرنا نعيش – جموداً- تجمَّدَ العقل, تجمَّدَ التفكير فلم نعد قادرين على إنتاج الإبداع المعرفي بكل أجناسه. صحيح ويجب أن لا ننشِّفَها – عندنا مبدعون لكنَّهم قِلَّة مقابل أولئك المتخلِّفين الجَهلة الذين أغرقوا حياتنا بنصوص روائية ومسرحية وشعرية وفكرية ونقدية وفي الرسم والنحت والموسيقا لا تتجاوز حدود التكرار والاجترار. بل إنَّها نصوصٌ تكرِّس ثقافة التقليد والتجميد وهذا ماأدَّى إلى فساد الحياة المعرفية.
متى سنستعمل عقلنا استعمالاً نبيلاً وليس وضيعاً فنصنع الجمال ولكن الذي يتحرَّك في الزمان والمكان الذي يغذِّي إحساسنا بقوَّة الحياة في أعماقنا وليس يدجِّنها أو....أو يصير متنفَّساً للكبت والتململ السياسي والاجتماعي. طبعاً – أيَّ مسؤول ليس بيده عصا النبي موسى(ع), ولكنَّه المشروع الثقافي؛ المشروع الجمالي للعقل العربي؛ الحوار مع الإبداع؛ الحوار مع المستقبل؛ الحوار النقدي وليس الحديث العابر أو المواجهة الناعمة الخجولة الذي (يكركر) فلا يلسع ولا يردع. فالمعرفة ليست ترفاً فكرياً, والثقافة ليست زيفاً لأنَّ لهما وظيفة- وظائف مركزية اجتماعية وإنسانية, وبالتالي ليستا سلعة. بل فعلٌ يولِّد التنوُّع والتعدُّد دون أن نفقد هويتنا ونذوب في الآخر الذي صار يستبدُّنا بالثقافة والمعرفة بعد أن استبدَّنا بالاستعمار العسكري. فعلٌ؛ إرادةٌ تصنع المعرفة الحقيقية وليس المعرفة المزيَّفة التي يحميها فقهاء التقليد الذين يُديرون الكثير من مرافق ومفاصل الحياة المعرفية. فقوانا النفسية والفكرية- والله يشهد- لاتزال قادرة على إنتاج الإبداع وتوليد الجمال بعيداً عن التقليد والاتبَّاع بصفتنا الأصيل النبيل وليس anouarm@aloola.sy">المنحط.
| |
|