..نجومية 2010 ما زالت تدور في فلك ميسي ورونالدو

لو طرحت سؤالاً عن نجم كرة القدم في العالم هذه الأيام، لجاء الجواب بالتأكيد أو بأغلبية ساحقة لمصلحة نجمي ريال مدريد وبرشلونة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي حسب هوى الشخص المقابل ومدى اهتمامه وقد يأتي الجواب بعيداً عن بلاد أبطال العالم باتجاه طواحين هولندا المنتشرة في إيطاليا وإنكلترا وألمانيا، أو نحو عدد آخر من اللاعبين من جنسيات أخرى لكن لن تبتعد نجومية الصف الأول عن بعض الأسماء من منتخبي هولندا وإسبانيا أو بعض الأرجنتينيين والفرنسيين، وهكذا فمع المراجعة السريعة لنجوم العام الذي على وشك أن يغادرنا فلن نبتعد كثيراً عن أسماء مكررة من العام الماضي مع بعض التعديلات التي فرضها إنجاز إنتر ميلانو ومنتخب اللاروخا.

البرغوث الأرجنتيني
لا شك في أن المقصود ليس سوى ليونيل ميسي ساحر الكرة العالمية في الوقت الراهن فهذا القصير الأعسر الذي مضى على حضوره إلى أوروبا عشر سنوات كاملة ما زال يقدم إبداعاته فوق المستطيل الأخضر ويمتع بعروضه وأهدافه ومراوغاته وتمريراته الحاسمة وأهدافه المتميزة والكثير ويثبت يوماً بعد آخر أنه إحدى أساطير المدورة في التاريخ وأنه سيصل إلى أقصى مدى ممكن لتصبح المقارنة مع بيليه ومارادونا ودي ستيفانو وبقية العمالقة جدية وحقيقية وليس فقط محض فقاعات إعلامية.
فعلى الرغم من أنه لم يقدم بعد أي إنجاز مع منتخب التانغو عكس مسيرته المتخمة مع البلوغرانا إلا أنه فرض نفسه نجماً أعلى على قمة الكرة العالمية للعام الثاني على التوالي وما هي إلا أيام حتى يتوج رسمياً بهذا اللقب.

الطوربيد البرتغالي
منذ ثلاث سنوات والمقارنة قائمة بين ميسي ورونالدو وقد اشتعلت هذه المنافسة مع مواجهتهما في نهائي الشامبيونز 2008 ويومها رجحت كفة الأول وجاء انتقال البرتغالي إلى خصم برشلونة في الليغا ليزيد المقارنة اشتعالاً لتصبح زاداً يومياً لوسائل الإعلام الأوروبية والعالمية وبالذات الإسبانية التي تنصب كل منهما ملكاً على عرشه، ولم يقدم كريستيانو كل إمكانياته في الموسم الأول فظهرت أفضلية ميسي محلياً مع سقوطهما أوروبياً ومونديالياً.
وتابع اللاعبان الكبيران سباقهما نحو الأفضل فيما مضى من الموسم الحالي وبدا أنهما اختلقا لنفسهما خطاً خاصاً للمنافسة بعدما وصلا إلى أرقام خيالية وإن بدا حتى الآن صعوبة الفصل في مسألة تفوق أحدهما على الآخر رغم أن لاعب الكاتالوني تفوق في المواجهة الأولى بينهما.
وبالعودة إلى النجم البرتغالي فقد ظهر بوجه أكثر إشراقاً تحت إمرة مواطنه جوزيه مورينيو وسجل أهدافاً كثير وبدا أكثر تعاوناً مع رفاقه وتأقلماً مع وضعه الجديد نجماً للريال يعول عليه عشاقه بالعودة إلى منصات التتويج محلياً وقارياً.
الكتيبة الإسبانية

ليس بعيداً عن الليغا وإنما بمنحى آخر فقد قدمت كتيبة اللاروخا الإسبانية في المونديال عروضاً ممتعة أفضت عن بطل جديد للمونديال وذلك عبر مجموعة من المتألقين على الصعيدين المحلي والعالمي فقد استعرض لاعبو الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة توليفة رائعة في جنوب إفريقيا استثمرها جيداً المدرب ديل بوسكي ليقود الفريق إلى اللقب المنتظر ومن ثم فقد برز ثنائي برشلونة إكزافي هيرنانديز وأندريس إنييستا كصانعي لعب لا يشق لهما غبار بل كصانعي متعة كروية حقيقية وهداف عند اللزوم بالنسبة للأخير، وإلى جانبهما تعملق إكزافي ألونسو كلاعب محور من طراز رفيع سواء مع النادي أم مع المنتخب وإن كان زميلاه البرشلونيان تفوقا محلياً.
أما ديفيد فيا الهداف المنتقل إلى برشلونة فقد تابع تألقه فواصل التسجيل بقميص الثيران وكان صاحب الكلمة الحاسمة مثلما كان في يورو 2008. كعادته منذ سنوات طويلة لعب القديس إيكر كاسياس دور المنقذ فاستحق أن يكون الرقم واحداً (مونديالياً على الأقل) وأثبت قيادة ألمعية لفريق بلاده، ولا ننسى دور المدافعين كارلوس بويول وسيرجيو راموس وهما من الأعمدة الأساسية في تشكيلة ديل بوسكي مثلما هما في فريقيهما.

ثعابين النييرازوري
بفضل أكبر لجوزيه مورينيو استطاع إنتر ميلانو العودة إلى منصات التتويج الأوروبية وأحرز ثلاثية تاريخية هي الأولى على صعيد الكالتشيو ومن ثم ارتفع عدد الألقاب إلى خمسة في العام الحالي بقيادة الإسباني رافا بنيتيز وذلك لم يكن ليحدث لولا تألق عدد من النجوم الذين فرضوا اللون النييرازوري، في مقدمة هؤلاء الكاميروني صامويل إيتو أسد المهاجمين ورعب الهدافين الذي صب خبرته الطويلة في إسبانيا لمصلحة الإنتر، أما النجم الأرجنتيني دييغو ميليتو فقد سطر أجمل الأهداف وأكثرها حسماً فاستحق نجومية الموسم الماضي وما زال رغم أن مستواه تراجع في الآونة الأخيرة بتأثير الإصابة.
وفي الخطوط الخلفية كان التألق الأبرز للبرازيل لوسيو، أما مواطنه جوليو سيزار فكان حكاية أخرى من إبداع حراس المرمى فاستحق أن يكون المنافس الأول لكاسياس لولا الخطأ الذي ارتكبه أمام هولندا وأدى إلى سقوط السامبا.

طواحين قاطعة
ونبقى مبدئياً في إيطاليا حيث ما زال الهولندي ويسلي شنايدر أحد مبدعي الخماسية وقد لعب دوراً رئيساً في عهد جوزيه ورافا فكان اللاعب السوبر وسط تشكيلة النييرازوري وقدم موسماً خيالياً كاد يكتمل بالوصول إلى اللقب العالمي حيث تابع تألقه مع الطواحين حتى إنه حاز الكثير من الإعجاب من خبراء اللعبة العالميين الذين رشحوه لمنافسة الإسبان على لقب اللاعب الأفضل في العالم وقد أثار عدم دخوله القائمة النهائية للكرة الذهبية حفيظة الهولنديين وعشاق النييرازوري حتى إن الرئيس موراتي ومدربه السابق مورينيو فضلاه على الجميع.

النكهة الألمانية
لن نبتعد عن الكرة الشاملة فقد قدمت في النصف الأول من العام نجماً آخر رفيع المستوى ليس سوى أرين روبن اللاعب المبدع في بايرن ميونيخ ومنتخب الطواحين وقد كان وراء فوز البافاري بلقبين محليين ووصوله إلى نهائي الشامبيونز، ورغم دخوله المونديال احتياطياً بعد شفائه من الإصابة لكنه سجل حضوراً مميزاً ولكن النهاية كانت مشابهة للنهائي القاري، وعانى الجناح السريع من الإصابة التي حرمت جماهير البافاري من عروضه الساحرة معظم القسم الأول من الموسم الحالي.
وفي بلاد الماكينات قدم المانشافت أداء رفيعاً في مونديال جنوب إفريقيا وبرز العديد من النجوم المخضرمين والشباب وأثار الهداف ميروسلاف كلوزه الجدل بعد خمول محلي فقد سجل أهدافاً كثيرة بقميص المنتخب في المونديال وبعده كاد يصل إلى رقم الأسطورة رونالدو العالمي لولا الحرمان والإصابة.

على غير العادة
تعوّد الألمان على تقديم نجوم كبار في البطولات الكبرى ولكن على غير العادة فقد اعتمد الناخب الوطني يواكيم لوف على عدد من الشباب الذين تألقوا في المونديال وعلى رأسهم الهداف توماس موللر، ولاعب خط الوسط مسعود أوزيل وسامي خضيرة وهما أكملا التألق وأصبحا من نجوم الليغا مع ريال مدريد وما زال ينتظر من هذا الثلاثي الكثير على الصعيد الشخصي مع أنديتهم والعام مع المانشافت.
وعلى صعيد ألمانيا أيضاً فقد تألق الفرنسي فرانك (بلال) ريبيري مع البايرن فكان ركناً أساسياً في إنجازات الموسم الماضي لكن الإصابة حرمته من متابعة مسيرته مع رفاقه البافاريين وإن كان لم يقدم شيئاً في المونديال.

على الطريق الصحيح
ولن تفوتنا الإشارة إلى تألق لاعبين كثر أمثال البرازيلي داني ألفيس في برشلونة والأرجنتيني كارلوس تيفيز في مانشستر سيتي وواين روني في مان يونايتد في القسم الأول من العام قبل أن يسقط موندلياً، وكذلك سمير نصري في الأرسنال والبلغاري برباتوف في مان يونايتد والصربي ستانكوفيتش في إنتر ميلانو.
وقدم الأسمر ماريو بالوتيللي موسماً معقولاً بين الإنتر ومان سيتي وأثبت خطأ المدرب الوطني الإيطالي مارشيللو ليبي بعدم اصطحابه إلى المونديال بعدما ارتدى قميص الآتزوري بعهد المدرب الجديد برانديللي ويتوقع في حال ضبط أعصابه أن يكون أحد نجوم العقد القادم.
ومثله اللاعب البرازيلي الصاعد نيمار الذي بدأت أندية أوروبا محاولة اصطياده من سانتوس وقد استبعده دونغا من رحلة جنوب إفريقيا، ويتوقع أن تكون فرصة الهولندي (المغربي الأصل) إبراهيم أفيلاي أفضل في البروز على ساحة النجوم بانتقاله إلى برشلونة لكن عليه إثبات ذاته وسط كوكبة دريم تيم.
وسجل الإنكليزي غاريث بيل اسمه على طريق النجومية بتألقه مع توتنهام هوتسبيرز محلياً وأوروبياً وبات مطمعاً للأندية الكبيرة ومثله مواطنه في نيوكاسل أندريه كارول.