الأحد، 27 أيار، 2012
لم تتوقف الدراسات والتقارير وتقديرات الموقف الاسرائيلية بشأن الازمة في سوريا التي تقف وراءها قوى ودول معادية للامة العربية، وفي تقرير صدر مؤخرا وحصلت عليه (المنـــار) ان اسرائيل ترى في الاحداث الجارية في سوريا فرصة لاعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة بشكل مريح يضمن لاسرائيل سنوات طويلة قادمة من التفوق العسكري ، ولكن، في حال لم ينجح السيناريو الذي تقوده اسرائيل وامريكا وتموله السعودية وقطر وتشارك فيه تركيا ضد سوريا، فان ذلك سيؤثر سلبا على اسرائيل ويعيد الاوضاع الى ما كانت عليه قبل ما يسمى بالربيع العربي، فان لا أحد يضمن أن لا تتجه الدوائر العسكرية في مصر وسوريا الى بناء سريع في ترسانتها العسكرية. كما ستواجه المنطقة حسب (السيناريوهات السوداء) ظاهرة بروز جيوب ارهابية متطرفة في المنطقة مهما كانت نتيجة ما يجري حاليا سواء نحو مزيد من الربيع العربي أو عودة الامور الى ما كانت عليه، ولا أحد يضمن عدم تمرد تلك القوى الاسلامية المتطرفة التي يجري استغلالها حاليا لاسقاط نظام الاسد وأن تنتشر تلك الخلايا تهدد مصالح الجميع.
ويقول التقرير أن السياسة التي تتبعها بعض القوى الاقليمية في ضخ القوى الارهابية هي سياسة غبية، وهناك خوف من ان تسيطر تلك القوى على بعض المناطق وان تستطيع التسلل الى ما اسماه التقرير الاسرائيلي بالترسانة الكيميائية والبيولوجية الموجودة في سوريا، ويضيف التقرير استنادا الى التحذير الامريكي بأن القوى الارهابية هذه سريعة التمرد على اسيادها.
ويكشف التقرير أن القوى الداعمة للعصابات المسلحة في سوريا تهدف الى اشعال حرب دموية طائفية لم تشهد المنطقة لها مثيلا في ظل ما يتم من حشد واثارة مذهبية، ويرى التقرير أن الفوى في سوريا ستقضي على الخطر القادم الى اسرائيل من الجبهة الشمالية الشرقية كما قضي على الخطر القادم من الشرق أي من العراق.
ويضيف التقرير أن هناك بابا لهروب تلك القوى التي تحاول النظر الى الازمة السورية بصورة ايجابية وتحاول توسيع رؤيتها وبشمولية، وهناك بعض القوى في المجتمع الدولي تدرك أن مبادرة عنان لن تصمد طويلا، وأن الحل هو خارطة طريق سياسية تخرج سوريا من الازمة وتبقي على تماسك اراضيها وأن تسير بشكل ديمقراطي خال من أي تأثيرات للاطراف المشاغبة، وتحاول روسيا أن تلعب هذا الدور وتدرك جيدا أن الاطراف الغربية المشاركة في الازمة وقعت في خطأ كبير عندما دعمت الارهابيين.
ويطرح التقرير أن روسيا والصين متمسكتان برفض المؤامرة على سوريا كما ترى روسيا ان تحالفها مع النظام السوري اساس ووسيلة تسمح لها باظهار قوتها في الشرق الاوسط، ويسمح لها بأن تلعب دورا اساسيا ومركزيا في المجتمع الدولي، في حين ليس هناك موقف موحد من القوى التي تدعم الارهابيين فالسعودية وقطر حاقدتان بشدة على سوريا واكثر بكثير من الدول الغربية، وحقد السعودية نابع من حقد الرياض على ايران.
أما قطر فيمكن تفسير ركوبها لامواج اعلى منها بكثير كالقزم الذي يتسلق على عملاق كبير ويقف على رأسه ويقول له أنا أطول منك، انه موقف ينبع من رغبة في لعب دور يلعبه الاقوياء والكبار.
وجاء في التقرير أنه في ظل الازمة الاقتصادية العالمية في اوروبا وأمريكا لا رغبة لديها لتدخل خارج بلادها وليست على استعداد أن تدفع وتخسر ماديا ومعنويا، كذلك لا مصالح لدول النيتو في سوريا وتدرك كل دولة أن سقوط النظام السوري في عملية عسكرية يتدخل فيها النيتو يعني سقوط النيتو في مستنقع يصعب الخروج منه سريعا.
ويرى التقرير الاسرائيلي أن الجماعات المسلحة لا تريد وقفا لاطلاق النار في سوريا، وهي غير راغبة في مبادرة عنان، ويشير التقرير الى أن جميع القوى التي تشارك في دعم المسلحين كان لها في البداية موقف متجانس ووجهة نظر واحدة، لكن، اليوم هناك خلافات في السيناريوهات حول مستقبل سوريا، وتدرك القوى الاقليمية ومنها قطر والسعودية وتركيا ان فرص بقاء بشار الاسد تتضاعف يوما بعد يوم كلما طالت الازمة، وترى اسرائيل في بقاء الاسد "سيناريو أسود" وهذا سيفشل الهدف الاساسي وهو ضرب قطاعات المجتمع السوري وطوائفه وخلق فجوة بين أطياف الشعب السوري، ، ولا يخفي التقرير أن تماسك الجيش ووعي الشعب السوري منعا سقوط النظام الذي تربطه علاقات قوية مع ايران وحزب الله خاصة في ظل تفكك المعسكر المقابل وضبابية المستقبل في الدول العربية.
المنار المقدسي / أوقات الشام