لم يشهد العالم إرهاباً وإجراماً منذ أكثر من نصف قرن كذلك الإرهاب والإجرام الإسرائيلي الذي جرى في عدواني إسرائيل على لبنان في تموز 2006 وعلى غزة نهاية العام2006 الذي صادفت ذكراه الثانية الاثنين الماضي واستمر 22يوماً وعرف بعملية (الرصاص المصبوب)
حيث اعتبر الأكثر إرهاباً وعنفاً منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام1967 وأدى الى استشهاد1440فلسطينياً بينهم 431طفلاً و114امرأة ، وإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين والى دمار هائل في البنية الأساسية في القطاع قدر بنحو أربعة مليارات دولار.
لقد أحيا الفلسطينيون في قطاع غزة الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي المتواصل عليهم وهم أكثر عزيمة وإصرارا وتمسكا بنهج المقاومة خاصة في ظل تهديدات صهيونية بحرب جديدة على غزة حيث أكدت المقاومة الفلسطينية قدرتها وجاهزيتها على التصدي لأي عدوان إسرائيلي جديد ودعت الدول العربية والإسلامية الى توفير الدعم لها على اعتبار أنها في الصف الامامي والخندق الأول لمواجهة هذا العدو الغاشم، وقالت في بيان لها: أن المقاومة قهرت الاحتلال ولم تتنازل ولم تعترف بالكيان الصهيوني ولم ترضخ لشروطه..وان إرادة الأحرار لن تهزمها القوى الغاشمة.
لقد استخدم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة مختلف صنوف الأسلحة العسكرية الحديثة والفتاكة وكأنه يحارب دول العالم مجتمعة ولم يتورع أيضاً عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً وبكثافة كبيرة«الفوسفور الأبيض» فاقت التصورات وفاجأت المجتمع الدولي الذي عجز كعادته عن فعل شيء عندما يتعلق الأمر بإسرائيل كما استخدم جنود الاحتلال الصهيوني الأطفال والنساء دروعاً بشرية ونفذوا عشرات عمليات الإعدام الميدانية الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين وهوما أثبتته شهادات الناجين من الحرب الذي أكدوا أن جيش الاحتلال أعدم عائلات بأكملها، كما كشفت مراكز إعلامية وحقوقية أن قوات الاحتلال اختطفت خلال العدوان على القطاع قرابة300 مواطن فلسطيني، وقامت بإعدام عدد كبير منهم رمياً بالرصاص أو بقذائف الدبابات وبالأسلحة الثقيلة.
إن ما يثير الغضب والحزن معاً بعد مرور عامين على المجزرة الإسرائيلية في غزة هو استمرارها بشكل أو بآخر من خلال امعان القاتل بذبح الضحية مستخدماً كل فنون وأساليب الإجرام على مرأى ومسمع العالم اجمع وخاصة اولئك الذين يدعون الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان حيث يحرم حوالي مليوني فلسطيني هناك من ابسط متطلبات الحياة كالماء والدواء والكساء والغذاء والكهرباء وهو ما أدى الى سقوط عشرات الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن خلال العامين الماضيين.
لقد أظهرت نتائج العدوان إخفاق الاحتلال في تحقيق أهدافه التي أعلنها في بداية العدوان بسبب صمود وثبات المقاومة التي دعمها وافتداها ابناء غزة بأرواحهم طيلة أيام العدوان، وبسبب عدم تضامن أغلب دول العالم التي شاهدت تفاصيل الجريمة على شاشات التلفاز، وهو ما يؤكد صوابية وأهمية نهج وخيار المقاومة في مواجهة الاحتلال والعدوان.
لقدأكد العدوان الإسرائيلي على غزة للرأي العام العالمي مجدداً عنصرية وإرهاب إسرائيل ذلك ان مجازر غزة الأخيرة والمتواصلة بحكم الحصار القائم على ابنائها ليست إلا امتداداً لتاريخ إسرائيل الطويل الحافل بالارهاب والجرائم والانتهاكات والممارسات العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني والعربي منذ أكثر من ستين عاماً ، بدءاً بمجزرتي«الشيخ وحواسة» عام 1947 ودير ياسين عام 1948، ومروراً بمجازر غزة وخان يونس1955و1956وعدوان 1967ومجازر انتفاضتي1987و2000 وانتهاء بمجازرها وجرائمها المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة على مدار الساعة.
إن المتابع لسيرالأحداث منذ بدء العدوان على غزة وماسبقه من حصار للقطاع يكتشف ودون أدنى جهد أن العدوان على الشعب الفلسطيني عموماً وعلى غزة خصوصاً لم يتوقف لحظة واحدة وما تهديدات اسرائيل الأخيرة بشن حرب جديدة على القطاع إلا استكمال لتلك المجزرة الصهيونية المتواصلة بمشاركة بعض دول العالم الكبرى وصمت المجتمــــع الدولــي المتمثــــل بالأمــم المتحدة الذي شــــهد طيلــــة العامين الماضيــــين تفاصيــل الجريمة دون أن يحرك ســــاكناً أو يطبـــق أيــــاً من قراراتـــه الدوليــة بحــق الكيان الصهيوني.