قبل عامين ، وفي مثل هذه الأيام، تابع العالم بذهول واستنكار المحرقة الصهيونية ضد غزة. ففي 27/12/2008صب الإرهابيون الصهاينة كل حقدهم ووحشيتهم مستخدمين أسلحتهم الفتاكة، بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً على مليون وثمانمئة ألف إنسان، هم سكان غزة من الشعب الفلسطيني، واستخدموا ما أطلقوا عليه سياسة التدمير الشامل ومحو البنية التحتية.
وحتى صباح يوم 21/1/2009 سقط 1440 شهيداً منهم 431شهيداً من الأطفال و114شهيدة و123 شهيداً من المسنين و116شهيداً من رجال الإسعاف و5 صحفيين وإعلاميين و5أجانب ونحو 400 في حالة خطرة جداً، أما الجرحى فبلغ عددهم 5500 جريح نصفهم من الأطفال والنساء 1755 طفلاً و178امرأة.
أما التدمير الذي حصل في هذه المجزرة الجماعية البشعة، فالأرقام تؤكد أنه جرى تدمير نحو25ألف مبنى. وبلغت الخسائر الاقتصادية نحو 4مليارات دولار. وأصبحت غزة منطقة منكوبة من جميع النواحي الإنسانية والاقتصادية والصحية والاجتماعية جراء المحرقة الاسرائيلية ضد غزة والتي استمرت 22 يوماً.
ومن بين المباني التي دمرها الهمجيون الصهاينة67مدرسة و41 مسجداً ومن بين المدارس36 مدرسة تابعة لوكالة الغوث الدولية «الاونروا» ويؤكد تقرير«أطباء لحقوق الانسان» أن 16من الطواقم الطبية استشهدوا وأصيب 25 آخرين، كما تم قصف ثمانية مستشفيات و26 عيادة للعلاجات الأولية ولم تسلم مباني الأمم المتحدة. وبذلك برهن الارهابيون الاسرائيليون تفوقهم على جميع مجرمي الحروب عبر تاريخ البشرية.
وقد أكد المفكر نعوم تشومسكي عند وصفه لمحرقة غزة أن «بشاعة العدوان الاسرائيلي على غزة جعلت لساني عاجزاً عن وصف دقيق لما يحدث هناك، بحثت في القاموس عن لفظة تجسد هول مايحدث. فلم أجد حتى مفردة (الإرهاب) أو(العدوان) غير معبرة عن حقيقة المأساة». ورغم كل الأهوال والمآسي الفظيعة والتدمير الشامل والقتل الجماعي وسياسة الإبادة الشاملة للبشر والحجر. فقد خرج مجرم الحرب الصهيوني «عيبال جلعادي» ليقول«رغم كل القدرات الاسرائيلية والأفضلية العسكرية على الفلسطينيين بكل المقاييس والقدرات الاقتصادية والسياسية والدولية.. رغم كل ذلك لم نتمكن من إخضاع الفلسطينيين»