أظهر العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة في 27/12/2008 والذي استمر ثلاثة أسابيع الكيان الصهيوني على حقيقته الارهابية والعنصرية وشاهد الرأي العام العالمي بالصوت والصورة كيف يقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويهاجم طيرانه المعتدي مقرات الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية والصليب الأحمر والمشافي العامة والبيوت السكنية الآمنة بذريعة القضاء على المقاومة.
وراح ضحية هذا العدوان الغادر أكثر من 1440 شهيداً فلسطينياً معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن تدمير وتضرر عشرات الآلاف من المنازل والمنشآت الفلسطينية في القطاع المحتل، وتدمير المؤسسات التعليمية والصحية ومنشآت البنية التحتية من ماء وكهرباء وطاقة، كما أصيب في هذا العدوان الغاشم أكثر من خمسة آلاف فلسطيني معظمهم جروحهم خطيرة ولحق دمار هائل في غزة قدرت المنظمات الدولية قيمته بأكثر من أربعة مليارات دولار.
وكان الكيان العنصري الاسرائيلي يهدف من وراء هذا العدوان الغادر إلى القضاء على المقاومة في قطاع غزة ومحاولة تهجير الشعب الفلسطيني وسحق إرادته وفرض سياسة الأمر الواقع في المفاوضات مع الفلسطينيين، والانتقام لهزيمة تموز التي لحقت بجيش الاحتلال خلال العدوان على لبنان وأطلق الكيان العنصري اسم عملية «الرصاص المصبوب» وتذرعت الولايات المتحدة بأن اسرائيل تدافع عن نفسها ضد اطلاق الصواريخ من غزة على مستوطناتها.
وقد تسبب هذا العدوان الغادر الذي استخدمت خلاله كل الأسلحة الفتاكة بما فيها الفسفور الأبيض والقنابل المحرمة دولياً إلى جانب الشهداء والجرحى وتدمير البنية التحتية بزيادة أعداد المعوقين وتردي أوضاعهم الصحية والنفسية والاقتصادية، وبحسب احصائيات اتحاد لجان الاغاثة الطبية فإن نسبة المعوقين في غزة خاصة، والأراضي الفلسطينية المحتلة عامة، تعتبر الأعلى على مستوى العالم حيث تصل إلى 3،5٪ من مجموع السكان وفي غزة حوالي 4٪ من مجموع السكان أي أن هناك أكثر من 70 ألف معوق في القطاع وحده، وأن أكثر من 600 فلسطيني أصيبوا في الاعاقة خلال العدوان الغاشم.
ولم تكتف اسرائيل بعدوانها الارهابي على القطاع بل استمرت في حصاره على مدى العامين الماضيين متجاهلة كل القرارات والنداءات الدولية وحتى عندما كانت تشن غاراتها اليومية فإن مجلس الأمن الدولي احتاج إلى أكثر من 21 يوماً للاجتماع واصدار قراره رقم 1860 الذي يدعوها إلى وقف عدوانها وكأن القوى العظمى وفي المقدمة الولايات المتحدة كانت تعطي اسرائيل الفرصة الكافية للانتقام من الفلسطينيين ومحاولة تركيعهم.
واليوم تؤكد كل المنظمات الدولية العاملة في مجالات الاغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية والدفاع عن حقوق الانسان أن كارثة حقيقية حلت بقطاع غزة، وأن الحصار المستمر على أبناء غزة سيكون له تأثيرات مدمرة على الحياة هناك أسوأ بكثير مما يكتب ويصور ويعادل كوارث المجاعات والأمراض الفتاكة في مناطق أخرى من العالم وخصوصاً أن الحرب العدوانية ومن بعدها الحصار ساهمت في تدمير 90٪ من النشاطات الاقتصادية في قطاع غزة ومع كل أسف ظل العالم بكل حكوماته ومنظماته يقف موقف المتفرج من هذا العدوان الغادر وهذا الحصار الظالم وظلت اسرائيل تعربد في سماء غزة وترتكب الجرائم وها هي اليوم تنذر بعدوان جديد مع دخول العالم السنة الميلادية الجديدة دون أي رادع لها.