من بين ما نقلته الفضائيات العالمية يوم الجمعة الماضي , أي عشية عيد الميلاد تجمعٌ لشبان فلسطينيين مع عدد من المتضامنين الأجانب يلبسون زي بابا نويل التقليدي ويرشقون قوات الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة .. كان واضحا أن الشبان الفلسطينيين يحاولون أن يلفتوا أنظار العالم إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ظلم واضطهاد من خلال استمرار هذا الاحتلال وإمعانه في التنكيل والتهويد والطرد وهدم البيوت وبناء المستوطنات في حين يستعد العالم للاحتفال بعيد ميلاد رسول المحبة والسلام !
في المشهد الذي تحدثنا عنه كانت الصورة أقوى وأصدق من الخبر , وليس اتجاه عدد من المحطات لبث برامج صور بلا تعليق إلا تأكيداً على أن الصورة أصبحت سابقة على الخبر، لا بل هي الخبر في حد ذاته.
إذاً عصرنا عصر الصورة , فالصورة وحدها تؤكد وقوع الحدث , وتكشف للمتابع بعضاً مما يُخفى لتكون أي الصورة مفردة من مفردات اللغة المستخدمة حاليا في عصر تطور وسائل الاتصال من انترنت وفضاء وغيره .
وهنا لا بد من العودة إلى الماضي عندما كانت السينما صامتة , إذ أمكن من خلالها التعبير عن كثير من المعاني بدقة ووضوح . والكل ربما يعرف كيف استطاع شارلي شابلن بأفلامه الصامتة الإفصاح عما كان يريد توصيله هو وصانعو السينما في ذلك الوقت من أفكار و يقول بعض المهتمين بالشأن السينمائي وفعالية الصورة إن شارلي شابلن كان من أوائل الذين أبدوا الحسرة حين نطقت الصورة في السينما !
اليوم وبحسب الخبراء الإعلاميين يعد التلفزيون الوسيلة الأكثر شعبية بسبب سهولة البث وسهولة التلقي ولا عجب أن تكون الصورة عصبه الحي , فلا مصداقية لأي محطة إن لم تكن الصورة حجة وشاهداٍ على ما تقول .