كل طفل من أصل طفلين خجول، وملامح الخجل عند البعض تكون مترسخة في طبع أفراد آخرين من العائلة، كما تكون عند البعض مجرد مرحلة تزول في عمر الخامسة أو السادسة
غير أن بعض الأهالي ينزعجون عندما يرفض طفلهم أن يمد يده ليصافح الآخرين أو يمتنع عن النطق بكلمة شكراً، هنا علينا ألا نهول هذا الأمر وأن نحافظ على هدوئنا طالما لم يمنع ذلك الطفل من أن يعيش حياته الاجتماعية ولكن هذا الخجل قد يشكل عائقاً له في المدرسة، وقد تفسر معلمته صحته خطأ والطفل الخجول يجد صعوبات في الاندماج مع الآخرين وخصوصاً مع مجموعة ما.
وتقول السيدة ميس ريحاوي مديرة مدرسة عندما يكون الخجل عائقاً أمام الحياة الاجتماعية للطفل لابد للأهل من أن يتدخلوا لمساعدته ويجب أولاً ألا نلصق به صفة الخجل لنجعلها عنواناً نبرر به سلوكه، كما يجب ايجاد إطار اجتماعي غير الاطار المدرسي لمساعدته على الخروج من هذه المشكلة النفسية بدعوة رفيق له إلى المنزل مثلا، ويمكن أن ندفع الطفل إلى أن يبادر بالتحية ولكن من دون ضغط عليه بقوة وعنف للتغلب علىخجله، وقد تختلف قوة هذا الضغط من طفل إلى آخر ويجب الاعتماد على تجارب سابقة ناجحة لتساعده في التغلب على خجله الحالي، يضاف أن الخجول يخاف عادة من أدائه الاجتماعي كما أنه يخشى أن يسخر الآخرين من مسلكه لذلك يجب أن نمنحه الثقة بنفسه وألا نتردد بمدحه عندما ينجح في عمل ما كالرياضة.
كما أن الحقيقة لا تخرج دوماً من فم الأطفال ولكن نزعتهم لعدم البوح بها تختلف كلياً عما هي عليه عند البالغين، وفي أغلب الأحيان يلجأ الطفل إلى الكذب ليتفادى عقاباً أو ليحصل على رغباته خاصة عندما يكون في حوالي الرابعة من عمره، والطفل لا يكذب للخداع بل كي لا يثير غضب والديه، ويبدأ الطفل يميز بين الخيال والواقع عندما يبلغ السادسة، وقبل هذه السن من المنطق أن يستغل مخيلته ويخترع عالماً لا وجود له فلا داعي للقلق طالما بدت له اختراعاته المؤقتة نوعا من اللعب، أما إذا كان الأمر غير ذلك فقد يدل على معاناة أو نقص ما والعمل هنا برأي السيدة ميس أن الطفل يتعلم النطق وفي الوقت نفسه يختبر قوة الكلمات التي لا تقول دوماً الحقيقة والكذب الذي يلجأ إليه الطفل لتفادي التأنيب نزعة بشرية، المهم ألا نواجهه بعنف عندما يتخيل كذبه وألا نذله حتى لو عاود خطأه فلا بدلنا من أن نفهمه أهمية قول الحقيقة للمحافظة على ثقة الآخرين به والطفل الذي يتخيل أموراً ما يكون بحاجة إلى إثبات شخصيته أو أن يعطي أهمية لنفسه، وهذا ما يحدث عادة لدى ولادة أخ له ينبغي ألا نبالغ بخطورة الوضع، ولكن لابد من عدم تركه يتصرف على هواه لأنه يتعرض لتنمية نزعات قد تضره، وقد يفقد مصداقيته وثقة رفاقه به ولذلك يمكن أن نقرأ له ومعه قصصاً قصيرة ونناقشها سوياً، ونحاول أن نشرح له أنه ليس بحاجة إلى هذه الأمور كي يبدو مهماً في نظرنا.