الظاهر ان المراد من آية الكرسي على التنزيل هو الآيات الثلاث {الله لا إله إلا هو الحي القيوم ..} إلى قوله {هم فيها خالدون}
فمن قرأها يوم الجمعة كان له ذلك الثواب.
والتقييد بآية الكرسي على التنزيل لأجل بيان أن آية الكرسي ليست خصوص الآية الأولى التي فيها لفظ الكرسي، بل انما انزل الله ثلاث آيات بعنوان آية الكرسي.
وقد وقع بعضهم في الاشتباه وفسّر آية الكرسي على التنزيل بما في رواية علي بن ابراهيم، لكن الرواية لا ربط لها ببيان آية الكرسي، بل تشتمل على دعاءٍ وذكرٍ للإمام السجاد قد ضمّن فيه آية الكرسي، وليس في الرواية أن الإمام عليه السلام قال بأن آية الكرسي نزلت هكذا، بل تنقل فعل الإمام عليه السلام فقط، وأنه كان يقرأ ذلك، ولكن لا بعنوان القرآن، ونذكر نصَّ الرواية ليتبيّن الأمر بصورة واضحة..
ففي حديث عن الإمام الحسين عليه السلام : (فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا دعا لقارئ آية الكرسي على التنزيل)
وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام : (كان سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلام اذا اصبح لا يقرأ غيرها حتى تزول الشمس)
وفي حديث ثالث قال الصادق عليه السلام : (كان علي بن الحسين يحلف مجتهداً أن من قرأها قبل زوال الشمس سبعين مرة فوافق تكمِلَةُ السبعينَ زوالَهَا غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، فإن مات في عامه ذلك مات مغفوراً غير محاسب، الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض} وما بينهما وما تحت الثرى، عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبه أحداً من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعمل ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيّه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم لا إكراه في الدين ... إلى قوله هم فيها خالدون)
وليس في الرواية الأخيرة أن هذا هو آية الكرسي على التنزيل، بل هو مجرّد ذكرٍ يتضمّن آيات عديدة من القرآن، ويوجد في الأدعية مثله كثيراً.
وعلى فرض أن آية الكرسي عل التنزيل كانت كذلك، فلا بدّ من حمل الرواية على ارادة التفسير والتأويل، وأن النبيّ فسر بعض فقرات آية الكرسي حينما نزلت، لا أنّ آية الكرسي نزلت هكذا.
موضوع: ثواب قرأة أية الكرسي 
السبت ديسمبر 25, 2010 12:35 am
(5).jpg)
