تتجلى ضرورة الفحص الطبي قبل الزواج في أنه يمكن من تفادي العديد من المشكلات التي يمكن أن تعترض الحياة الزوجية في بدايتها ،
ويتيح إمكانية الكشف عن بعض الأمراض التي يمكن أن تؤثر على الصحة الإنجابية وعلى السلامة الجسدية للزوجين، وتبين الدكتورة سوسن يعقوب الاختصاصية في أمراض النساء والولادة أن الفحص الطبي للمقبلين على الزواج يجب أن يشمل عدة جوانب.
مرتبطة بالكشف عن مدى الإصابة ببعض الأمراض الوراثية أوالمعدية وخاصة الأمراض المتنقلة جنسياً كالسيفيليس الذي يمكن علاجه إذا اكتشف في مراحله الأولى وبعض الأمراض الخطيرة كالإيدز التي تفرض اتباع قواعد الوقاية والحرص على عدم نقل العدوى ويكون الفحص الطبي أيضاً فرصة لإثارة موضوع التخطيط العائلي وشرح كل الجوانب المتعلقة بالخصوبة ، حيث يوضح الطبيب للزوجين أن إمكانية حدوث الحمل تكون واردة منذ اللقاء الجنسي الأول ، وفي حالة الرغبة في تأخير الحمل إلى وقت لاحق فالطبيب يصف وسيلة منع الحمل الملائمة ويحتكم في ذلك إلى السوابق الصحية للمرأة ليختار بين وصف حبوب منع الحمل أو العازل الطبي .
الاستعداد للحمل يبدأ قبل الزواج
وتوضح الدكتورة سوسن أن بعض الأزواج ينتابهم تخوف من حدوث مشكلة في الخصوبة بسبب عدم معرفتهم بهذه الأمور ،ويمكن للطبيب أن يطمئنهم خلال الفحص ويوضح لهم الامكانيات المتاحة لحدوث الحمل ، ويثير انتباههم للمشكلات التي يمكن أن تبدأ بالنسبة للمرأة قبل الدخول في العلاقة الزوجية ،ولذلك يطلب منها الطبيب في الفحص الطبي أن تجري بعض الاختبارات اللازمة لاتخاذ احتياطات تحول دون تعرضها لمشكلات ومضاعفات أثناء الحمل.
وتتمثل هذه الاختبارات أولاً في معرفة الفصيل الدموي للمرأة ،لأنه في الحالة التي تحمل فيه فصيلاً دموياً سالباً فهي تحتاج للقيام ببعض التدابير الطبية أثناء الحمل والولادة لتحمي جنينها من التعرض لبعض الأخطار .
وتضيف الدكتورة أن هناك أمراضاً مرتبطة بالحمل ، قد تكون المرأة عرضة للإصابة بها ،والتي يمكن أن تهدد الحمل وتؤثر على سلامة الجنين ،وتتمثل خصوصاً في مرض التوكسوبلاسموس وداء الحميراء ، وهما إصابتان يمكن أن تحدثا عند المرأة في أي وقت في حالة تعرضها للعدوى ،ويمكن أن تمر الإصابة من دون أعراض ...لكن إذا كانت المرأة غير محصنة ضد هاتين الاصابتين وتعرضت للعدوى أثناء الحمل فالأمر يشكل خطورة على الجنين ... لذلك ننصح المرأة المقبلة على الزواج بإجراء اختبار للكشف عن مدى توفرها على مناعة ضد هاتين الاصابتين ،ويمكنها أن تتلقى تلقيحاً ضد الحميراء في الوقت المناسب ، قبل التفكير في الانجاب ، على أن تتجنب حدوث الحمل خلال الأشهر الأولى التي تلي يوم تلقي جرعة التلقيح ، وبذلك فإنها تضمن الحماية لجنينها من التبعات الخطيرة للسقوط ضحية المرض أثناء الحمل.
وإذا أثبتت التحاليل أن المرأة لاتتمنع بالحصانة ضد التوكسوبلاسموس ،فإن الطبيب ينصحها بتجنب الأسباب والسلوكيات المساعدة لانتقال العدوى أثناء الحمل، وخاصة تفادي تناول اللحم النيئ وتنظيف الخضر والفواكه بشكل جيد قبل استهلاكها وعدم ملامسة القطط أثناء الحمل لأنها من الحيوانات التي تنقل العدوى .
ومن التدابير التي ينصح بها الطبيب المقبلين على الزواج قيام الفتاة بإجراء تلقيح ضد سرطان عنق الرحم الذي أصبح متوفراً ، وبذلك يمكن الحد من ظهور الإصابات بهذا النوع من السرطان الذي ينتج عن فيروس «البابيلوما» المتنقل عبر الاتصال الجنسي ويتضمن التلقيح جرعات يجب على المرأة أن تتلقى الجرعة الأولى قبل الزواج أوفي أشهره الأولى .
وبعد هذا الشرح المستفيض يجب أن نعلم أن الشهادة الطبية ليست وثيقة شكلية فقط خاصة وأن الشيء الرائج حيالها هو الحصول عليها عن طريق معقب المعاملات دون العمل بها بشكل جدي.
والفحص الطبي ليس فقط يحدد لائحة الأمراض التي يجب الكشف عنها من قبل الطبيب ، بهدف الحصول على الشهادة الطبية لإتمام وثائق عقد الزواج، وإنما هو شهادة براءة الخطيبين من أي مشكلات قد تحدث معهم في المستقبل كما أن هذه الوثيقة هي شهادة مدى التزام كل طرف بالآخر فيما لوتم اكتشاف مرض ماعند أحد الطرفين.