قد يكون الحدث الأبرز في عالم الفضاء العربي - هذه الأيام - هو انطلاق البث التجريبي للقناة الإخبارية السورية , هذا الحلم الذي ربما انتظره البعض كثيراً .. ولعل السؤال كان : ما الذي ينقص سورية حتى لا تكون في المقدمة ؟! .. لكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا .
السؤال الأهم ..أين سيكون موقع القناة الإخبارية السورية بين القنوات العربية المتخصصة ؟ وما الجديد الذي ستضيفه هذه القناة على المنظومة الإعلامية السورية - إذا جاز التعبير – فالقناتان الأرضية والفضائية تبثان ما يكفي من النشرات والبرامج السياسية , فهل نحن بحاجة لمزيد من التكرار وملء الفراغ ؟!
في الواقع وحسب ما أصبح معروفا , فإن القناة الإخبارية السورية ستكون قناة مستقلة تتبع المهنية في التحرير والدقة في نقل الخبر , هذا من حيث المهنة, أما من حيث الناحية الإدارية فستكون نموذجاً جديداً في الإعلام السوري على غرار نموذج آخر معمول به في بعض البلدان العربية والأجنبية , أي أنها ستموّل من الحكومة السورية لكنها لن تكون تابعة لها..
أما التحدي الآخر الذي سيواجه قناتنا ( العتيدة ) فسيكون في قدرتها على الوصول إلى موقع الحدث , ونقله بشكل مباشر كغيرها من القنوات الإخبارية العربية والعالمية وإذا استطاعت فعل ذلك – وهذا ما نأمله - .. فهل ستكون قادرة على تغطية النفقات المادية .. - وهي عالية جدا- , وهل سيكون لديها الكادر القادر على العمل بهذا المستوى ؟!.
بحسب القائمين على الأمر فإن القناة ستُعنى بالشأن السوري والعربي والعالمي أما التفاصيل المحلية فلها قنواتها , وعن الكادر فإن القناة قد وضعت خطة لانتقاء الكوادر ومتابعة التدريب والتأهيل لكنها في الوقت نفسه ستعمل على الاستفادة من الخبرات العربية والعالمية .
يبقى السؤال الأهم والأخطر إذا كانت القناة ستتبع الحيادية المهنية في العمل, والدقة في نقل الحدث كما تكرر في بثها التجريبي .. فهل ستستطيع الحصول على موقع متقدم بين القنوات العربية المنافسة والمتواجدة على الساحة العربية بقوة؟ وكيف لها أن تُرضي غالبية الشارع العربي إن لم نقل كله , فالمعروف أن الشارع العربي ليس على رأي واحد ؟ الجواب و بحسب العارفين بالأمر ..بسيط ومعقد في آن ! لكن الثابت أن من يراهن على الدقة والمهنية هو من يكسب في النهاية , فكم من قناة عربية جعلت من الغاية تبريراً للوسيلة , وانحازت لطرف دون آخر فسقطت شر سقطة .
نتمنى أن تنجح القناة الإخبارية السورية وكما يأمل الكثير .. لأنها ستكون ناطقة باسم الشعب العربي كله لا السوري وحده , فسورية العريقة تستحق القناة الأفضل . كما أن الفيصل والحِكم على ما ستقدمه القناة سيكون من المتلقي , فالمواطن العربي التواق إلى الحقيقة سيكون الهدف و الحَكَم في وقت واحد .
.