بالتأكيد هنالك معاجز أخرى للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)
ولكن المعجزة الخالدة والحية التي حيرت العقول
ـ القرآن الكريم ـ أما المعاجز الأخرى فيمكن أن نذكر بعضها بشكل عاجل. .
ـ مجيء الشجرة إليه قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في
خطبة القاصعة: (وكنت معه ـ مع النبي ـ لما أتاه الملأ من
قريش فقالوا له: يا محمد إنك قد أدعيت عظيماً لم يدعه
آباوك ولا أحد من أهل بيتك ونحن نسألك أمراً إن أجبتنا
إليه وأريتناه علمنا إنك نبي ورسول وإن لم تفعل علمنا أنك
ساحر كذاب فقال (صلى الله عليه وآله) لهم: وما تسألون
قالوا: تدعوا لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف ما
بين يديك فقال (صلى الله عليه وآله) : (إن الله على كل
شيء قدير فإن فعل الله ذلك لكم أتأمنون وتشهدون
بالحق؟) قالوا نعم قال: فإني سأريكم ما تطلبون وإني
لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير... ثم قال (صلى الله عليه
وآله) : (يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم
الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي
بين يدي بإذن الله) فو الذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها
وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير
حتى وقفت بين يدي رسول الله مرفوفة. . فقلت أنا: لا إله
إلاّ الله إني أول مؤمن بك يا رسول الله وأول من أقر بأن
الشجرة فعلت بأمر الله تعالى تصديقاً لنبوتك فقال القوم
كلهم بل ساحر كذاب عجيب السحر خفيف فيه وهل
يصدقك في أمرك إلا مثل هذا يعنونني) (29) .
ـ وإنه (صلى الله عليه وآله) أطعم النفر الكثير في منزل
جابر الأنصاري وفي منزل أبي طلحة ويوم الخندق بزاد قليل
فمرة أطعم ثمانين رجلاً من أربعة أمداد شعير أما في يوم
الخندق أكثر من سبعمائة رجل أكلوا من زاد جابر ا
لأنصاري ببركة النبي (صلى الله عليه وآله) وكتب الحديث
مليئة بالتفصيلات في مسألة الإطعام.
ـ وقد أشفى الله المرضى على يديه والأمراض هذه مختلفة
وأبرز مثل في تأريخنا الإسلامي ما ورد في يوم خيبر حيث
كان الإمام علي (عليه السلام) أرمد العين فتفل (صلى الله
عليه وآله) في عينيه ودعا له وقال: (اللهم أذهب عنه ا
لحر والبرد) فما وجد حراً ولا برداً وكان يخرج في الشتاء
في قميص واحدٍ كما في الروايات.
ـ وهذه الظاهرة العظيمة لا زالت ترافق الرسول الأكرم
(صلى الله عليه وآله) لمن يلوذ به طالباً حاجة بقلب صادق
ومصلحة يعلمها الله سبحانه تقضى تلك الحاجة سواء كانت
طبية أو نفسية وبالفعل أصبحت أضرحة النبي وآل بيته من
الأئمة الأطهار مستشفيات خاصة للظروف الطارئة وغالباً
تستعمل حين ييأس الأطباء من مداواتهم والأمثلة على هذه
القضية لا تعد ولا تحصى.
ـ ومن هذه المعاجز ـ عدا القرآن الكريم ـ قد حفلت
كتب الروايات كبحار الأنوار والكتب التاريخية والروائية
الأخرى. وهنالك سجلات بهذه المعاجز في صدور الناس
المؤمنين تحتفظ بقصص الكرامات والمعاجز المعاصرة ولا
زالت هذه المعاجز مستمرة وآثارها متناقلة بين الناس.