مؤلفان عتيقان دواوينهما من أقدم المنشورات بأغلفة من برق وغمام والعناوين كلام فوق ما يعني الكلام.
قصائدهما معتقة في وجدان الزمان وإصغاء الأرض لا يتأخران عن مهرجان الوجد الكوني
وحين يلقيان الخطب والقصائد يزداد إصغاء الأرض والزمان بل يؤلفان الأرض والزمان، ببراعة شعرية وإبداعية فائقة فتخرج الأرض بزمانها الجديد بعد أن كانت بزمانها الاعتيادي، يكاد الأمل يتقاعد عن أداء واجبه والثقة بقواه قبل مقولاتهما وأحزانهما المزدهرة.
المطر والثلج عاشقان مؤبدان وعشقهما برسم حب الأرض وإبداعاتها وإنسانها وشجرها وخواطرها تتوقف الأرض عن بث خواطرها ويفاعة إصغائها حين يتوقف المطر عن إطلالاته الشعرية وحين ينشغل الثلج عن إحياء مهرجانات الحب تأخذ الأرض إجازة موسمية وتشعر بالنعس والكسل وتصغي مرغمة إلى خطبة اليباس وخواطر القحط وقصائد الجفاف، يقل حب الأرض حين يتوقف المطر عن إصدار قصائده وتضمحل دهشة الأمكنة وقت ينشغل الثلج عن إحياء حفلات بهجته وإلقاء مقطوعاته الشعرية أو قصائده الطويلة.
وقت الأرض الجميل من وقت عشقها الأبدي ووقتها الشعري اشتقاق من وقت شاعريتها القديمين الكبيرين الثلج والمطر.
الشعراء الذين يخطئون في فن الإلقاء وموسيقا الغناء والعذوبة لم يتعلموا فن عشق الأرض وفن قصائد الشاعرين الأبديين المطر والثلج.
والنساء المتعثرات في فن الحب لابد أنهن تكاسلن عن ملاحظة وقراءة دروس حب الأرض وبلاغة المطر والثلج.
جميع الشعر يبدأ من قصائد البياض والماء.
وأجمل الوجد يبدأ من حروف عطف الأرض المتمرسة بفن الإصغاء.
قصيدة البياض أبهى ما يقوله الثلج وهي قصيدة فطرية وعفوية وباذخة مثل كنيسة أرض أولى ومثل مزاريب حنين دافق وعتابا اشتياق كوني.
الثلج يعيد ترتيب الأحلام والطفولة والبراءة.
وإذ يتعثر أو يتأخر تتعثر الأحلام والطفولة والبراءة ويشيخ العشق ويشيخ العشاق، الثلج طفولة الأرض والكون والإنسان.
نركض وراء المطر والثلج ونبحث عنهما ونكاد نبكي من أجلهما لأننا نحب طفولتنا وأحلامنا وبراءتنا وعفوية خوفنا وحنيننا وبهجتنا ودهشة خواطرنا.
العاشقة التي تخطئ درس طفولتها وأحلامها تخطئ درس عمرها ودرس حمرة شفتيها وكحلها وعليها أن تتعلم درس حب الثلج وعفوية المطر وموسيقا ترف الأرض وعذوبة إصغائها.
الأرض درس العشق الأقدم والمرأة حفيدة دروس الأرض وإصغاؤها حفيد إصغاء الأرض المرأة موسيقا الأرض الأرقى والرجل عازف بارع أو بائس على أوتار موسيقا الأرض، والنساء.. الموسيقا من هذا النوع تنشئ حواس راقية تتأثر بالجمال وتميل إليه وتثق به وتؤمن عليه كما يؤمن المحب على حبه.
إلى الآن رغم تعدد فنون الغناء والبهاء والقصائد وأدوات البث والتكبير والتأليف والنشر والإصدارات والفضائيات لم يستطع أحد أن يتجاوز فن شعر الأرض وفن إصغائها وفن قصائد وبلاغة المطر والثلج.
الثلج يقدم أعظم البلاغات بأبسط الأساليب بعفوية بارعة، يلقي أجمل القصائد ويحيي أجمل الاحتفالات ويعلم المتلقين فن أحلامهم وطفولتهم وبراءتهم، والمطر يشارك في هذه البلاغات والقصائد ويسهم إسهامات فنية مبدعة في صياغة إصغاءات المتلقين وتربيتها على الدهشة اليانعة والطفولة والبراءة.
كون فظيع يثق بوحشيته وبلاغة بشاعته ويصدر بيانات وحشيته ودماره والثلج والمطر الشاعران الأبديان يثقان بعفوية كون الإنسان ويصدران بيانات الألفة والبراءة والعفوية الطفلة.
يؤلفان وقتاً متمرداً على وقت الدمار والوحشية والقسوة ويقدمان محاضرات إضافية لصالح حس الإنسان وشعرية الأرض وبلاغة حسنها.
لا غنى عن مؤلفات البياض والماء وغنائية العفوية والأحلام والبراءة ما أمكن وليس بالإمكان دائماً إحياء هكذا مهرجانات شاملة لقصائد النقاء والبهاء وفضائل حواس الجمال.
ونشاز موسيقا الثلج والمطر وغموض قصائدهما في عداد فوضى مؤلفات الشتاء أو ما يشبه نهم الإصغاء إلى الدهشة التي تفيض عن الإمكان والحاجة والرغبات فتصير طوفان صخب وموسيقا انهيار.. قليلاً يصاب الثلج والمطر بالبطر والاعتداد الزائد.
فن البراءة وعفوية الخواطر والتأملات ودهشة الشجر والبشر والأرض في مهرجان البياض وبلاغة المطر والعشق الأبدي.
درس إملاء الدهشة وحصص الإصغاء الجميل تعيد للحواس عافية التواصل مع طفولة الإحساس والرؤى.
موضوع: أقدم شعراء الأرض.. 
الخميس ديسمبر 16, 2010 1:30 am
(5).jpg)
