مكاسب وأرباح فاحشة.. اتساع هوة اللاستقرار العالمي.. إجابات وردود في منتهى الضعف والهشاشة، أمور ثلاثة رئيسة عرضت للنقاش ضمن إطار اتفاقية/palerme/ حول الجريمة المنظمة التي انعقدت في مقر الأمم المتحدة في فيينا، عاصمة النمسا، مؤخراً
.
في صقلية تم الترحيب بفكرة تبني نص مثير حول عالم المافيا، وما هو إلا جمعية سرية للأشرار والإرهابيين على امتداد العالم..
أجل« المافيا» عالم مظلم آخذ في النمو والاتساع مع انهيار النظام الشيوعي وانفتاح الأسواق العالمية، إن تبني مثل تلك الفكرة تعد حقيقة، بادرة قوية سبق وأن تم التصديق عليها قبل عشر سنوات من قبل 157 دولة وأكثر، امتنع غالبيتها، مع ذلك عن استخدام الوسائل التي أقرتها اتفاقية/palerme/ ولاسيما في مجال التعاون القضائي ومصادرة ممتلكات ورؤوس أموال «المافيا».
غير أن قيمة المبالغ المالية المنقولة والمتداولة عبر شبكات المافيا المتعددة تبدو هائلة، بحسب تخمينات رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة تجارة المخدرات والجريمة المنظمة /onu-bc/، ورجل الاقتصاد الروسي، يوري فيدوتوف، حيث يبلغ مجموع المبيعات السنوية في المشاريع الإجرامية نحو 85 مليار يورو ، منها 75 مليار يورو، هي حصيلة تجارة المخدرات.
كما ارتفع معدل الإتجار بالبشر بمقدار عشرة أضعاف، ليصار إلى توجيههم، قسراً لسوق الدعارة والعمل اللاشرعي ناهيك عن توجهها للتجارة بالثروات الطبيعية بطريقة لاشرعية، بلغ مردود البيع منها أكثر من 2.5 مليار يورو، ولجوئها إلى تزوير الأدوية /1.15 مليار يورو/ وافتعال الجريمة الداخلية الموجهة/700مليون يورو/ يعود السيد ميدوتوف ليشير أن «الجريمة المنظمة تمثل تهديداً شاملاً كاملاً، وأن أي دولة مهما بلغت قوتها وشدتها لا تستطيع درء الخطر القائم بمعزل عن دول أخرى» يبدو أن بعض الدول كأمريكا والمكسيك وحتى فرنسا عازمة من خلال وزارات العدل لديها على وضع آلية تقص واستقصاء كي لا يبقى النص المقرر في العام 2000م حبراً على ورق.
الجريمة المنظمة تتسع وتتعمق ضاربة بجذورها أساسات الحكومات مثلما أشار الرئيس الصربي، بوريس تاديس، مؤخراً في مقابلة مع « الدورية السياسية» الناطقة باسم الحكومة حين قال إن المافيا تشكل تربة خصبة لولادة العنف والشغب وانتشاره كالنار في الهشيم ، كما حصل في بلغراد مؤخراً حين قام متظاهرون مثليون وعددهم 6000 متظاهر، بالبطش بقوات الشرطة المنظمة لحركة المرور الخانقة أثناء ذلك، وكانت الحصيلة: جرح 147 شرطياً وعشرات من المدنيين.
بعد ذلك بأيام معدودة، قام المعنيون بالأمن بتعطيل سلسلة من الجرائم ارتكب البعض منها في بداية الدوري للتأهل الأوروبي بين فريقي كرة القدم: الصربي والإيطالي لعام 2012 ويستطرد السيد ميدوتوف قائلاً« ثمة مؤيدون لأعمال العنف وهم كثيرون قاموا بدفع أكثر من 200.000 يورو لتسهيل تنفيذ الخطوات المرسومة. الأمر الذي دفع بلغراد إلى إرجاع الحالتين لمحاولتها دمج معايير دولة القانون في إطار الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وما يزيد الطين بلة، مساهمة دول البلقان بطريقة غير مباشرة في تسهيل الإتجار بالبشر والهيرويين المستورد من قارة آسيا، المنشأ الأصلي له عبر أحد أهم المنافذ في تلك الدول، مما تسبب نتيجة التعاطي بالهيرويين، بموت أكثر من 30.000 شخص في السنة. وفي روسيا دون غيرها يتم نقل نصف الأموال المخزنة 72 مليار دولار/51.8 مليار يورو/ الناتجة من عمليات بيع الكوكايين إلى بلاد الآنديز الشهيرة بزراعة نبتة الكوكا، وإلى العصابات المكسيكية المهيمنة على تجارتها. ثم إن التدفقات المالية يتم تدويرها في أنشطة جرمية أخرى كالإرهاب على سبيل المثال. اللجنة الاقتصادية في أميركا اللاتينية والتابعة للأمم المتحدة قامت بتطوير « فروع تصدير» خاصة بها بهدف إبراز مزايا المخدرات، كما تهتم بعض الكارتلات بتصدير النفط الخام والغاز السائل، واستثمار مناجم دولة المكسيك، ليتم من ثم تصدير أكثر من مليون طن من معدن الحديد إلى الصين بطرق غير شرعية.
- يبدي الخبراء المعنييون قلقاً بالغاً بما تقوم به« المافيا» في المكسيك كعقد صلات حية ومباشرة مع أعتى عصابة في نابولي في إيطاليا وتدعى la comorna، واتساع فروعهم لتطال دولاً كثيرة ومن بينها دولة لبنان. وفي التشيلي أيضاً ساعد الممر الذي ينقل عبره الكوكايين من منشئه الأصلي أميركا اللاتينية إلى أنحاء أوروبا في تغذية ورفد حركة القاعدة المتطرفة.
إن أكثر ما نخشاه في هذه الأزمنة الحالكة، التأسيس لتنظيم مكثف طويل الأمد بين كافة فروع «المافيا» وما يماثلها في شمال نيجيريا . ويختتم السيد ميدوتوف حديثه بالقول« ثمة متطرفون ينتشرون كالفطور السامة، تستمد عصارة غذائها من شرايين عصابات «المافيا» المختلفة ، الأمر الذي يدفع بنا إلى دق ناقوس الخطر، كما أشير إلى أن الاتصالات بين الجماعات الإجرامية في فيينا تبدو أكثر فاعلية وتأثيراً مما على الأراضي الروسية».
موضوع: الجريمة المنظمة تهدد استقرار العالم 
الإثنين ديسمبر 13, 2010 1:23 am
(5).jpg)
