هذا وقد تعرضت محافظة طرطوس مدينة وريفاً ليلة أمس الجمعة وأمس السبت لعاصفة جوية وصلت سرعة الرياح خلالها ساعات متقطعة الى نحو مئة كيلو متر.. كما زاد ارتفاع امواج البحر على ستة أمتار وبلغ هطل الامطار اكثر من 150 مم
وقد ادت هذه العاصفة لأضرار مادية مختلفة بسبب الحوادث وسقوط بعض الاشجار واعمدة الكهرباء والفيضانات هنا وهناك.
وفي التفاصيل التي حصلنا عليها وتابعنا بعضها.. جنحت صباح أمس الباخرة اريج على شاطئ طرطوس شمال المرفأ بعد أن جرفتها الامواج المائية والرياح القوية وهي تتهيأ للدخول الى الحوض المرفئي اثر طلب ربانها الالتجاء للمرفأ وتفاديه الاصطدام بباخرة اخرى.. وقد حصل الجنوح لعدم وجود بواخر انقاذ عند الموانئ.. وبعد 8 ساعات على جنوحها تم انقاذ طاقمها المؤلف من 12 عنصراً بمن فيهم القبطان.. والباخرة تعود لشركة حليمة وفضيلة الشيخ السورية وتحمل العلم الكمبودي وقد وصلت الى مرفأ طرطوس في 11/11/2010 قادمة من انطاليا وعلى متنها خمسة آلاف طن من الاسمنت الاسود ومنذ ذلك التاريخ وهي بالانتظار خارج الحوض المرفئي (في منطقة الانتظار) لصدور نتائج تحليل العينات من البضاعة التي تحملها حيث ان المدة التي يحتاجها المخبر لإصدار نتائج التحليل هي 28 يوماً وهذه المدة تعتبر طويلة جداً ويشكو منها اصحاب البواخر ووكلاؤها والمرافئ.
كما تدهور صهريج محمل بالمازوت متجه من طرطوس الى بانياس على الاوتستراد شمال الرمال الذهبية.. وادت الرياح الشديدة التي وصلت سرعتها إلى نحو 100 كم /سا الى اقتلاع عدد من الاشجار في اماكن متفرقة والى امتلاء حارة الاوتستراد الغربية عند المنصف بأغصان الاشجار المكسرة وذلك في المسافة الممتدة من جسر الحصين من الرمال الذهبية.. كما ادت الى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم انحاء المحافظة ساعات طويلة وصلت في قسم منها لأكثر من 24 ساعة كمنطقة حصين البحر وضهر مطر وقرى اخرى على خط الشيخ بدر.
كما انقطع التيار ساعات طويلة عن عدة احياء داخل مدينة طوطوس وقد تلقينا عشرات الشكاوى عبر الهاتف من سكان تلك المناطق استغربوا فيها ان تفقد شركة الكهرباء سيطرتها على شبكتها بهذا الشكل ولهذه المدة الطويلة وقد اتصلنا مع معاون المدير العام لشركة كهرباء طرطوس فأكد لنا ان سقوط عدد من الاعمدة والاشجار والخطوط كان وراء هذه الانقطاعات واوضح ان كوادر الشركة تعمل على مدار الساعة لإعادة التيار للمناطق التي كانت مازالت مقطوعة عنها حتى السابعة من ليل امس (عند كتابة هذا الخبر) مثل (حصين البحر، ضهر مطر، بعض احياء المدينة، عدد من القرى الاخرى).
وادت الامطار الغزيرة الى فيضانات وامتلاء المساكن المنخفضة والملاجئ في 25 مكاناً داخل مدينة طرطوس بالمياه.
كما اكد قائد فوج الاطفاء كما ابلغنا العديد من المواطنين الذي عزوا الاسباب الى عدم تعزيل الكثير من المصافي المطرية قبل الامطار.. ان هذه العاصفة المطرية والهوائية كشفت الكثير من العيوب في عملنا وخدماتنا ونتمنى ان تتم معالجتها وأن نستفيد مما حصل حتى تخفف من الاضرار في حال تعرضنا لعواصف مماثلة مستقبلا.