بدأ السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته أمس زيارة عمل الى الجمهورية الفرنسية.
ويجري الرئيس الأسد خلال الزيارة محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآخر التطورات الاقليمية والدولية.
يشار الى أن هذه القمة بين الرئيسين الأسد وساركوزي ستكون الخامسة حيث بحث الرئيسان في باريس في تشرين الثاني من العام الماضي تعزيز علاقات البلدين وقضايا اقليمية ودولية وذلك بعد زيارتي الرئيس ساركوزي الى دمشق في ايلول 2008 وكانون الثاني 2009 وزيارة الرئيس الأسد الى باريس في تموز 2008 .
وتسلم الرئيس الأسد في أيلول الماضي رسالة من الرئيس ساركوزي تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور بين سورية وفرنسا نقلها جان كلود كوسران المبعوث الرئاسي الفرنسي لعملية السلام في الشرق الاوسط.
كما بحث الرئيس الأسد مع كلود غيان أمين عام رئاسة الجمهورية الفرنسية في أيار الماضي العلاقات السورية الفرنسية والاوضاع في المنطقة وعملية السلام وتسلم خلال الشهر نفسه رسالة خطية من الرئيس الفرنسي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
ووقعت سورية وفرنسا خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون الى دمشق في شباط الماضي 11 اتفاقية ووثيقة ومذكرة تفاهم في المجالات المختلفة حيث عبر فيون خلال استقبال الرئيس الأسد له عن رغبة بلاده بتعزيز العلاقات الثنائية بين سورية وفرنسا وعلاقات سورية مع الاتحاد الاوروبي منوها بدور سورية المحوري في المنطقة ومؤكدا ضرورة التنسيق بين البلدين الأمر الذي من شأنه ايجاد حلول لمشاكل المنطقة.
كما وقع الجانبان خلال زيارة كرستين لاغارد وزيرة الاقتصاد والصناعة والعمل الفرنسية على اتفاقيات في مجالات النقل والمواصفات والمقاييس والكهرباء اضافة الى التوقيع على خطة عمل مجلس رجال الاعمال السوري الفرنسي للعام 2010 والذي كان اطلق في ايار من العام الماضي في باريس بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين اضافة الى تنمية الاستثمارات الفرنسية في سورية في مختلف المجالات.
وبحث نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري في أيلول الماضي في باريس مع لاغارد وممثلي الوكالة الفرنسية للتنمية الدولية في باريس عددا من الموضوعات المتعلقة بالتعاون السوري الفرنسي في قطاعات الطاقة والزراعة والنقل والسياحة.
واكد السفير الفرنسي لدى سورية ايريك شوفالييه ان أهمية زيارة الرئيس الأسد الى فرنسا تكمن في استمرار الحوار والتشاور بين الرئيسين الأسد وساركوزي لافتا الى ان هذا الحوار البناء بدأ في عام 2008 وهو مستمر بشكل منتظم واسفر خلال سنتين عن عقد خمسة لقاءات بين الرئيسين.
واوضح شوفالييه في تصريح لوكالة سانا أن الوضع على الساحة الاقليمية والدولية متغير كثيرا ونعلم أن هناك مواضيع مهمة لكي يتباحث بها الرئيسان ومنها الجهود المبذولة لدفع عملية السلام على جميع المسارات ومن ضمنها بالتأكيد المسار السوري وموضوع الاستقرار في المنطقة وأيضا موضوع لبنان.
وأشار السفير الفرنسي الى ان سورية بلد هام في الشرق الاوسط وأن فرنسا تلعب دورا على الساحة الدولية سواء من خلال أوروبا أو من خلال الولايات المتحدة أو من خلال موقعها الدولي.
واضاف السفير الفرنسي ان الوضع الاقليمي والدولي يتحرك كثيرا مشيرا الى ديناميكية وتطور التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي بين الجامعات في البلدين مؤكدا ان عقد لقاءات دورية سيكون مفيدا على تلك الاصعدة.
واعتبر السفير الفرنسي ان الحوار المنتظم والسهل بين البلدين مهم جدا رغم عدم الاتفاق بشكل كامل على كل المواضيع مؤكدا ان مبدأ الحوار يستند الى الاحترام بين الطرفين لكي يبدي كل منا ما هي الامور التي نتفق ونختلف عليها وهذا شيء طبيعي.
وعلى الصعيد الاقتصادي قال السفير شوفالييه ان هناك تطورا ايجابيا وحقيقيا وديناميكيا في هذا المجال بين البلدين وعدد الشركات الفرنسية يزداد شيئا فشيئا في سورية وهي تعمل مع شركاء اقتصاديين سوريين لافتا الى افتتاح معملين لهذه الشركات في سورية وهما المشروع الاستثماري لافارج بكلفة 450 مليون يورو وأيضا معمل اير ليكويد وهو موجود في المنطقة الصناعية في دمشق اضافة الى توتال و بيل .
وقال ان فرنسا تطمح لان تكون المستثمر المباشر والاول في سورية وهي جاهزة للمشاركة في استثمارات سورية كبيرة عبر شركات فرنسية كبرى جاهزة للمشاركة في مشاريع القطاع العام أو القطاع المشترك.
واشار السفير الفرنسي الى اهمية النشاطات الثقافية للسيدة أسماء الأسد خلال الزيارة في تعزيز العلاقات الثقافية بين المؤسسات في البلدين وخاصة على الصعيد التراثي والمتاحف مبيناً أن سورية تمتلك تراثا ثقافيا وأثريا غنيا ومهما جدا وأن المؤسسات الثقافية الفرنسية تتعاون مع نظيرتها في سورية في موضوع الآثار والمتاحف والتراث ومتمسكة بدعم الحوار بين المكونات الثقافية في البلدين.
واكد السفير شوفالييه أيضا اهمية التعاون الجامعي بين البلدين لافتا الى أن فرنسا هي البلد الاول الذي يستقبل العدد الاكبر من الطلاب السوريين نسبة الى ما تستقبله من طلاب من الدول العربية الاخرى.