من الطبيعي أن يكون الطفل هو الحياة بأكملها بالنسبة إلى أهله ولكن هل هذا يعني أنه من الممكن السماح له بأخذ القرارات التي يريد؟
على الرغم من أنه من الطبيعي أن يسعى الطفل منذ بدايات مرحلة الطفولة، أي دون سن الخامسة إلى أن يفرض آراءه على أهله سواء من حيث اختياراته في تناول الطعام أم الملابس التي يلبسها إلا أنه من الخطأ السماح له بالتمادي في الانسياق وراء تنفيذ أوامره خاصة في حال كان لها أثر سلبي على حياته.
لذا نجد كثيراً من الأهل اعتاد على صراخ أطفالهم وبكائهم الذي لا يكون سببه الألم أو الجوع ، بل يكون من أجل تحقيق غاية أو مصلحة معينة وغالباً ما تكون هذه الغاية مؤذية وليست مفيدة.
السيدة عبير أم لثلاثة أطفال وأصغرهم عمره ثلاث سنين وعن تجربتها مع ابنتها وتناول طعامها تقول: أحياناً أصل مرحلة العجز واليأس في استخدام الأسلوب الأنسب لجعلها تتناول طعامها كبقية أخوتها فأحياناً كثيراً يقوم والدها بأخذها عدة مشاوير في الحي لتتناول وجبتها.
أما السيدة فاتن فتقول: بأن تجربتها مع ابنها الوحيد تماماً تشبه الخوض في المعركة، لتناول طعامه طقوس وعادات خاصة. يجب أن يكون أمام التلفاز وأنا أقوم بإطعامه وهذه مشكلة بالنسبة لي لأنني أتمنى أن يتناول ابني طعامه لكنه لا يفعل ذلك إلا نادراً وهذه مشكلة.
علم النفس يقول: إن هناك العديد من الأطفال الذين يرفضون تناول الطعام وتصبح عملية إطعام الطفل كابوساً حقيقياً بالنسبة للأهل.
وعلى الرغم من أن الطفل يكون سعيداً في حياته ونشيطاً في اللعب إلا أن الأمر قد يختلف تماماً عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام ما قد يسبب مشكلة ومواقف مزعجة بالنسبة للأهل.
هنا على الأهل وضع حد لهذه التصرفات التي يكون أثرها سلبياً على حياة الطفل الحالية والمستقبلية.
والحل:
برأي علماء النفس أيضاً في حال كان طفلك الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره يرفض تناول الطعام تماماً، وخاصة الأطعمة التي لايحب فإنه من الضروري ألا تستسلم لطلباته، إذ على الطفل أن يعرف أن الأمر لا يتوقف فقط على طلباته وأن هناك العديد من الأمور التي يجب عليه القيام بها، على الرغم من أنه لا يحبها رغم فائدتها.
هنا على الأهل: لاداعي لكل هذا الخوف والقلق في حال رفض طفلهم تناول الطعام ، إلا أن الأمر بسيط وغير معقد للغاية التي يراها الأهل إذ إنه يمكن للأهل أن يتغلبوا على هذه المشكلة عندما يدركون حقيقتها.
إذ إنها تعد كلعبة السيطرة التي يبدأ كل من الأهل والطفل السعي إلى الحصول عليها وفرض رأيه على الآخر، وفي كثير من الأحيان قد ينتصر الطفل في الحصول على مايريد.