ينطلق الطفل في مسلسل اللعب لساعات طويلة، وخلال أدائه مشاهد هذا المسلسل يكون عرضة لايذاء نفسه وإلحاق ضرر بالغ به، وهنا يجد الأهل آنفسهم مضطرين لكبح جماحه بطريقة ما،
لكن معظمهم يفضل طريقة التخويف لاعتقادهم أنها تحقق النسبة الأعلى من حيث ضمان النتيجة المرجو تحقيقها.
والملاحظ أن اسلوب العصا هو الذي يفرض نفسه مقصياً اسلوب العصا والجزرة، بمعنى أن الاهل يؤثرون طريقة الترهيب على طريقة الترغيب، ولكل طريقة من الطريقتين محاذيرها ونتائجها السلبية.
ولكي لانرمي بتهمة ظلم الأهل، نقول: إن الأم عندما ترى إصرار طفلها على ممارسة اللعب المؤذي تلجأ في البداية الىنهيه عن ذلك بطريقة لطيفة، كأن تشرح له مثلاً أن سقوطه قد يعرضه لجرح يسيل دما، ومن المعروف ان الاطفال عموما يكرهون لون الدم ويخافون سيرته.
تذكره مثلا بأنه سيكون محروماً من المفاجأة اليومية التي يعود بها أبوه الى البيت بعد انتهاءساعات عمله، وتتمثل هذه الهدية بقطعة شهية من الحلوى أو زجاجة عصير يحبها الطفل، وعندما تفشل محاولات الإغراء بالهدايا القادمة على الطريق، تجد الأم أن قد اسقط في يدها، فتلجأ إلى استبعاد لغة الوعد واحلال لغة الوعيد مكانها.
ولاشعورياً يقفز الى ذهنها المثال الذي يخيف الطفل ويجعله يشعر برهبة ممزوجة برغبة ملحة في الهروب من شبح المثال المذكور ، فالأم تستدعي صورة الطبيب الذي يحمل الإبرة التي يغرزها في جسم الطفل بصورة عشوائية مسبباً له آلاماً لاتطاق.
جملة واحدة لاتنفك الأم تعيدها وتكررها علىمسمع الطفل«إن لم تتوقف عن اللعب فسيأتي الطبيب بإبرته المرعبة ليغرزها في جسمك وتسيل معها قطرات غزيرة من دمائك».
ينقلب المشهد بصورة مفاجئة من حالة السكينة والاطمئنان والمرح الىحالة الفزع والترقب المشوب بالقلق والانطواء على الذات.
يبدأ الطفل المرعوب بالتوجه الى الأم بالرجاء الحار لكي لاتقوم باستدعاء الطبيب، لكن محاولات الطفل تبوء بالفشل الذريع أمام إصرار والدته على استدعاء الطبيب، وإن كان المشهد تمثيلياً بحتاً، لكن يجب ألاننسى أن الطفل لايفرق بين التمثيل والواقع.
يهرب الطفل إلى حضن الجدة أو يلوذ بأخته الكبرى وهو يتلفت يميناً وشمالاً، وكلما سمع صوت جرس الباب خيّل إليه أن الطبيب قد حضر بإبرته الفتاكة.
وهنا تبدأ الأم بارسال ضحكاتها التي تنتقل عبر أرجاء المنزل مسرورة بنجاح خطتها بثني الطفل عن الاستمرار باللعب تذكري أيتها الأم أن تخويف الطفل بالطبيب هو اسلوب تربوي فاشل، بل هو اسلوب لايمت الى التربية بأدنى صلة، وكيف ستقنعين طفلك بالذهاب إلى الطبيب إذا اصابه المرض يوماً ما واحتاج رؤية الطبيب؟!
هناك وسائل شتى لمنع الطفل من اللعب العشوائي الذي قد يؤذيه، لكن استخدام اسم الطبيب كفزاعة اسلوب غير مقبول على الإطلاق.
ناهيك عن المسارب العميقة التي قد يحفرها في نفس الطفل فينشأ مع الأيام شاباً جباناً يخاف كل من حوله وكل ماحوله.
حبذا لو تخلت الأم عن هذا الأسلوب السيىء الذي أكل عليه الدهر وشرب، ولجأت إلى اسلوب ينتمي الى العصر الذي نعيش فيه عصر العلم والمعرفة والثقافة.
موضوع: تخويف الطفل بالطبيب...أسلوب تربوي فاشل!! 
السبت نوفمبر 13, 2010 9:53 pm
(5).jpg)
