مسرح أبعاد المغربي
يحول (رسالة حب) علاء الدين كوكش إلى طعم الطين
تقدم فرقة (مسرح أبعاد) المغربية ضمن فعاليات مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر العرض العربي الأول لمسرحية (طعم الطين) وهي من إخراج وسينوغرافيا الدكتور عبد المجيد شكير، عن نص المخرج والكاتب علاء الدين كوكش (رسالة حب) كتب كوكش المسرحية أواخر العام 2004..
وحسب مخرج العرض شكير المسرحية تحكي عن حادث سفينة يتسبب في لقاء فجائي بين امرأة من بلاد الرخام، ورجل من بلاد الحجر، باعتبارهما الناجيين الوحيدين من الحادث..وذلك على أرض محايدة، جزيرة في عرض البحر..المرأة ممثلة مشهورة تدعى مرمر، والرجل عامل بسيط على ظهر الباخرة يسمى صخر..يجدان نفسيهما وجها لوجه، هي تحمل الضغينة لأرض الحجر.. وفكرتها أن أهلها، أي أرض الحجر، أجلاف وأوغاد وإرهابيون، يتربصون بأرض الرخام وناسها. هو يعادي بلاد الرخام ويعتبر أهلها متكبرين متعالين يحتقرون بلده وأهله، وأن عجرفتهم وتكبرهم سبب الأحقاد التي تطالهم.. كل واحد منهما يحمل تهما للثاني، لكن على هذه الأرض المحايدة يتساوى الرخام والحجر، لا هذا يفتخر ويتطاول، ولا الآخر يشمت ويقسو..ورغم تباين الانتماءين تصير الجزيرة تماس اللقاء بين المتناقضين..ومجال البوح والتعايش، ولو قسريا مع الآخر، "العدو الذي لم تجمعني به أي عداوة، ومع ذلك أحمل له عداء وراثيا".. في ثنايا اللقاء الذي لا مفر منه، والبوح الصادق التلقائي، يكتشف صخر ومرمر مساحة واسعة للتعايش والحياة..يكتشفان أن الطين جوهر الحياة، منه يولد الحجر، ومنه يتشكل الرخام..عند هذا الأصل لم يعد هناك مبرر لعجرفة الرخام ولا لصلابة الحجر..لذلك يتمسكان بالعيش على هذه الأرض الثالثة..على هذه "النومانس لاند" التي تمنح نفسها للحب المطلق والحياة التلقائية، يمكن لمرمر وصخر أن يتخليا عن اسميهما وانتماءيهما، وعن التعصب للاسم وللانتماء، ويتمسكا بالإنسان في بعده المطلق، ويؤمنا به حتى العمق، لأنهما أدركا جوهر الحياة (الحب والتعايش) وتَذَوَّقا طعم الطين.
بينما في النص الأصلي تتلخص قصة المسرحية حول لقاء بين عامل سوري وملكة جمال لبنانية في جزيرة نائية ومهجورة، بعد غرق الباخرة التي كانا على متنها مع مجموعة من الركاب.
ويتناول علاء الدين كوكش في نصه المشاعر المتناقضة التي يخفيها أو يعلن عنها كل طرف تجاه الآخر، على خلفية الانتماء إلى البلدين المتجاورين، وتداخل تاريخ العلاقة بينهما وصولا إلى اللحظة الاستثنائية المشتركة التي يعيشانها على الجزيرة المعزولة عن العالم، حيث تختلط المشاعر بين الحذر والخوف والكراهية المضمرة، وصولا إلى الحب الذي يولد في آخر المسرحية ليؤكد أن قدر السوريين واللبنانيين الحقيقي والتاريخي هو الحب لا الكراهية!
بطاقة عرض طعم الطين
المسرحية من تمثيل سعيدة آيت بوزيد ومصطفى قيمي، وإضاءة عبد الفتاح لمكشط، موسيقى منير أوبري، ملابس وماكياج فتيحة سايح، إدارة الإنتاج يوسف شكير، وسينوغرافيا ودراماتورجيا وإخراج عبد المجيد شكير.. (طعم الطين) هي العمل الثامن لمسرح «أبعاد» بعد مسرحيات: الجسر، حلم ليلة دم، الهشيم، يوم من زماننا، بروتوكول، كلام الليل، نيكاتيف.