وكالات - الثورة
أخبـــــــــــار
الثلاثاء 30-11-2010م
ألقت تسريبات ويكيليكس لنحو ربع مليون وثيقة دبلوماسية أميركية سرية يرجع بعضها لثلاث سنوات مضت نظرة غير مسبوقة على ما يدور وراء الكواليس في السفارات الأميركية في جميع أنحاء العالم وعلى الآراء الصريحة للغاية لزعماء الدول الأجانب والتقييمات الواضحة عن التهديدات النووية والإرهابية.
وبعض هذه الوثائق -التي أوردتها صحيفة نيويورك تايمز وعدد آخر من المؤسسات الإخبارية- كُتبت أواخر شباط وكشفت عن مقايضات لإدراة أوباما بشأن أزمات وصراعات. وقالت الصحيفة إن إفشاء هذه البرقيات يسبب هزات للدبلوماسية الأميركية ويمكن أن يوتر العلاقات مع بعض الدول ويؤثر في الشؤون الدولية بطرق يستحيل التنبؤ بها.
وهذا ما دفع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وسفراء أميركيين حول العالم للاتصال بمسؤولين أجانب لتحذيرهم من الإفشاءات المتوقعة وصدر بيان عن البيت الأبيض يدين بشدة الإفشاء غير المخول لهذه الوثائق السرية والمعلومات الأمنية القومية الحساسة.
واعتبر نشرها عملا مستهترا وخطيرا وحذر من أن بعض تلك "البرقيات المسروقة"، إذا نُشرت كاملة، فإنها قد تعطل العمليات الأميركية في الخارج وتعرض عمل بل وحياة المصادر السرية للدبلوماسيين الأميركيين للخطر.
وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن التقارير غالبا ما تتضمن معلومات "صريحة وناقصة في الغالب" وإفشاؤها يمكن أن يؤثر بشدة ليس في مصالح السياسة الخارجية الأميركية فقط ولكن في تلك المتعلقة بحلفاء أميركا وأصدقائها في جميع أنحاء العالم.
وقالت الصحيفة إن البرقيات -التي تمثل عينة ضخمة للحركة اليومية بين وزارة الخارجية الأميركية ونحو 270 سفارة وقنصلية تابعة- تعادل سجل أحداث سري لعلاقات الولايات المتحدة مع العالم في عصر الحرب والإرهاب.
وقد استنكرت الولايات المتحدة نشر هذه الوثائق معتبرة أنه "متهور" و"خطير" ويؤثر بشدة على سياستها الخارجية ومصالحها وحلفائها في العالم، وقالت إنها تتخذ خطوات لدعم أمن شبكاتها العسكرية السرية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس "قد تكشف هذه البرقيات مناقشات خاصة مع حكومات أجنبية وزعماء معارضين وعندما يطبع محتوى المحادثات الخاصة على الصفحات الأولى للصحف حول العالم فإن ذلك قد لا يضر بدرجة كبيرة فقط بمصالح سياستنا الخارجية بل أيضا بمصالح حلفائنا وأصدقائنا حول العالم".
وأضاف أنه "بحسب طبيعتها فإن البرقيات عادة ما تحتوي على معلومات غير مكتملة ولا تعبر عن السياسة".
وتابع غيبس "مثل هذا الإفشاء يعرض للخطر دبلوماسيينا ومتخصصين في المخابرات وأشخاصا حول العالم يأتون للولايات المتحدة طلبا للمساعدة في الترويج للديمقراطية ولحكومات منفتحة".
واستنكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على الفور نشر ويكيليكس "المتهور"، وأشار المتحدث باسمها بريان وايتمان إلى أنها قامت بسلسلة من التصرفات للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأحداث في المستقبل"، وعدم تحميل معلومات سرية على وسائط تخزين نقالة. في غضون ذلك امتنعت فرنسا عن تأكيد كل الكلام المنسوب الى مسؤوليها في الوثائق المنشورة معتبرة ان نشر مراسلات دبلوماسية امر غير مسؤول.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحفي.. لا نؤكد ايا من الكلام المنسوب الى سلطات فرنسية ودبلوماسيين فرنسيين في هذه الوثائق ونأسف بشدة لقيام موقع ويكيليكس بكشف مراسلات دبلوماسية اميركية بشكل متعمد وغير مسؤول. من جانب آخر عبرت الرئاسة الافغانية أمس عن أسفها لنشر الوثائق الدبلوماسية الاميركية التي كشف عنها موقع ويكيليكس وتفيد ان دبلوماسيين اميركيين ينظرون الى شقيق الرئيس الافغاني احمد والي قرضاي على انه فاسد الى حد كبير وضالع في تهريب المخدرات بينما وصف الرئيس قرضاي بانه ضعيف معتبرة أنها لن تؤثر على العلاقات بين البلدين.