لم نستطع حتى الآن «هضم» إبعاد منتخبنا الوطني من التصفيات المونديالية بهذه الطريقة البشعة التي صدمتنا وصدمت الشارع الكروي الذي وضع كل أحلامه على هذا المنتخب باعتباره يعج باللاعبين الموهوبين.
صحيح أننا لم نكن متأكدين ولا واثقين من رؤية المنتخب في البرازيل منتصف عام 2014، لكن على الأقل كان الأمل سينبض في قلب كل سوري.. أمل تحقيق الهدف الذي نطمح إليه، لكن البعض أجبرنا على إجهاضه قبل أن نفكر به.
كل ذلك بدا عادياً في أروقة اتحاد الكرة خلال المؤتمر الصحفي الذي لم يخرج عن رتابة المؤتمرات السابقة ابتداءً من التملص من أي مسؤولية، مروراً بتسخيف الموضوع، وانتهاءً باتهام جهات مجهولة الهوية لإسقاط اتحاد الكرة!
عندما وصلت إلينا دعوة حضور هذا المؤتمر، ظننا أن اتحاد الكرة سيتخذ قراراً رجولياً بتحمل كامل المسؤولية وتقديم الاستقالة الفورية دون طرح أي مبررات، لكن الأمر ظهر معكوساً بعد أن ظهر الاتحاد بعباءة الملاك الأبيض الذي لا يخطئ، وإن أخطأ فبسبب ضغوط ومؤامرة ومحاولة لتشويه السمعة.
رئيس الاتحاد الكروي استبعد قرار الاستقالة قولاً وفعلاً، متمسكاً بقيادة اللعبة رغم كل الانتكاسات المتتالية، وأعتقد لو أن اتحاداً آخر بين كل الاتحادات الدولية كان سيعتذر للشارع الرياضي ويستقيل ويظهر استعداده للمساءلة باعتباره السلطة الكروية الأعلى.. ولكن!
اتحاد الكرة شكّل لجنة (منه وفيه) أي إنه الخصم والحكم في الوقت نفسه، فمن سيحاسب من؟ وإن كنت أصدق السيد وليد مهيدي رئيس اللجنة بكل تأكيد إلا أنني لست واثقاً من أن الأجواء ستكون مهيأة للبحث والتقصي، لأن المكتوب مبين من عنوانه، فمن غير المعقول مثلاً أن يحقق أحد أعضاء اللجنة (عضو في اتحاد الكرة) مع رئيس الاتحاد، على الأقل يبدو الأمر غير وارد منطقياً.
«الوطن» اعترضت على هذه اللجنة، فكان الرد الأول من أحمد زينو الذي تساءل: هل يجب أن يكون أعضاء اللجنة من اتحاد الحرفيين مثلاً؟ لكن الجواب جاءه بعد خروجنا من قاعة المؤتمرات عندما أعلنت اللجنة الأولمبية السورية تشكيل لجنة للتحقيق بالحادثة، وأعتقد أن الرسالة وصلت.
أما رئيس الاتحاد فطلب ألا نكتفي بذكر هذه الإخفاق بل عاد بنا إلى الشهر الأول من هذه السنة ليستعرض لنا العروض البراقة التي قدمها المنتخب السوري في نهائيات كأس آسيا، فذكرناه أن منتخبنا خرج من الدور الأول ولم يحقق أي إنجاز، بينما أبعدنا عن التصفيات الحالية بطريقة مخجلة، فوصف حديثنا بالمتناقض!
وقت المحاسبة قد حان، فسمعة الكرة السورية أهم بكثير من الأشخاص، ومن قتل جيلاً كروياً ذهبياً لا يستحق البقاء في منصبه القيادي، والأولى أن يصبح متفرجاً بعد محاسبة عادلة، ونحن لا نشك أبداً في مصداقية وشفافية اللجنة المشكلة بقيادة الدكتور ماهر خياطة.
فشكراً لكم... وعذراً منكم... فأخطاؤكم لم تعد تغتفر!، إن كان اتحاد الكرة يظن انتقاده أو نقده خطاً أحمر فهو مخطئ.
أسئلة مباشرة؟
تم التأكيد أننا نمتلك كشوف جميع اللاعبين المحترفين أو المغتربين إلا جورج مراد الذي اعتمدناه استناداً إلى كتاب خطي غير معتمد من اللاعب، فأين الحرفية والاحترافية في عمل الاتحاد؟
أكد «السرية» في مستهل المؤتمر أنه جاهز لتزويد الصحفيين بأي قرار أو كتاب صادر أو وارد، وعندما طلبنا كتاباً معيناً رفض، فهل كلام الليل يمحوه النهار؟
يتذرع رئيس الاتحاد أن اللجنة المنظمة لكأس العالم اتخذت قراراً على الهاتف بإبعاد سورية، والسؤال: هل يجب أن يجتمع الأعضاء في مكان واحد ليتخذوا كل قرار وخاصة أنهم من بلاد غير متقاربة (فرنسا– أوروغواي– الكاميرون)؟
رئيس اتحاد الكرة أشار إلى أنه غير معني بالقضية بالأساس، لماذا إذاً دعا إلى المؤتمر ولم يستدع أصحاب الشأن كأمين السر ولجنة المحترفين وإداري أو مدير المنتخب؟
أمين سر الاتحاد كان على دراية بالموضوع لكنه استخف به على أساس أن اتحاد كرتنا لا يجوز له أن يراسل الفيفا من أجل لاعب، فهل يخرج عن صمته ويفي بوعده بعقد مؤتمر خاص به لكشف كل الأمور العالقة؟