إن مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك، تويتر، اليوتيوب) أصبحت من الأهمية، بحيث لاتستطيع أغلبية الناس الاستغناء عنها،
وإن تلك المواقع مهمة جداً ولاسيما إذا تم توظيفها للاستخدامات الإيجابية وليس لملء الفراغ والتسلية فحسب، وخاصة أن تلك المواقع تشكل مصدراً مهماً للتعلم وتبادل الثقافات، كما أنها تعزز المشاركة والتواصل مع الآخرين.
وإن استخدام «الفيسبوك» شهد ثورة كبيرة في عدد مستخدميه بالوطن العربي وخلال السنوات الخمس الماضية بلغت نسبة الزيادة 400٪ وبعد الثورات العربية الأخيرة، ارتفع عدد المستخدمين بنسب خيالية حيث بلغ عدد المستخدمين أكثر من 26 مليون مستخدم، من أصل 600 مليون مستخدم في العالم أجمع، ومتوسط الأصدقاء عبر «الفيس بوك» للشخص الواحد يبلغ 110 أصدقاء، ما يكشف عن مجتمع كبير جداً وحدته طريقة الاتصال هذه وقربه من بعضه البعض، وجعلت بين منتسبيه قواسم مشتركة أقلها الاتصال اليومي والسؤال عن المستجدات والأنشطة والأحداث المحلية والعالمي وتبادل الآراء والأفكار حولها.
وأكد الكثير ممن التقيناهم أو عرفناهم أن انتشار ثقافة التواصل عبر الإنترنت بين الشباب أو مايطلق عليه في الآونة الأخيرة شباب «الفيسبوك» أحدث تغييرات في بنية العلاقات الاجتماعية وأثارت الفضول لدى الملايين من الشباب بحيث أصبح من لايملك اسم مستخدم على صفحة «الفيس بوك» فلا هوية له كما ساهم في تقليص الخجل الاجتماعي من خلال طرح بعض الأفكار وتقبلها التي كانت مرفوضة سابقاً.
وحول عدد الساعات التي يقضيها مستخدمو «الفيسبوك» يقول بعض من التقيناهم من الشباب إن جلوسهم على صفحات الانترنت وخاصة صفحة «الفيس بوك» يتجاوز خمس ساعات يومياً.
مبينين أنه يقدم لهم كنزاً من المعلومات والأخبار ونشر الصور الشخصية، علاوة على تقديم وتكوين علاقات عبر الدردشة «شات» مع كلا الطرفين مضيفين :إن طول مدة بقائهم على محركات البحث أدى إلى بروز الانتقادات من أهاليهم باستمرار، وذلك نتيجة عدم قيامهم بواجباتهم المنزلية والدراسية بالشكل المطلوب, ما جعل موقع التواصل «الفيس بوك» أداة تنفيس وتفريغ ويتوجه إليه مباشرة أولى لحظات فراغها.
أخيراً إن عناصر الجذب الموجودة عبر تلك المواقع تقدم إغراءات تجعل المتابع لها متسمراً أمام شاشة الحاسوب ناسياً كل مايحيط به ما يشكل بالنهاية خطورة بالغة عليه تجعله أسيراً للعزلة حتى لوكان يستقي المعلومات والأخبار من مصادر متنوعة، ويحوله مع الوقت إلى مطلع ومتحدث في الشؤون العالمية، إلا أنه غير مطلع ومغيب تماماً عن شؤونه ضمن محيطه الصغير.
ويذكر أن شبكة «الفيسبوك» الاجتماعية على الإنترنت تحولت إلى هيستيريا تجتاح العالم حيث يفتح الموقع الباب على مصراعيه أمام محبي التكنولوجيا وساعدهم في إنشاء شبكات اجتماعية كبيرة وخاصة بعد الشهرة العالمية التي حظي بها وخاصة في العالم العربي.
ورغم أن الهدف الأساسي الذي سعى إليه «مارك جوكربيرج» الطالب الأميركي عند إنشائه هذا الموقع عام 2004 كان مجرد التعرف على الأصدقاء وخلق صداقات جديدة، إلا أن الموقع أخذ مساراً جديداً في الآونة الأخيرة وبدأ في لعب دور سياسي وأصبح ساحة جديدة للصراعات السياسية.
موضوع: «هيستيريا» الفيسبوك تجتاح العالم 
الإثنين يونيو 27, 2011 8:01 pm
(5).jpg)
