لايختلف اثنان أن الأسرة هي المصنع الأول للإصلاح والاستقامة في نفوس الأطفال منذ نعومة أظفارهم، وتمثل التربية والتوجيه المتين للأطفال الناشئة في أحضان الأسرة السياج القوي الذي يحميهم من الانحرافات والسلوكيات الضارة ...
وتتحمل الأسرة مسؤولية كبرى في توفير جو أسري يسوده الحب والوئام والتفاهم والترابط والنصح والمشورة والقدوة حتى ينشأ أطفالها وشبابها أسوياء التفكير مستقيمي السلوك. ولابد من أن تسعى الأسرة إلى مساعدة أطفالها وشبابها – من الجنسين – على حسن استثمار أوقات الفراغ وشغلها بما ينفع حتى لا يقعوا فريسة الضياع والقلق ما قد يدفعهم إلى سلوك الطريق المظلم. ولذلك يرى الكثيرون أن وظائف الأسرة لاتنحصر في التربية والإطعام والإكساء والتأديب وإنما تتعدى هذه المهمة إلى تنمية الحس الأمني والوطني من خلال - تلبية الحاجات التي يتطلبها أفراد الأسرة البيولوجية والنفسية والاجتماعية للحيلولة دون انحرافهم وانخراطهم في سلوكيات مؤذية للوطن وللمواطن.
- تهيئة أفراد اجتماعيين ودفعهم للمجتمع من خلال عرض القيم الإنسانية والضوابط الاجتماعية الحاثة على الخير والمحذرة من الشر وتنمية حب العمل ومحبة الآخرين وتحمل المسؤولية والقيام بالأدوار التي ستناط بهم.
- غرس الفضائل الروحية والأخلاقية والتأكيد على أهمية التحلي بأفضل القيم التي تنبذ العنف والتطرف والإساءة للوطن وللمجتمع.
- التركيز على تربية الأبناء تربية جيدة ومعالجة الخلافات الزوجية ومتابعة الناشئة في الحي والتنسيق المستمر مع المدرسة.
- غرس مفاهيم حب الوطن والانتماء والمبادئ والقيم والأخلاقيات التي تسهل على الطفل كيفية التعايش مع غيره في مجتمعه.
- شرح وتوضيح ما يتعلمه الأطفال في مقررات التاريخ أو الجغرافيا من معلومات تتصل بالوطن.
- التذكير دائما أن كل الخدمات التي يوفرها المجتمع من مطارات وطرق ومنتزهات وحدائق ومدارس وجامعات ومستشفيات هي من أجل راحة المواطن وسعادته وليست خاضعة للتدمير والعبث .
- تشجيع الأبناء على الحديث عن الوطن ومنجزاته من خلال مواضيع التعبير أو البحوث وتوفير ما يحتاجه الأبناء لإنجاز مثل هذه المهمات.
- حث الأبناء على حسن التعامل والاستخدام الأمثل لكل ما يقدمه الوطن ويهيئه من خدمات وغيرها وأهمية المحافظة عليها وعدم العبث بها.
- السفر إلى أماكن مختلفة في الوطن بصحبة الأبناء كي يتعرفوا على أرجاء وطنهم وما تتميز به كل منطقة في أوقات الاجازات واستغلال العطلات لتعريف الأبناء بمجتمعهم المترامي الأطراف.
- الحرص على احتواء الأشياء التي تذكر أفراد الأسرة بالوطن ومنجزاته وتغرس فيهم حبه والولاء والانتماء إليه داخل المنزل، ومنها على سبيل المثال علم سورية وخريطتها الجغرافية وصور دمشق القديمة أو مدينة تدمر أو أي صرح حديث وغيرها من الرموز والصور التي تمثل التطور الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والصحي.
هكذا يتجسد دور الأسرة كواحدة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية في غرس الانتماء الوطني لدى أفرادها ... فهل تقوم الأسرة لدينا بهذه المسؤولية الجسيمة وتستشعر أهميتها في الوقت الراهن لما لذلك من آثار إيجابية لأطفالنا في المستقبل ؟