نبقى في إطار ال يحكى أن في سياق ما سنسرده هنا وفقاً للمعطيات التي تحدثت عنها وسائل الإعلام ومن خلال ما تكشف عبر اليومين الماضيين وصولاً إلى اليوم، إلا أن الإطار العام للاحداث يوجه بطبيعة الحال إلى صورة ما نتحدث عنه، والسؤال ما الذي كانت تخفيه المظاهرات المطالبة بالحرية؟ سؤال لم يعد حتى على جاهل أن يجد صعوبة بالإجابة عليه، أتريدون أن تقنعوا الشارع السوري بأن الحرية كانت مطلباً من مطالب الإصلاح التي كانت الدافع الرئيسي لتلك التظاهرات، بالطبع إجابة غبية لكل من يؤمن ويعتقد بصحة هكذا إجابة، ولكن الكثير من الأغبياء ما زالوا يؤمنون بذلك رغم تكشف تفاصيل المؤامرة يوماً بعد يوم.
وبعد ما أذيع عن معلومات تفيد بإلقاء القبض على جنرالات من جنسيات عربية وضباط موساد إسرائيليين كذلك عناصر من تيار المستقبل وضباط من الأمن الداخلي اللبناني، تحدثت معظم المواقع الالكترونية عن معلومات تفصيلية حول تمكن قوات الجيش والأمن السوري من إلقاء القبض على هؤلاء، حيث تفيد تلك التفاصيل بأن كل ما جرى على أرض سورية من تحريض إعلامي خارجي وداخلي عبر الأيادي الشيطانية لبعض من شيوخ الفتنة لم يكن ذلك سوى تمهيد للمعركة الحقيقية التي يريدها ذلك الخائن عبد الحليم خدام الذي قام بتسليح جيش نظامي من الإرهابيين المناصرين له في منطقة بانياس وعدد من القري المحيطة بها بالتوازي مع التحريض الإعلامي الذي افتعلته بعض المحطات العميلة والناطقة باللغة العربية من خلال بثها لمحتوى هائل من الرسائل التي شكلت إشارة البدء بالكثير من العمليات الإرهابية التي استهدفت قوى الجيش والأمن والمنشآت العامة والخاصة.
وهنا يمكن القول بأن سراً لا يستهان به كان يقف وراء العمليات الإرهابية في بانياس الذي كان بعيداً عن مطالب بالإصلاح والحرية، فما كان من الجيش السوري أمام تلك العمليات التخريبية إلا وأن يدخل بتعزيزاته للقبض على هؤلاء وحماية المواطنين من شر أعمالهم، فقام الجيش السوري بالقبض على عدد كبير من المسلحين وسقط عدد من الشهداء.
والنقطة الأكثر أهمية التي تحدث عنها الكثيرون كانت الهدوء الذي سبق القيام بالعاصفة المخطط لها، وذلك عندما خمدت العمليات في بانياس لمدة ٤ أيام ولم تحدث أي حادثة إطلاق للنار، وهنا فقد تساءل الكثيرون هل عاد الهدوء إلى مدينة بانياس وهل تم إلقاء القبض على جميع العناصر المسلحة ومصادرة أسلحتهم؟ طبعاً الجميع أمل بذلك لولا تكشف سر خطير بوجود ضباط من الاستخبارات الإسرائيلية وضابطين سعوديين كانوا متمركزين في بانياس لقيادة العمليات على الأرض من خلال غرف عمليات مجهزة بأدق الأجهزة والتقنيات، إلا أن الجيش السوري بقي يحاصرهم على مدى ٤ أيام التي همدت فيها أسلحة المخربين، إلا أنه وبحسب المعلومات التي أذيعت في كثير من المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي فإن الجيش لم يتمكن من الاقتحام الفوري بسبب وجود صواريخ أرضية موجهة باتجاه المصفاة وباتجاه المحطة الحرارية.
وفي الوقت ذاته ظهرت على الساحة مطالبات قطرية قيل أنها وصلت إلى القيادة السورية عبر زيارة أحد المسؤوليين القطريين إلى سورية كذلك زيارة ولي العهد الإماراتي مرتين إلى سورية خلال أقل من عشرة أيام، وهذا بحد ذاته دحض المزاعم بأن زيارة ولي العهد الإماراتي ليقول للشعب السوري وقيادته أن دولة الإمارات ترفض ما تتعرض له سورية وتعرب عن وقوفها إلى جانبكم، طبعاً هذا الكلام كما عبر الجميع يمكن أن يصل إلى سورية عبر برقية أو اتصال هاتفي كما فعل بعض القادة وليس بزيارة تكررت مرتين متقاربتين في الزمن، ولكن كانت هناك مطالب تفيد بأن قطر تطالب بالضباط الإسرائيليين المحاصرين في بانياس وإلا سيتم تدمير المصفاة والمحطة الحرارية، إلى جانب وجود مخطط من الموساد الإسرائيلي لإنزال بحري إسرائيلي في الشاطئ السوري في حال نجح خدام والإرهابيين في خراب الساحل.
صحيح أن هذه المعلومات لم يصرح بها مصدر رسمي ومسؤول ولكن هناك الكثير من الحلقات التي إذا ما أردنا وصلها ببعضها فإننا سننتهي عند هذه النتيجة وهذه الأحداث، فالأمر لم يعد مقتصراً على رسائل من الشهامة بالوقوف إلى جانب سورية ينقلها بعض المسؤولين من قبل قادتهم إلى القيادة السورية، بل آلت الأحداث إلى ظهور تفاصيل دخلت في مراحل أكثر تعقيداً مما فسر البعض، وتكشفت عن حقائق مرعبة لم يتصورها الشارع السوري قط.
صحيح أن سورية تمتلك الكثير من الأوراق الهامة التي تدين فيها كل متورط جبان أكان عربياً أو أجنبياً في هذا المخطط التخريبي، والتي لم تحركها سورية بعد على طاولة المجتمع الدولي، إلا أن ما يحدث ليس إلا بداية لمرحلة ركوع هؤلاء أمام القيادة السورية بعد أن كشفت أوراقهم الصهيونية وفشل مخططاتهم أملاً في الدخول بمرحلة للتفاوض بما يحفظ لهم ماء وجههم الذي كان عربياً.