كتب نضال حمادة
احتمالات التدخل العسكري الغربي أو استحالته.
يعول الكثير من الأطراف السورية المعارضة في الداخل والخارج على تدخل عسكري غربي في سورية على غرار الذي يحدث حاليا في ليبيا وما حدث سابقا في العراق.
هذا الموقف أبلغ رسميا لكل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وبشكل تمنيات من قبل جماعات محسوبة على (فريد الغادري) وعلى (إعلان دمشق في الخارج).
الكلام هذا ننقله عن مصدر أكاديمي فرنسي فضّل عدم الكشف عن هويته.
وهذا الموقف المطالب بالتدخل الخارجي يتلاقى مع رغبة سعودية قديمة في التدخل ضد سورية عسكريا كان أبلغه مسؤولون سعوديون مرات عديدة لجهات غربية وفرنسية. ويبدو بحسب الأكاديمي الفرنسي أن هذا الطلب لا يقابل باعتراض من جماعة الإخوان المسلمين في سورية كما يردد (عبد الحليم خدام) في اتصالاته مع جهات في الغرب والتي عاد إليها النشاط بعد مدة من العزلة والإحباط.
غير أن هذه الرغبة تصطدم بواقع صعب بالنسبة للغرب، خصوصاً في الحالة السورية التي تختلف عن غيرها من الحالات العربية لعدة أسباب هي:
أ – عدم ارتهان النظام في سورية للولايات المتحدة الأميركية التي دخل معها في صراعات مباشرة وغير مباشرة طيلة السنوات الماضية في العراق، ولبنان، وفلسطين، على عكس أنظمة الرئيسين المخلوعين (حسني مبارك) و(زين العابدين بن علي) والرئيس اليمني (علي عبد الله صالح).
ب – تورط الغرب عسكرياً بشكل سيء في العراق وأفغانستان، وظهور بوادر التعثر في ليبيا رغم ضعف الحالة الليبية مقارنة مع سورية، وعدم الاستعداد الغربي للدخول في صراع جديد غير مضمون النتائج.
ج – وجود سورية ضمن منظومة حلف في المنطقة حقق انتصارات كبيرة في الصراع الدائر منذ الغزو الأميركي للعراق.
د – حاجة الولايات المتحدة لسورية في العراق وعدم الاستعداد الأميركي لفوضى ثانية على مقربة من الجيش الأميركي المنهك أصلا في بلاد الرافدين.
ه – إمكانية أن تقوم سورية بتحويل وجهة الصراع إلى حرب مع إسرائيل في حال استشعرت خطر تدخل أطلسي ما يعطي النظام في دمشق تأييدا شعبيا كبيرا في العالمين العربي والإسلامي.
و – حتمية الاصطدام بالرفض الروسي والصيني في مجلس الأمن نظرا لاختلاف الحالة السورية جذريا في أهميتها لروسيا عن ليبيا.
ز – الموقف التركي الخائف من الفوضى في سورية نظرا لتشابه التركيبة الإثنية والطائفية بين البلدين.
يلاحظ في النقطة الأخيرة تغير جذري في موقف رئيس الوزراء التركي (رجب طيب أردوغان) جاء بعد تصريح مستشارة الرئيس السوري (بثينة شعبان) والذي قالت فيه إن سورية تتعرض لاستهداف طائفي. فبعدما كان موقف تركيا مساءً يقول بالمراقبة عن كثب للأحداث، تحول إلى تأييد للنظام في سورية.
في احتمال التدخل العسكري الأجنبي يقول (جيرار بابت -) النائب عن الحزب الاشتراكي ورئيس لجنة الصداقة السورية الفرنسية في البرلمان الفرنسي في اتصال مع موقع المنار، إنه لا تدخل عسكرياً غربياً في سورية. "الوضع ليس خطيرا حاليا، والتدخلات العسكرية الغربية تبحث عن الأماكن السهلة في أفريقيا، العربية والسوداء. فالعام 2012 هو عام انتخابات رئاسية في كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإسبانيا، والدول الثلاث مشاركة في التدخل العسكري الأطلسي في ليبيا. وقد استفاد كل من الرئيس (باراك اوباما) ونظيره (نيكولا ساركوزي) في استطلاعات الرأي من الحرب على ليبيا، وهي باعتراف الجميع في فرنسا من عسكريين وخبراء في الشأن العسكري والسياسي، حرب سهلة ضد دولة صغيرة بعدد سكانها ونظام ليس له تأييد يذكر في العالم العربي، ورغم ذلك تتعثر العملية مالياً، وسياسياً، وعسكرياً، ولولا تعهد قطر والإمارات بدفع كامل تكاليف الحرب، لما كنا رأينا طائرات الحلف الأطلسي تقصف قوات القذافي".
أما العقيد السابق في الجيش الفرنسي والمستشار العسكري السابق لدى رئاسة الحكومة الفرنسية (آلان كورفيس) فيقول لموقع المنار إن الوضع في سورية صعب ومعقد.
النظام في دمشق تراجع وأعطى وهو يعد بالمزيد، قال مصدر فرنسي في حديث جانبي مضيفا أن استمرار المحافظين الجدد من المعارضة السورية في تصلبهم المستورد سعودياً، لن يؤدي إلا إلى سفك دماء سورية في معركة تخريب لأهم بلد في منطقة الشرق الوسط.
إنها معركة خاسرة بكل المعايير ختم المصدر كلامه