افاد التلفزيون السوري الحكومي يوم الجمعة 8 ابريل/نيسان ان مجموعات مسلحة قتلت 19 شرطيا في مدينة درعا بجنوب البلاد ،
ولكن شهود عيان قالوا : ان عدد القتلى في درعا ارتفع الى 27 شخصا بعد المواجهات بين المحتجين وقوات الامن.
وفي وقت سابق افادت وكالة “رويترز” ان 17 شخصا قتلوا بنيران قوات الامن في مدينة درعا السورية، يوم الجمعة 8 ابريل/نيسان، مضيفة ان قوات الامن استخدمت الذخيرة الحية لتفريق الاف من المحتجين
وتاتي هذه التطورات في وقت بدأت قناتا الجزيرة والعربية تركزان على احداث سوريا ، وتنقلان مقاطع مطولة من لقطات فيديو نشرتها المعارضة السورية على الانترنت ، ولوحظ ان هاتين القناتين بداتا مشروعا مشتركا ، لاعطاء حجم الاحتجاجات طابع الثورة الشعبية العارمة التي من شانها ان تطيح بنظام الرئيس بشار الاسد.
وبالتزامن مع هذا التصدي المشترك لقناتي ” العربية ” و ” الجزيرة ” لتبني احداث سوريا واعتبارها الحدث الاول في نشراتهما الاخبارية ، اكدت تقارير غربية ” ان مايحدث في سوريا ، غير بعيد عن مشروع اسرائيلي سعودي لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد ، الذي يمثل للبلدين ، انجازا استراتيجيا يعادل هزائمهما بسبب سقوط نظامي حسني مبارك وزين العابدين بن علي ، وهو السقوط المدوي الذي اصاب النظام السعودي والكيان الاسرائيلي بخسارة استراتيجية قاصمة “.
وقال راديو الشرق الذي يبث من اوروبا في تقرير له ،نقلا من مصادر نرويجية متخصصة بشان الشرق الاوسط ” ان الذي يحدث في سوريا ليس مجرد احتجاجات ناجمة عن احتقانات شعبية ، وانما هو بداية منظمة لمشروع اسرائيلي سعودي بتنسيق مع الولابات المتحدة وبريطانيا لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد او دفعه لفك تحالفه مع ايران وحزب الله والتعهد بالتوقيع على اتفاقية سرم مع اسرائيل ، ومحاصرة ايران وحزب الله “.
واضاف التقرير بهذا الشان : ” ان اول تظاهرة شهدتها درعا ، اطلقت فيها هتافات ” لاحزب الله ولاايران ” مما اوحى بان هذه المظاهرات لاتحمل شعارات الاصلاح السياسي في سوريا ، وانما الهدف منها تحريك الشارع السوري ضد حزب الله وايران ، وهما العدوان اللدودان لاسرائيل “.
وحسب هذ التقرير كانت دمشق قد حذرت في وقت سايق على اندلاع الاحتجاجات ،بان الاف المسجات تصل الى هواتف السوريين تحرضهم على التظاهر ، وان مصدرها اسرائيل التي اخترقت نظام الاتصالات في سوريا “.
واقر التقرير “ ان النظام في سوريا لم يقف امام موجة الاعتقالات للمعارضة رغم ان رياح التغيبير كانت تعصف في المنطقة ، كما تاخر كثيرا في الاصلاحات وان حجما كبيرا من الفساد الاداري الذي يعاني منه الشعب ظل كما هو دون وجود توجه حقيقي لمحاربته “.
ولكن التقرير اكد “ بالرغم من ان الدعاة لهذه التظاهرات والاحتجاجات، يقولون بانها مطالب اصلاحية ، الا ان الواقع غيرذلك فهي مشروع للاطاحة بالرئيس الاسد اولا واخيرا ، والموقع الذي فتحته المعارضة على ” الفيس بوك ” حمل منذ اللحظة الاولى لانطلاقته ،عنوان ” التظاهرات حتى اسقاط نظام الرئيس الاسد ” ، وحصل على مشاركة نحو 20 الف شخص في الاسبوع الاول من اطلاقه ، كما ان المشروع يحمل بصمات التنظيمات الاسلامية الاصولية على عكس الحركات الشعبية في مصر وتونس واليمن والبحرين التي دعا اليها ، شباب اطلقوا على انفسهم شباب الثورة ، وهذه التنظيمات الاصولية السورية ، يشك بانها على تنسويق مستمرومباشر مع السعوديين ، فيما النظام السعودي كان قد انتهى من تشكيل لجنة مع خبراء اسرائيليين وضعت كل السيناريوهات المطلوبة والمتوقعة لتنفيذ مشروع اسقاط نظام الاسد، والعمل على تحويل التظاهرات و الاحتجاجات الى ثورة شعبية عارمة تسقط نظامه ” ونوه التقرير الى انه ” من غير المستبعد ان تكون قطر مشاركة في هذا المشروع استجابة لطلب امركي وخاصة وان قناة الجزيرة يمكن ان تلعب دورا كبيرا في تنفيذ وتطوير مشروع الاحتجاجات ليكون مشروعا لاسقاط النظام السوري كما هو الحاصل الان / وخاصة وان رجل الدين المصري المعروف القرضاوي اطلق دعوات دعم ومساندة للتظاهرات وتذكير السوريين بان النظام علوي طائفي ، ولم يكن القرضاوي ليثير هذا الموضوع الحساس الذي قد يسئ لعلاقات قطر مع سوريا ، لولا مطالبة القطريين له بتقديم الدعم للتظاهرات في خطبة الجمعة واعطاء المواجهة بين النظام والشعب بعدا طائفيا“.
وانهى التقرير الى الاشارة ” بان نظام الرئيس الاسد ، راهن كثيرا على ان تصديه لاسرائيل ورفضه القبول بالضغوط الامريكية والاوروبية عليه لتطبيع العلاقات مع اسرائيل ، سيشفع له بمنع بروز ظاهرة الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية في بلده ، متناسيا ان اسرائيل تطلب راس هذا النظام الذي استقطب المنظمات الفلسطينية ومول حزب الله بالاسلحة وعقد حلفا استراتيجيا مع ايران العدو رقم واحد لاسرائيل ، كما تناسى الرئيس الشاب بشار الاسد ان النظام السعودي” محترف ” في اسقاط الانظمة العربية منذ خمسة عقود في العالم العربي ، ولن يتركه يهنأ بسقوط سعد الحريري وخسارته للاغلبية ومن ثم خسارته للحكومة، وبينما كان الاسد يحابي الملك عبد الله بتاييد دخول القوات السعودية الى البحرين بعد استلامه رسالة من الملك السعودي حملها اليه نجل الملك معلنا تاييد سوريا لدخول قوات درع الجزيرة للبحربن ، في ذلك الوقت كان السعوديون يعدون المفاجاة له لبدء معركة اسقاط نظامه من بوابة الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية ، وهذه واحدة من اكبر اخطاء الاسد الذي تعامل فيها مع السعوديين بـ ” حسن نية ” منذ عودة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها في القمة الاقتصادية العربية في الكويت في يناير 2009 وزيارة الاسد الى السعودية في يناير 2010 التي كانت منطلقا لبدء علافات استراتيجية وتعاون بين البلدين وخاصة فيما يتعلق بالشان اللبناني ، وتناقلت تقارير صحفية وقتها” بان السعودية نجحت في احتواء الاسد وابعاده من ايران “، وطوال هذا الوقت كان السعوديون يخططون مع الاسرائيليين وبمشاركة امريكية لاسقاط نظام الاسد من خلال مد الجسور مع المعارضة السورية حتى بدا التفيذ بانطلاقة احتجاجات درعا التي كانت اول شعارتها وشراراتها ” لاحزب الله لاايران ، وهو ما كان يردده السعوديون والاسرائيليون لسنوات طويلة دون جدوى