admin
boss
عدد المساهمات : 591
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : منتدى ريادة الترفيهي
المزاج : رايق
 |  موضوع: محمية أبو قبيس بحماة.. موقع سياحي هام وخصوصية طبيعية تتفرد بأنواع نادرة من النباتات والحيوانات والطيور  الجمعة أبريل 08, 2011 10:44 pm | |
| 
أربع قرى تحيط بها وأربع آخرى بداخلها وتضم عددا كبيرا من أصناف وفصائل الحيوانات والطيور والنباتات والزواحف النادرة سجلها ووثقها عدد من الخبراء والباحثين الدوليين والوطنيين عبر المشاهدات والمقابلات مع المجتمع المحلي.
وهذه الاصناف والفصائل تعيش في محمية أبو قبيس على السفح الشرقي لسلسلة الجبال الساحلية والتي تبعد حوالي 65 كم عن مدينة حماة في موقع يتوسط سورية وبمساحة تبلغ 3 آلاف و764 هكتاراً وتتميز بتباين تضاريسي وجغرافي كبير يتمثل في الارتفاع عن سطح البحر يبدأ من 260 متراً في أخفض نقطة شرقا وحتى 1000 و337 متراً في أعلى نقطة الأمر الذي منح المنطقة خصوصية فريدة من نوعها من حيث الهطولات المطرية التي تتراوح بين 650 و1000 ملم.
وقال المهندس فادي المحمود مدير المحمية إن الاختلاف الكبير بين مناطق المحمية وتعدد الواجهات المناخية نتج عنهما تباين في مناخها الموضعي وتنوع في أشكال الموائل الطبيعية بدءاً من الأراضي المنخفضة في المحمية وحتى أعلى الحراج والغابات مشيراً إلى إن هذا التنوع النباتي على مساحة صغيرة من الأرض شكل محيطاً حيوياً لوجود مجموعة كبيرة من الحيوانات والطيور.
وأوضح المحمود أن النبات الطبيعي في المحمية يعد نباتاً متوسطياً يتميز بغنى حيوي حيث وصل عدد الأنواع المسجلة من خلال الدراسات النباتية التي أجريت عام 2010 إلى 509 أنواع ستة منها ذات أصول برية لأشجار مثمرة و53 نوعاً يستخدم في مجالات طبية وعلاجية و12 نوعاً من نبات الأوركيد وهو من الفصيلة السحلبية ذات الأهمية الخاصة محلياً وعالمياً و30 نوعاً شجرياً و145 نوعاً رعوياً إضافة إلى أنواع أخرى نادرة الانتشار لم تسجل إلا ضمن أماكن محدودة في سورية.
وبين مدير المحمية أنه توجد داخل المحمية مجموعة من القرى أربع منها داخل حدودها وهي بيرة الجبل ومزرعة البيرة ومشتى بيرة والتمازة وأربع قرى على حدود المحمية وهي أبو قبيس والخرائب والكنائس وحير المسيل والتي تشكل الزراعة وتربية الماشية المصدر الرئيسي لسكانها.
ورأى المهندس المحمود أن الحفاظ على المحمية وتطويرها مستقبلاً مرهون باتخاذ مجموعة من الإجراءات والخطوات وأهمها صون التنوع الحيوي وإدارة الموائل بفعالية مستمرة وحماية الأنواع التي تعتبر أصولا برية لأشجار الفاكهة والأنواع الزراعية الأخرى كالقمح البلدي والشعير مع تكريس التكامل الزراعي بشقيه النباتي والحيواني البيئي والتركيز على إعادة إحياء الزراعة التقليدية بالأنواع البلدية وذلك من خلال دعم السكان المحليين لتكريس استخدام الأراضي الزراعية المستثمرة في التكامل الزراعي البيئي إضافة إلى تكريس تربية الماشية المتأقلمة مع أراضي المحمية منذ مئات السنين.
بدوره أشار المهندس ياسر نصور الباحث في مجال الحيوانات إلى وجود عدد من الحيوانات في المحمية تم توثيق الكثير منها من خلال المشاهدات الحية والمسوحات التي أجريت عام 2009 مبيناً أن عدد الأنواع المسجلة حتى الآن 35 نوعاً منها 19 نوعاً من الزواحف والبرمائيات و16 نوعاً من الثدييات ومن هذه الأنواع السلمندر الناري وغزال اليحمور والنيص و الخنزير البري والذئب الرمادي والثعلب الأحمر والسنجاب الفارسي كما يتوقع وجود الوشق حسب مشاهدات سكان المنطقة.
من جانبه لفت المهندس جورج داوود الباحث في مجال الطيور الى أن المحمية تحوي تنوعاً كبيراً من الطيور ظهرت في المسوحات الأولية وذلك نتيجة تعدد الموائل كالأجمات والشجيرات وهي تناسب الهوازج وطيور الحجل كالغابات العالية والكثيفة التي تلائم طيوراً من نوع نقار الخشب السوري وديك الغاب إضافة إلى تعدد الطبقات في الغابات العالية والتي تعطي تنوعا أكبر في الأنواع ووجود الجوبات الزراعية والقرى والتي ترافقها مجموعة من الأنواع المحبة للزراعة والمناطق المفتوحة مثل أنواع الدرسة مع الاخذ بالاعتبار وقوع المحمية على خط الهجرة في سلسلة الجبال الساحلية وهو من المعابر الهامة عالمياً.
وأوضح داوود أن عدد أنواع الطيور المسجلة من خلال المسوحات في العامين الماضيين وصل إلى 102 نوع منها 22 نوعاً من الجوارح و6 أنواع مدرجة ضمن قوائم فصائل الطيور العالمية للأنواع المهددة بالانقراض و6 من الأنواع الشرقية التي لا تصل في هجرتها إلى أوروبا وهي أنواع تدعم سياحة مراقبة الطيور في تركيا مشيراً إلى أنه من بين هذه الأنواع هناك نسر غريفون والباز والباشق العصافير والعقاب الإمبراطوري وديك الغاب والهدهد وأبو الحن وقانص البندق ودرسة الصخور وأبلق أسود الأذن.
الجدير ذكره أن محمية أبو قبيس لا تتمتع بأهمية بيئية وطبيعية فحسب بل تحتل أيضا مكانة تاريخية نتيجة المناطق الأثرية الموجودة داخلها والتي تعود على الأغلب إلى العهد الروماني اضافة إلى مجموعة من المواقع الأثرية الهامة على حدود المحمية مثل قلعة أبو قبيس المطلة على المحمية من الجهة الجنوبية وإمارة رشي التي تطل على المحمية من الجهة الشمالية كما يوجد إلى الشمال الشرقي من المحمية على بعد حوالي 17 كم مدينة افاميا الأثرية.
يشار إلى أن وزارة الدولة لشؤون البيئة وقعت مع ممثلي المجتمعات المحلية في محمية أبو قبيس مؤخرا اتفاقيتين لتأمين مشروعات دخل مستدامة للسكان المحليين واستكمال النشاطات الهادفة لتمكين المجتمعات المحلية في المحمية وإيجاد فرص عمل لأفرادها تسهم في تحسين دخلهم المادي ورفع مستواهم المعيشي والاجتماعي وخلق بيئة ملائمة للحفاظ على التنوع الحيوي في المحمية وتطويره واستدامته مع توليد فرص عمل لسكانها والحفاظ على استقرار المحيط الحيوي فيها وإعادة إحياء الأصول الوراثية الزراعية القديمة التي تنمو فيها وخصوصا أصناف القمح والشعير البلدي والتي باتت شبه نادرة ومهددة بالانقراض.
وتتمثل الاتفاقية الأولى في إقامة مشروع لتحسين المردود الاقتصادي لتربية المواشي في قرية مشتى البيرة في حين ان الاتفاقية الثانية عبارة عن مشروع تطبيق الطرق التقليدية في زراعة النباتات الطبية المحلية في جوبات التمازة.تقرير عبد الله الشيخ | |
|
(5).jpg)
