الخوف من انحراف الأبناء في سن المراهقة أو مع قرب دخولهم لهذه المرحلة الحرجة مشكلة تقلق العديد من الأسر.
من هنا نجد تساؤلات العيد من الآباء والأمهات حول كيفية التعرف على أفكار أبنائهم عن قرب واكتشاف هل هم على وشك الدخول في أزمة أو الانغماس في الخطأ.
ما دفعني للحديث عن ذلك هو تساؤلات الأمهات خلال لقائهن بعض أصحاب الاختصاصات التربوية ومن ذلك تساؤل سيدتين الأولى حول إجابة ولدها حول الكيفية التي سينتحر فيها بمسدس وما الطريقة الأسهل للخلاص وبقليل من العذاب فيما السيدة الأخرى ذكرت ما قام به ولدها المراهق من طبع نعيات باسمه ولصقها على باب منزله وفي أماكن وجود الأقارب وقرب مدرسة الفتيات..
رغم أنهن قضين حياتهن في سبيل أبنائهن.
المثالان يضعانا أمام ظاهرة يعانيها أبناؤنا المراهقون وربما هي ردة فعل لمشكلة لابد من علاجها عبر خطوات جادة وهادئة مبتدئين بمعرفة سببها ومن ثم الانطلاق إلى العلاج عبر العمل على إنشاء جو من الصداقة المتبادلة بين الأبناء والوالدين وإدراك أن الابن يحتاج لاشعورياً مساعدة الأب لاجتياز مرحلة المراهقة رغم أنه ظاهرياً يحاول إثبات شخصيته المستقلة والاستماع بهدوء لأي مشكلة وعدم الاستخفاف بشكواه وعدم تعريض قلة الحنان بالهدايا والنقود واتباع أسلوب علمي في الحوار مع الأبناء في جلسة هادئة تختار فيها الجمل بدقة بحيث لا يشعر الابن أنه في قفص الاتهام مع ضرورة إدراكهم قدوتهم وأن واجبهم توفير حياة أساسها الاستقرار والصدق والأمانة.
هنا يستحضرني كلام لعلماء النفس عن مؤشرات للأسرة بضرورة الإسراع بتقديم يد العون والمساعدة منها تغير في العادات والسلوك واضطراب بمعدل ساعات النوم ورغبة في الانطواء والانعزال عن محيط الأسرة والشكوى من الإحساس بالملل والتبرم دائماً وظهور ميل للعنف والثورة لأتفه الأسباب وأحياناً يصل الأمر إلى شكوى الأبناء والضيق من الحياة والرغبة في الخلاص منها بالانتحار.
والسؤال هل لم نعد نستطيع التعامل مع أبنائنا أم إن التطور التقني فرض أسلوباً آخر إذا كان ذلك فنحن نحتاج لأكثر من مرشدين في مدارسنا ومراكزنا الصحية إنها مهمة المجتمع بكامله.