حفل مشوار ذهاب دوري المحترفين الكروي الذي انتهى قبل عشرة أيام تقريباً بثلاثة مزايا جعلته فريداً أو غريباً عما كان عليه الدوري في سنوات خلت.
وهنا نستخدم هذا المصطلح (مزايا) آسفين للإشارة إلى حالة غريبة، وأولى هذه المزايا كان ضعف التحكيم الواضح والذي كان حاضراً في كل المراحل تقريباً، وكان مؤثراً في النتائج حتى إنه لعب دوراً في تحديد مواقع الفرق على اللائحة.
وبعد توقف الدوري في استراحة وقبل استئناف المباريات إياباً يوم الحادي عشر من الشهر الجاري، كان لابد من وقفة مع هذا المفصل المهم جداً ونقصد التحكيم، كما سنقف مع المزايا الأخرى، وهي ضعف المستوى والشغب، ولن نعتبر تغيير المدربين رغم كثرته من المزايا، لأنه بات عادة دسمة منذ سنوات وهي عادة تؤكد ضعف الإدارات عموماً، وعدم قدرتها على وضع النقاط على الحروف بشجاعة.
التحكيم والقضاء والشروط
التحكيم في الدوري أو في الرياضة عموماً كالقضاء، وبالتالي لابد من توافر صفات في الحكم ليحقق النجاح ويكون في منأى عن النقد والاتهام.. وإذا كان من البديهات أن يكون الحكم ملمّاً بقانون التحكيم ويتمتع بالموهبة وحب هذه المهنة، فإن الأهم وقبل هذا كله أن يكون الحكم نزيهاً نظيفاً شجاعاً، فدون هذه الصفات لايمكن الوصول إلى العدالة والنجاح.
لهذا فإن ماسمعناه عن حلول لمشكلة التحكيم خلال الأيام الماضية كان ناقصاً، لأنه اقتصر على الجوانب الفنية والمادية، فتحدث من تحدث عن ضرورة إقامة دورات دائمة ليبقى الحكم في جاهزية، وتحدثوا عن ضرورة رفع التعويضات المادية، وكأن هذا سيضمن الحل؟!.
نعم هناك ضعف وتفاوت في المستوى بين حكم وآخر ولكن هناك أخطاء فادحة وفاضحة لايمكن اعتبارها إنسانية أو نتيجة ضعف، وبالتالي كيف نعالج هذه الأخطاء إذا لم نضع الأصبع على المشكلة المتمثلة في التجاهل أو المجاملة (؟!).. كيف يمكن أن يكون الخطأ طبيعياً في حالات لم يختلف عليه أحد وهي واضحة وضوح الشمس؟!.
إذاً لابد من التركيز على النزاهة والأمانة من جهة، وبالتالي محاسبة من لا تتوافر فيهم هذه الصفات محاسبة شديدة تصل إلى درجة الفصل، وقد يقول قائل إنه من الصعب الاتهام بعدم النزاهة، ونحن نقول نعم، ولكن هناك أخطاء لاتقبل بحال من الأحوال، وإذا كانت هناك ضغوط على حكم من اتجاهات مختلفة فلن تكون على العلن طبعاً، ولكن لا دخان بلا نار؟!.
كذلك فإن الشجاعة من جهة أخرى شيء أساسي، فالحكم الشجاع لن يتأثر بضغط جمهور أو إدارة نادي أو لاعبين أو اتحاد لعبة أو لجنة الحكام، ويكفي إن تعرض لذلك أن تمنعه النزاهة والأمانة من الانزلاق، وتحثه الشجاعة على فضح أي ممارسة خاطئة في هذا المجال.. فهل الأمور على مايرام في (دورينا) وفي اتحادنا وبين حكامنا حتى لانفكر إلا بدورات اللياقة وزيادة الأجور؟!، علماً أنه في موضوع الأجور لابد من الإشارة إلى أن معظم الحكام موظفون ويتقاضون رواتب من أعمالهم مع أذون سفر، وهم قد ارتضوا هذه المهنة ويعرفون ظروفها كاملة، وبالتالي الشكوى مرفوضة، والتأثر بالضغوطات شيء خطير؟!.
عقوبات وأجانب
ما قيل عن تجاوب اتحاد اللعبة ولجنة الحكام مع طرح الحكام الأجانب هو في رأينا خدعة، أي إنهم أرادوا القول للأندية نحن معكم وليكن الحكم الأجنبي الذي تريدون، وبالتالي سيحرجون الأندية في موضوع نفقات استقدام الحكام الأجانب، وخاصة أن رئيس لجنة الحكام لايقبل إلا بحكام من أوروبا، أي إن المسألة تعجيزية (؟!) ونحن نقول: نحن لسنا مع الحكم الأجنبي إلا إذا اضطررنا وقبل الاضطرار يجب أن تكون هناك عقوبات بحق الحكام الذين تكون أخطاؤهم كبيرة ومؤثرة ومتكررة ونحن مع الشطب والمنع من التحكيم داخلياً وخارجياً إذا وصلت الأمور إلىحد ما.. وبعد ذلك فإن اتحاد اللعبة ولجنة حكامه إذا كانوا صادقين فعلاً، فيمكنهم استقدام الحكام من خلال اتفاقيات تبادل، وبالتالي تكون النفقات أقل ويؤكدون أنهم مع الأندية فعلاً، كما أن اتحاد اللعبة الذي يوصف بأنه غني وعنده الإمكانات مطالب بالإنفاق السخي على هذا الجانب الذي أثر في النتائج وساهم في شغب الملاعب، وبالتالي هو يستحق الاهتمام والسخاء فعلاً.
ملاحظات وإشارات
أخيراً لابد من الإشارة إلى ملاحظات كانت مبعثاً لتساؤلات.. وبالتالي وضعت الاتحاد ولجنة حكامه موضع اتهام.. من هذه الملاحظات إعلان أحد الحكام قبل مدة اعتزاله متهماً اللجنة والاتحاد بالمحاباة في موضوع الترشيح على اللائحة الدولية، وكذلك ما كان قبل أيام من اعتذار لجنة الحكام في درعا عن المتابعة لشعورها بظلم حكامها وعدم الاهتمام بهم وتكليفهم..
ثم جاء الخبر الكبير وهو ترشيح أحد الحكام على اللائحة الدولية، رغم أنه كان موقوفاً وقد تم تزوير وثائق من أجله، واللافت أيضاً أن هذا الحكم كان أكثر الحكام قيادة للمباريات في مرحلة الذهاب، فكان حكماً أساسياً في عشر مباريات، وحكماً رابعاً في مباراتين أي إنه كان موجوداً في (12) مرحلة من أصل (13) طبعاً هذا مثال، وهو ليس الوحيد.
هذا وغيره يثير التساؤلات ويجب الوقوف عنده ملياً قبل الحديث عن دورات للحكام وما إلى ذلك، وكأن مشكلة التحكيم في اللياقة والأمور النظرية فقط؟! ونؤكد أن التحكيم مفصل مهم وقوي في تأثيره، لكن يجب ألا يكون الأضعف في أدائه فنياً وأخلاقياً.
موضوع: في ذهاب دوري المحترفين الكروي 
السبت مارس 05, 2011 12:32 am
(5).jpg)
