الكلام عن مباراة منتخبنا مع اليابان فيه الكثير من الشجون والأحزان، والكثير من السرور والارتياح، حالات متناقضة اجتمعت معاً في مباراة واحدة ولخصت واقعنا الكروي وحدودنا التي صارت معروفة وبتنا غير قادرين على تخطيها.
في العموم أن نخسر مع اليابان بفرق هدف، وأن يكون هدفا اليابان في مرمانا غير صحيحين لهو أمر مشرف وجيد.
أن نتعرض للظلم التحكيمي الفاضح والواضح، وأن يكون سبباً رئيسياً في الخسارة لهو أمر محزن جداً في مباراة هربت من أيدينا واستقرت بأحضان محاربي الساموراي.
بعد أن تنتهي المباراة وتستعيد ذاكرة مجرياتها، تستطيع القول: كان بالإمكان أحسن مما كان.
فبعيداً عن الظلم التحكيمي الذي أجهض منتخبنا، كانت أخطاؤنا قاتلة في المباراة، وأعتقد أن تيتا أخطأ في قراءتها مرتين، المرة الأولى بتشكيلته التي بدأ بها المباراة، والثانية بتبديله الثالث الذي فتح به اللعب مع اليابان بوقت كان من المفترض أن نغلق خطوطنا وأن نكثف دفاعاتنا لنحافظ على التعادل الذي كان يكفينا.
الخبرة
المحللون الذين استمعنا إلى تصريحاتهم سواء بالقنوات الفضائية، أو عبر الوسائل الإعلامية المختلفة ذهبوا إلى أن الخبرة كانت سبباً مباشراً في فوز اليابان، وخبرتنا في التعامل في اللحظات العصيبة من المباراة كانت صفراً، فوقع فريقنا وخصوصاً خط الدفاع في أخطاء ساذجة.
وأقف على تصريحات المدرب الروماني الذي قال: دخل المنتخب المباراة خائفاً، واستغرب مثل هذا التصريح، ففريق هزم السعودية من المفترض أن يكون في أوج روحه المعنوية العالية، إلا إذا أحبطته التوجيهات والتعليمات!
وأقف أيضاً على البدلاء الذين كانوا قلة على كثرتهم بوجود المصابين الذين كنا نحتاجهم أو نحتاج إلى بدلائهم في مثل هذا الموقف، وهنا نتذكر محمود آمنة وماهر السيد وآخرين وهما من لاعبي الخبرة الذين كنا نفتقدهم في مباريات تتطلب الخبرة كما نوّه خبراء الكرة.
شكراً يا رجال
عندما نتكلم عن أخطائنا ليس عيباً، فيجب أن نعرف ما لنا وما علينا، وأين أصبنا وأين أخطأنا، وأعتقد أن لاعبينا بإمكانياتهم وجهوزيتهم وحماستهم قدموا مباراة كبيرة للذكرى أمام اليابان، وخصوصاً في الشوط الثاني الذي تعملق فيه منتخبنا، وجمد الكمبيوتر الياباني، قبل أن يعيد إقلاعه مدربه، وفعلاً كان رجال منتخبنا كباراً في الميدان وعمالقة وأشداء ولكن قدر الله وما شاء فعل، فوقعوا تحت ظلم الحكم وأخطاء فنية من المدرب، وربما هي خسارة مفيدة، ستدفع منتخبنا ليكون كبيراً أمام الأردن بالمباراة الفاصلة ليقتلع ورقة الترشيح نحو دور الثمانية التي نستحق التأهل إليه.
لماذا يا تركي؟
سؤال نوجهه إلى الحكم الإيراني محسن تركي لماذا؟.. ولأجل من هذا الظلم؟
وربما أمام زحمة الأخطاء المؤثرة نسي المحللون التحكيميون الكثير من الأخطاء في الملعب وخصوصاً في شوط المباراة الأول، وأعتقد أن قرارات الحكم ساهمت في الضغط على فريقنا، لأن أي احتكاك بين لاعبينا ولاعبي المنتخب الياباني، كانت الصافرة تساند اليابانيين، وعندما قلت في نفسي.. الله يستر جاء الهدف الياباني من خطأ، ورغم أن الحكم قريب من الحالة، إلا أنه تغاضى عنها، ولا ندري ما السبب؟
وفي الشوط الثاني ومع بدايته لاحت لنا فرصة التعادل من جزاء واضحة، عندما أعيق فراس الخطيب بطريقة واضحة وقف حيالها الحكم متفرجاً (وكما قلت نسيها المحللون لزحمة الأخطاء) وكانت الصدمة بركلة الجزاء غير المبررة والتي يشيب لها الولدان، وكانت الضربة القاضية التي أراد بها تهدئة خواطر اليابانيين الذين مارسوا عليه ضغطاً كبيراً طوال المباراة؟
ومهما كان حالنا، فالحكم سيد الملعب وقراره لا يمكن تغييره ونسأل الله اللطف في مباراة الأردن، وصرنا فعلاً نتمنى حكماً منصفاً وعادلاً، حتى لا يكون خروجنا من البطولة بسوء الإدارة التحكيمية؟!
ملاحظات فنية
في القراءة الفنية للمباراة أجد أن فرق الخبرة بين مدربنا الروماني ومدرب اليابان الإيطالي كانت واضحة.
فالروماني تيتا لم يحسن قراءة المباراة، ولم يعرف كيف يتصرف بدقائقها المثيرة والحاسمة.
ومع انطلاق المباراة لم نجد التشكيلة المناسبة، فمارس علينا اليابانيون ضغطاً كبيراً طوال مراحل الشوط الأول الذي وضعنا فيه أيدينا على قلوبنا خشية مجزرة أهداف، ولو وفق اليابانيون في استغلال فرصهم المتاحة لأنهوا المباراة من شوطها الأول.
ولم يكن تيتا موفقاً بزج سامر عوض الذي لم يقم بواجبه الدفاعي وكان غير فاعل في الدور الهجومي، فكان بطيئاً، وعديم الحيلة أثناء المرتدات، ما أفقد منتخبنا فاعليته الهجومية ولم يستثمر أي كرة مرتدة.
وكنا حذرنا من الإفراط في الأداء الدفاعي الذي سيسمح للمنتخب الياباني بالضغط المتواصل على مرمانا، ما قد يوقعنا في الأخطاء، وهذا ما حدث مراراً وتكبدنا من خلاله الهدف الأول (رغم أنه غير شرعي وظالم).
الشوط الثاني كان غير، وكان فيه منتخبنا نداً وكبيراً وقوياً وكل شيء في المباراة، وعلى ما يبدو أن المدرب الروماني أصلح ما بدأ به المباراة، فأشرك الخطيب وسنحاريب، فانقلب منتخبنا رأساً على عقب وأدرك التعادل من جزاء صحيحة، إلى هنا، الأمور كانت جيدة وبمصلحتنا، وبقي من المباراة عشرون دقيقة، والمنتخب الياباني يلعب بعشرة لاعبين، فبدل أن يعزز مدربنا خطي الدفاع والوسط للحفاظ على التعادل وهو كاف لنا ومرض لطموحنا وجدناه قد فتح اللعب بإشراك مهاجم ثالث (الآغا) فصرنا نلعب بثلاثة مهاجمين، ما كلفنا ذلك الكثير، ربما كانت وجهة نظر المدرب الاتجاه نحو الهجوم أملاً بالفوز لكنه أخطأ في تقديره، ولعله نسي أنه يواجه اليابان وهو أفضل فريق آسيوي فضلاً عن أنه من أفضل الفرق العالمية، قلنا قبل المباراة، (لا إفراط ولا تفريط) لكننا أفرطنا في الأداء الدفاعي في الشوط الأول وفرطنا في المباراة بعد أن صارت في مُلكنا بالشوط الثاني؟
ولأننا نتناول في هذه الوقفة الملاحظات الفنية على أداء مدربنا الروماني، فإننا كنا نتمنى في الدقائق المتبقية من المباراة إشراك لاعب ذي مهام دفاعية لتمتين فاعلية الدفاع والوسط كإشراك طه دياب مثلاً، وهو الورقة المتبقية لأننا نعلم أن عادل عبد الله ولؤي شنكو مصابان بالأصل ووجودهما مع المنتخب كان غير مجد.
بالمحصلة العامة نتمنى الاستفادة من هذه الأخطاء والعمل على تلافيها، في المباراة المهمة الفاصلة مع الأردن، ولنا معها وقفة مطولة غداً.
موضوع: الكلام عن مباراة منتخبنا مع اليابان فيه الكثير من الشجون والأحزان، 
السبت يناير 15, 2011 11:21 pm
(5).jpg)
