تحتضن الدوحة عاصمة الرياضة في الشرق الأوسط المباراة التاريخية والقمة اللاتينية التي تجمع قطبي الكرة في العالم البرازيل والارجنتين في لقاء ودي غير مسبوق في تاريخ الشرق الاوسط او اي دولة عربية اخرى حيث لم يلتق المنتخبان العالميان من قبل على ارض عربية.
القمة النارية والمواجهة الساخنة ستبدأ أحداثها في الثامنة مساء على استاد خليفة الذي اصبح مسرحا ومقرا دائما للقاءات الكبرى حيث استضاف العام الماضي وتحديدا يوم 14 لقاء تاريخيا اخر جمع البرازيل وانجلترا وكانت الدوحة بسببه حديث العالم حيث تابعته الكرة الارضية.
لقاء انجلترا مع البرازيل الموسم الماضي كان لقاء حلم لم يصدقه كثيرون ربما الى الان، لان لقاء هذين القطبين لقاء غير عادي ولقاء يستحق متابعته والاستمتاع به.
ولقاء البرازيل مع الارجنتين اليوم لقاء سحاب ولقاء من العيار الثقيل لا يحدث كثيرا ولا يحدث إلا مصادفة او اذا اوقعتهما قرعة اي بطولة وجها لوجه وها هو يقام اليوم في اجواء غير عادية واجواء جميلة تبشر بلقاء قمة في المتعة والاثارة وقمة في الاداء الكروي يستحق ان يتابعه العالم باسره.
المواجهة اللاتينية الكروية مواجهة هي الاقوى والاهم على مستوى العالم، ولا توجد مباراة تجذب اهتمام العالم كما تجذبه هذه المباراة التي ينتظرها عشاق الفريقين وعشاق الكرة والمتعة على أحر من الجمر من العام الى العام.
فالبرازيل والارجنتين قمتان كرويتان يقدمان خلاصة الفن الكروي ويضمان بين صفوفهما نخبة نجوم الكرة العالمية، وصفوة سحرة الكرة، وابرز المواهب واصحاب المهارة غير العادية، والجميع مهما كان انتماؤه يحرص على متابعة مبارياتهما في اي بطولة ويتابع لقاءاتهما حتى ولو كانت ودية ومع أطراف أخرى، فما بالنا والاثنان يتواجهان اليوم على ملعب استاد خليفة.
والفريقان العالميان يعتبران من الفرق النادرة التي تقدم الكرة الممتعة التي تجمع بين الاداء الجماعي والمهاري وبين الفن الكروي والخطط والأداء التكتيكي وهي خلطة نادرة لا توجد في اي فريق ومشاهدتهما قمة المتعة .
هذه الاسباب تجعل من مباراة البرازيل والارجنتين واحدة من اهم المباريات على مستوى العالم، والكل الان يستعد لمتابعتها عبر الفضائيات والكل يتمنى لو ان المباراة تمتد لأكثر من 90 دقيقة.
لكن هناك اسبابا اخرى تجعل من المباراة متعة غير عادية وهذه الاسباب تتمثل في الصراع والمنافسة بين الفريقين من قديم الازل حتى بات لقاؤهما "ديربي" عالميا ولقاء بطولة ولقاء صدارة الكرة العالمية.
فالبرازيليون يعتبرون انفسهم ملوك الكرة في العالم وكذلك الحال للأرجنتين ولذلك دائما ما تخرج مبارياتهما مثيرة وجميلة وتظل ذكرياتها عالقة في الاذهان لسنوات طويلة.
خير دعاية لملف قطر 2022
المباراة التاريخية والقمة التي تجمع القطبين البرازيل والارجنتين جذبت انظار العالم خاصة والكل كان يتوقعها في مونديال 2010 بجنوب افريقيا لولا خسارة الفريقين امام المانيا وهولندا وهو ما حرم العالم من هذه القمة التاريخية وجاءت قطر وقررت منح العالم فرصة رؤية المنتخبين من جديد وجها لوجه على ارضها وبين جماهيرها.
قطر تقدم هذه المباراة للعالم كي تمتعه وكي تؤكد من جديد وعلى ارض الواقع قدرتها وقدرة شبابها ورغبتها ورغبة الشرق الاوسط بكامله في رؤية كأس العالم 2022 على ارضها ايضا.
في العام الماضي قدمت قطر الدليل المقنع على قدرتها على استضافة كأس العالم من خلال المفاجأة غير العادية باقامة مباراة البرازيل وانجلترا على نفس الملعب الذي ابهر العالم بما وصل اليه من مستوى يفوق الملاعب العالمية، كما أبهر القطريون العالم ايضا بالتنظيم الرائع الذي فاق الوصف لهذه المباراة التاريخية.
واليوم تقدم قطر دليلا لا يقبل الشك باليقين على قدرتها على استضافة المونديال من خلال قمة اخرى غير عادية وقمة اقوى واكثر اثارة من قمة البرازيل وانجلترا وهي قمة امريكا الجنوبية التي تجمع البرازيل مع الارجنتين.
فقد عبرت الجماهير القطرية والمقيمون ايضا عن شغفهم بالكرة الذي يعد من اهم الشروط التي يبحث عنها الفيفا عندما يسند إدارة اي مونديال لاي دولة، وكان الحضور الجماهيري لتدريبات السامبا والتانجو يفوق الوصف والخيال كان الحضور كبيرا وغير عادي، ومع كل ذلك كان الحضور منظما والترتيبات على اعلى مستوى وهو ما يتوقعه الجميع في مباراة وقمة اليوم التاريخية.
لا شك ايضا ان اقامة هذه القمة غير العادية رسالة واضحة الى العالم والى الفيفا على قدرة قطر على استضافة المونديال وهي رسالة ايضا الى اللجنة التنفيذية بالفيفا قبل التصويت على الدولتين المنظمتين لكأس العالم 2018 و2022 الذي سيتم بعد ايام قليلة وتحديدا 2 ديسمبر القادم .
مواجهة غير عادية
نعود الى المباراة التاريخية والمواجهة غير العادية التي من المنتظر ان تخرج قمة كروية ممتعة من جميع النواحي لاسيما والفريقان يسعيان الى الفوز رغم ان المباراة ودية وليست رسمية ولن تؤهل الفائز بها الى لقب مثلا أو التأهل الى المباراة النهائية لكأس العالم والظروف التي يعيشها كل فريق تجعله يسعى اليوم بكل قوة لتقديم افضل مستوى لديه بل والسعي بكل قوة لتحقيق فوز معنوي سيكون له اثره الايجابي على كلا الفريقين البرازيل والارجنتين يمران بفترة انتقالية وتحت قيادة فنية جديدة تولت المهمة وتولت التدريب بعد الاخفاق الذي طارد المنتخبين في مونديال 2010 ولم يكن الاخفاق عاديا او بسيطا بل كان مؤلما وقاسيا خاصة للارجنتين التي تلقت خسارة قاسية 1-4 وودعت المونديال، بينما كانت خسارة البرازيل امام هولندا 1-2 صحيح ان الفريقين خاضا بعض المباريات الودية وحقق كل منهما الفوز لاسيما الارجنتين على اسبانيا بطل العالم -1 وديا، الا ان كل منهما لا يزال يبحث عن استعادة الثقة، ولا يوجد افضل من فوز احداهما على الاخر في لقاء اليوم حتى ولو كان الفوز في مباراة ودية.
هذا الفوز المعنوي سيبحث عنه اليوم كل من باتيستا مدرب الارجنتين وايضا مانو مدرب البرازيل خاصة وهما مقبلان على بطولة (كوبا امريكا) يوليو القادم وكلاهما يحلم بالفوز بهذه الكأس.
قمة ممتعة
بغض النظر عن ظروف كل منتخب فمن المؤكد ان قمة اليوم ستخرج قمة ممتعة تسعد الجمهور القطري وتسعد الجماهير حول العالم ايضا لاسيما أن الاجواء في الدوحة هذه الايام اجواء جميلة خاصة في المساء حيث تنخفض الحرارة ما يساعد على المشاهدة والمتعة ويساعد نجوم المنتخبين على التألق وتقديم افضل ما لديهم ،القمة ستخرج ممتعة اليوم ايضا لان كلا الفريقين حضرا الى الدوحة بكامل نجومهم فالارجنتين سيقودها النجم العالمي واللاعب الموهوب ميسي المرشح لجائزة افضل لاعب في العالم وجائزة الكرة الذهبية الى جانب البرازيل التى سيقودها النجم الممتع رونالدينهو.
موضوع: قمة تاريخية تجمع البرازيل والأرجنتين الليلة باستاد خليفة 
الأربعاء نوفمبر 17, 2010 12:48 am
(5).jpg)
